مَـا ثــَمَّ إلا الـلـَّــهُ فى الأكـْــــوانِ

أرأيتَ يومَ الخَلْقُ .. لى قالوا “بلى”

كَانـَتْ مَـعادِنـُهُـم عَـلَى الميــزانِ

بَلْ قبـلَها قَـدْ كُـنْتُ فَرْدُ جلالَـتى

قَدْ عَـزَّ جاهى فى الوَرَى وَ زَمانى

أمَّا”الحبيبُ المصطفَى” هُوَ سَيِّدُ

السَّـاداتِ فى الأزمانِ و الأكْوانِ

شمسُ الهُدَى فى الكوْنِ ليْسَ بمُدرِكٍ

نُورِى سِواهُ وَ مــَا لَـــهُ مِـنْ ثــانى

أسْـلَـمْـتُــهُ مِـنِّى لــواءَ الـحَـمْدِ مَا

غـيـْرَ الـرَّســولِ بــعــَـارِفٍ ربـــَّانى

مِـنْ بـعدِهِ ظَـهـَرَت جميعُ الأنْبِـيَــا

و الرُّســـلِ أقــْمــارٌ بكُلِّ زَمـــــَـانِ

وَ الـصَّـادِقُـونَ وَ كُلُّ صِــدِّيـقٍ لــهُ

عَــرْفٌ بـطـيــبِ مَحَبَّـتى أرْضَانى

و أخذتُ محبوبـينَ لى .. مِنْ بَعدِهِم

جـاءَ المُحِـبُّون ارْتـَجَوْا إحْسَانى

وَ مُقَـرَّبونَ.. و فيـهِمُ الأبْرارُ قَالوا:

قَـدْ شهِدْنــا ثُمَّ وَحَّدْنا بكُلِّ لِسانِ

حُـبــًّا و فيك حياتـُنا … فاقبل لنا

رُوحــــا تــُوَحِّـــدُكُم بـكُـل زَمَـــانِ

*****

لـكِنَّ بـعْضَ الخَـلْـقِ زاغوا أعْـيُـناً

مِـنْ رَهْبَـتى قالوا ” بَـلَى” بلِسانِ

قيل اسْكُنوا فى بَرْزَخى..أمْرٌ قُضى

كُـلٌّ لَـــهُ عِـنـْدى نـُشــورٌ ثـــَانـــى

مِنْ يومِـها والـكُلُّ يَسْكُنُ برْزَخـى

حُـبـًّا وَ قَـهـْـراً لا يَــرَوْا سُـلْـطــانى

فى صُورِهِم..أوْ بَرْزَخٍ..أوْ أرْضِهِـمْ

مَـا ثــَمَّ إلا الـلـَّــهُ فى الأكـْــــوانِ

وَ هُمُ الـسَّـرابُ وَ لَيْسَ ثـَمَّ سِوَاىَ

فى الأكوَانِ إنْ تَفْهَمْ تَرَ ىإحْسانِى

هُمْ خَلَّطوا بينَ الوُجُــودِ وَ ظِلِّهِـم

وَ أنا الوُجُودُ وَ ظِـلُّهُم هُوَ فــَانى

إنـِّى تَــعالَـتْ عِــزَّتى وَ جَــلالَـتى

جَـلَّ الـثـَّـنـاءُ الحَـقُّ لـلـرَّحْـمـــنِ

 

 

مقتطفة من قصيدة ” البـُزُوغْ ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

 

www.alabd.com

الـفضـلُ لِـى عِـنْدى .. لـِعبْدٍ قَلْبُـهُ قَـدْ باتَ مُنـْكَسِراً لَدَى”الرَّحْمنِ”

الـفضـلُ لِـى عِـنْدى .. لـِعبْدٍ قَلْبُـهُ

قَـدْ باتَ مُنـْكَسِراً لَدَى”الرَّحْمنِ”

لا ينْـظُـرَنَّ سِـوَى الـعُبودَةَ تـاجُــهُ

يَفْنَى .. فيَحْيا فى التـَّجَلِّى الثَّانى

وَ رَسولـُـنـا يـخْـتـــارُ ثــُمَّ نـؤيــــِّـــدُ

” المَـهْدِىَّ ” بالأجْنَـــادِ و الفُرْسانِ

من قال كيف !!.. لِـمَ !! يَرُوحُ بكِبْرِهِ

فـى بـرْزَخِ الـطـِّيـنِ بــِلا أكْـفــانِ

إنِّى أنَــا الـرَّحمـنُ أخْـلُقُ ما أشـَا

أرْعــَى الـجَـميـعَ بـرَحْمَةِ المَنَّانِ

لــكِـنـَّنى أغْـشَى المُـحبَّ بـِرُوحِهِ

وَ بـحِكْمَـتى أخـْتـارُ مَنْ يغْـشانى

فوَ عِزِّ وَجهى بالجلالِ .. فلا تَسَلْ

لـِمَ ذا أُذِلُّ .. و قَدْ رَفَعْتُ الثــانى

أنَا لسْتُُ أُسأَلُ عن فِـعَالى ..إنَّمَا

قَـهْـرِى تـَعَـالَى فَوْقَ كُـلِّ جَـنــَانِ

 

مقتطفة من قصيدة ” البـُزُوغْ ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

 

www.alabd.com

 

“بمحمدٍ ”وجهى وكـأسى والطِلا ..

فافتَـــحْ لَكُـمْ قلــباً .. وَنــوِّرْ بالـذى

قـــد ذقـتَ روحَ العاشِق المشتاقِ

“بمحمدٍ ”وجهى وكـأسى والطِلا ..

وهــو الشــرابُ ونــورهُ والســاقى

فافهمْ فإنَّ القومَ قــد جــهلوا لنــا

هــذى الكنـــوز وغــرَّهمْ إشفـاقى

قــالوا نُوَحِّـدُ رَبَّنَا .. قُـلْتُ : اعلموا

أنَّ الرســـول “محمدا ” ميثـــــاقى

“والعُروةُ الوثقى ” وَحَبْلُ صِلاتنــا

ولكــلِّ أســقــامِ النُــهَى تِــرْيــاقى

فاحفظْ لنــا عَهـــْدًا بــه وبـحبلــهِ

تَجِــــدِ الخـــلاصَ لـديه فى إطـلاقِ

صلَّى عليهِ الكونُ يــوم خلَــقْــتُـهُ

مِنْ قَبْـــــلِ “ آدمَ ” كـــان فى إشراقِ

 

مقتطفة من قصيدة ” السِّر ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

كُــــلُّ  الـنـــُّـــورِ  بـــقـلْـــبِ “مُحَمَّـدْ”

بـعْـضُ الخَلْقِ .. قليـــلٌ  مـا  هُــمْ

يـعـرِفُ   سِـرَّ   الـنــُّورِ   فـيَشْـهَـدْ

سيِّدُهُــمْ   ..   وَ   حبيبى    منهـم

مَـهْـمَا   قُـلْـتُــمْ   فهُــوَ  ” مَُحَمَّدْ “

أعْلَــمُ  خلْقى   بى   ..  وَ   إمـــامُ

جميـعِ الرُّسْـــلِ .. حبيبى “أحْمَدْ”

عبْـــدٌ   ..   لـكِنْ   عِنْــدى   أعْــلَى

عـنْ   كُـــلِّ   الأكـــوانِ   مُــمـَجَّــدْ

نـورى   فيـــهِ  ..  وَ  فـيهِ  الرَّحْمَـةُ

لـلأكْـــوانِ   ..   وَ   مِنـْهُ   المَـــوْرِدْ

كـلُّ   صِـفــاتى   فـيــهِ   تــَــــدورُ

إذَا   الألــبـــــابُ   لــهُ   تـَـتــَفَــقَّـدْ

لـمـَّا  شوهــِـدَ  نـــــورى    فـيـــهِ

وَ   قيــــلَ   :   رأيْنـــا   رَبـًّا   أمْـجَـدْ

قـلــتُ   :   تـعــالَــــى عِــزٌّ   فِــى

فليْـسَ   يــــرانـى    الحَى    مُجَـرَّدْ

لا   يـُـدْرِكُــنــى  بـصَــــرٌ   أبـــــداً

مـهمـــا   الـــرُّوحُ   عَــلاَ  وَ  تـجَــــرَّدْ

لـكِـنْ   مَـثــُـلُ   النـُّـــورِ   لـذاتــى

يـُــــدْرِكُـــهُ   العُـــلَـمَـــا  ” بمحمَّـدْ “

حتَّى   العُلَمــا   بـى  لَـــمْ  يَـظْهَـرْ

لهُـــمُ   مِنــِّـى    غـيْــــرُ   ” مُحَمَّـدْ “

هُوَ “مِشْكاتى ” .. فيهِ “سراجى “

كُــــلُّ  الـنـــُّـــورِ  بـــقـلْـــبِ “مُحَمَّـدْ”

إنْ   أبصَـرتَ  وَ   إنْ   شــــاهَــدْتَ

فـــكيْـــفَ  تَـــــــرَى   إلاَّ  “بمُحَمَّدْ”  !!

 

مقتطفة من قصيدة ” المَعْبَد ” – ديوان ” البريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

يــا خَيْــرَ خلْقِ اللَّـهِ .. ألفُ تحيـــةٍ

يــا خَيْــرَ خلْقِ اللَّـهِ .. ألفُ تحيـــةٍ

مَـنْ قَلْـبِ عبْـدٍ والـــــهٍ ترْضـاهـــا

يـا سيِّـدى .. قد جئْـتُ أَرجو جيرةً

وَالجارُ قبْـل الـدَّار فى سُكْـنــاهـا

روحاً وَنفْـساً منْكَ خيـرُ جِوارِكــمْ

دُنْيــا وَأُخْـــرَى لا أريـــدُ سِـواهـــا

وَ هلِ “ المُرافِـقُ ” لا يكون لصُحْبةٍ

إلاَّ “ الموافِـقَ ” سيْـرَها و سُرَاهاَ !!

أمَّا “ المجـالِسُ ” فى المعيَّةِ .. إنْ يكُـنْ

غَيْرَ “ المُجانِسِ ” لمْ يَحُـزْ لِرِضَاهَا

خُـذْنى وَعلِّمْـنى لديْــــكَ تَكَـرُّمــاً

أدبـاً لِرِفْـقَةِ روحِــــكُمْ وَحِـمـاهـا

وَ لأَنْـتَ أَكْــــرَمُ منْ يُـعلِّــم قلْـبنــا

وَلأَنْـتَ أَعْلـَى كُلّ مـن ربَّــــاهــا

وَ أَنا “ الغريقُ ” .. أَلاَ أخذْتُـمْ سيدى

بيَـدَىَّ فى بَحْـــــرٍ يَـفـورُ مِيـاهــا

فَتَكَـرُّمـاً خُـذْنى إلـى أعتــابِـكُمْ

لَـكَ خـادمـاً .. لا أَرْتجـــى إلاهَـــا

صلَّى عليْك اللَّـهُ يا خيْـرَ الوَرَى

يـا نـورَ شمْسٍ أشْرَقَتْ وَضُحاهـا

 

مقتطفة من قصيدة ” الـنُّــور ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

 

www.alabd.com

هو خيرُ خلقى .. لا يفوز سوى الذى أحببْـتُـهُ.. بمحبّــَـةٍ فى “ طَـــهَ ”

من “ بيْـتِنا المعمورِ” أَنْزَلْـتُ الهـُدَى

“ فى بيْتِ عِزَّتِنا ” ليقْرَأَ “ طَـهَ ”

فى قلب “ أحمـدَ ” كل قرآنى .. وَما

“ جبريلُ ” إلاَّ فى مَعِيَّـةِ “ طـَهَ ”

أَنْـزلْـتُــــهُ نـورا .. وَ مـا نطقـوا بِهِ

إلاَّ بنُطْـقِ لِسَــــانِنَـا فى “ طـَــهَ ”

نـورٌ على نورٍ بقلْـب “ محمَّــدٍ ”

يـا عِـزَّ منْ ذاقـوا محبَّةَ “ طـَــهَ ”

هُو رَحْمتى .. وَ لهُ الوسيلةُ عنْدَنـا

أمَّـا الشفـاعة فيكُـمُ .. فلـِ“ طَــهَ ”

هو خيرُ خلقى .. لا يفوز سوى الذى

أحببْـتُـهُ.. بمحبّــَـةٍ فى “ طَـــهَ ”

فعليه صَـلِّ .. وَصِلْ حبالك بالنَّـبـى

وَاطلُب من الدارين صحبة “ طَــهَ ”

*****

قُـلـتُ : التحيَّـاتُ السنيَّـاتُ لـكُـمْ

مِـن روح عَبْـــدٍ للَّـذى أحْيـاهَــا

وَجَـلالِ وجْهكَ سيِّـدى ألْـهَمْتَـنـى

حقَّ الحقائقَ .. و البيانُ حوَاها

وَ جلالِكُمْ .. ما فى الوجودِ سواكمُ

وَصفـاتُكمْ فيـهِ تَـدورُ رَحَــــــاهَــا

وَ“ محمَّـدٌ ” نورٌ .. وَرحمتُكمْ بنا

مَـنْ لَـمْ يفُــــزْ بِهِـمَا فَـذَا أَشْقاهـا

أحْبَبْـتُهُ يـا سيِّدى .. حبى لَـكُـمْ

وَ لِقَـلْبِ روحى سيِّـدى سُقْـياهـا

قَلْبى بِهِ ربى .. وَ نورُ “ محمَّد ”

بعُـروقِـنـا يجرى .. إلى أقصــاهـا

لَوْلاه مـا عَرَفَ الفُـؤادُ جمـالَكُـمْ

وَجمـــــــالُـهُ أنْـوارُكُـمْ وَ بَهَـاهـَــا

فَعـليـهِ منْكَ صلاتُكُـمْ أبَداً علـَى

روحِ الوجودِ وَشمسِـها وَ ضحاها

 

مقتطفة من قصيدة ” الـنُّــور ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

 

www.alabd.com

مِنْـهُ العَـوالمُ وَالمَعـــالِمُ تَسْـتَـقـى

قيلَ : استمع .. إنىَّ وَ كُـلُّ ملائِكى

دوْمـاً علـــــيـهِ صلاتُنـــا وَ ضيـاهـا

يا سعد – مِنْ كل الخلائق – من وَعى

طـوبَى .. وطوبَـى للَّذى صلاَّهـــا

أَوَ قَـدْ رأَيْـتَ “ محمداً ” وَ كمـالَـهُ !!

قلْبُ الهَداةِ و نـورَهـــا و سناها !!

مِشكاةُ أنْوارى .. وَ شمْـسُ حقائِقى

وَالرَّحْمَةُ العظْمى وَ بحْرِ نَـــداهـا

فالْكَوْنُ .. كُلُّ الكونِ فهُوَ كتابنا

وَبـهِ من الآيــــــــاتِ مَــا جَـلاَّهــا

وَ لِكُـلِّ شَـئٍ قَلْـبُـــــهُ .. وَكِتـابُـنــا

“ يَـس ” نصــاًّ قلبـُهُ .. قَـدْ فـاهــا

قُرْآنُنـا .. أنـوارُنـــا .. مـا أُنْـزِلَـتْ

إلاَّ علـى قَلْـبٍ سَمَــــا فـَـتَـنَــاهى

فى لمحةٍ .. “ وَ المُنتهى ” أرضٌ لهُ

“ وَالآيةَ الكبْرَى ” رَأَى .. فوَعَاهَا

كانَ القديـمُ معَ الحوادثِ كُلِّها

أَزَلٌ بِــــهِ أَبَـــدٌ رآهــــمْ “ طـَــهَ ”

روحٌ تنَـزَّلَتْ الحقَـــــائِـقُ كلـُّهـــا

فى قُـدْسِهـا فَأَضـاءَ نـورُ سَنَاهَـا

مِنْـهُ العَـوالمُ وَالمَعـــالِمُ تَسْـتَـقـى

كُـلُّ الخَـلائِـقِ سَبَّـحَتْ مَــوْلاهــا

 

مقتطفة من قصيدة ” الـنُّــور ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

سِرٌّ سَرَى فى الكَـائِـنـاتِ بِنــورهِ

هَل قَدْ عَرفْتَ الحبَّ !! قالَ مُحدِّثى ..

وَ هُـوَ العَـليـم بمُهجَـتى وَهَواهـا

قُلْتُ : استَجَـرْتُ بِكمْ .. وَعِزِّ جَلالِكمْ

فَلَقَدْ بَلَوْتُ الحبَّ .. واهاً .. واها !!

أَنْـزلْتَـنى “ بالطُّـورِ ” ثُمَّ أَمَرْتَـنى

ألاَّ أُغـَـــادِرَ أرْضــــهَـا وَ سَـمَـاهــا

وَ لَمَحْتُ “ مُوسَى ” لا يَزالُ مُـناجِيـاً

وَ القُدْسُ حـــوْلَ النَّـــارِ قَـدْ أَوْراهـَا

وَ رَأَيْتُ “ نُوحاً ” فِى سفيـنَتِـهِ على

“ الجودِىِّ ” تَمْـخُـرُ أبْحُـراً وَ مِيَاهـا

وَرَأَيْتُ “ إدْريـسَ ” العَلِىَّ مَقَامُهُ

وَ قَـد اسْـتَــــقَرَّ بـأَمْرِكم بسَمَـاهَـا

وَ رَأَيْـتُ “ إبراهيـمَ ” يذبَحُ كَبْـشَـهُ

وَالكَعْـبَـةَ الغَــرَّا .. و كيـــف بنـاهـا

وَ رأَيْتُ “ داودَ ” الأَمينَ مُسَبِّحاً

وَ رَأَيْـتُ فى “ يعقوبَ ” كيف بلاها

وَرأيْـتُ “ عيسى ” فى بهاءِ شبـابه

وَ رأيتُ “ أهلَ الكهفِ ” .. بل أشباها !!

وَ إذاَ بمحبوبِ الكريمِ “ محمَّد ”

نـورٌ كَمِـشْـــكاةٍ أضــــــاءَ سَـنـاهَــا

فرأيْتُ عند العرشِ نورَ “ محمدٍ ”

لـكَ ساجِـــداً وَقَـدِ ارتَقى أعــلاهـا

وَ إذاَ “ لواءُ الحمدِ ” بيْن يديْـهِ لا

يـأْلوكَ حمْـــداً مُهْجَـةً و شِفَــــاهَــا

وَ يُـمِـــــدُّ كُـلَّ الأنْـبِـيَــــاءِ بنـورهِ

كالشمسِ يلمعُ فى النُّجومِ ضياها

سِرٌّ سَرَى فى الكَـائِـنـاتِ بِنــورهِ

وَبِــرحْـمةِ اللَّـهِ اهْـتَــدَت لِهُـداهــا

وَ سمعْتُ : كلُّ الكَوْن وجْهى فاستَقِـمْ

“ لَـنُـوَلـِّيَنـَّــك قِـبْـلــةً ترضَـــاهـــا ”

وَإذاَ بنورِ “ محمَّـدِ ” يسْرى إلى

قَـلْبى .. فَهِمْـتُ مُصَـلِّيـــاً أوَّاهــا

مِنْ يوْمِها .. وَ النُّورُ يغْشَى مُهْجَتى

وَ النَّـارُ تحْـرِقُ مُهْجَـتى و لظَـاهَـا

فعرَفْتُ أنَّ “ مُحمَّداً ” نور الهُدى

مِحــرابُ أرواحِ الـــورَى وَهُـداهـا

وَلأَنْـتَ تخْلُقُ ما تشَاء وَ تصطفى

مِن بيْنِ خلْقِـكَ سيِّدى أحْلاها

فَتُـفيضُ مِـن أنـوارِكمْ مـا شئْـتَـه

لا يُسْـأَلُ المَـوْلى لِمَــــنْ آتـاهــا

هو عبْدكم .. ونبيُّكم .. وحبيـبكم

مِشْـكاةُ نـورِكَ سيِّـدى و سَنـاهــا

فَـعليْه يا موْلاىَ صَـلِّ .. سمـاحةً

أعْـلى صَـلاةٍ ..لا يُطـــــال مداهــا

 

مقتطفة من قصيدة ” الـنُّــور ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

 

www.alabd.com

فالرُّوحُ .. مِنْ نورِ الجَمَالِ تكلَّمَتْ

لماَّ وَعَتْ روحى “ أَلَــسْتُ بِربِّكُمْ ”

وَاهْـتَــــــزَّ مِنْـها لـُــبُّـــهـَا وَ نُـهَـاهَـا

وَ جمـالُـكم يـا سَـيِّدى لمَّـا بـَــداَ

هَزَّ القُـلوبَ .. ودَكَّهـا وَ سَبَــاهَــا

فالرُّوحُ .. مِنْ نورِ الجَمَالِ تكلَّمَتْ

مِن بَعْدِ مَا قَامَتْ بِهِ .. أَفْنَـاهـا !!

سَجَدَتْ لَكم حُبـاًّ .. فَقيـلَ: تكلَّمى

“ لبَّيْـكَ ” .. قَالت : مَالِكاً وَإلآهَا

لـكَ قَدْ شَهِدْتُ بأنَّكمْ يا سَيِّدى

أَحَــدٌ .. تَـقَـدَّسَ عِـــزُّه وَتَنَـاهى

قِيل : انْظُرْ إلى الدُّنْيا .. وَ هَذِى جَنّتـى

وَجَحيمُنا .. لِمَنْ افْتَرى وَتَلاهى

قلتُ : استعذْتُ بوجه ربِّى.. ما أرى

إلاَّك محبـوبَ النُّـهَــى ومُنَـاهــَا

ما -سيِّدى- شاهَدْتُ إلا نُورَكُمْ

وَ العَرْشَ … وَالكرسِىُّ فيهِ تَنَاهى

أنَا سيِّدى .. عَبْـدٌ .. وكُـلُّ عِبَادِكـمْ

عَقْلاً .. وَقَلْباً .. سُجَّداً .. وَجِبَاها

دُنْيـا زَوالٌ .. كُلُّهـا وَهْـمُ .. بِهـــا

طيـنٌ عَــلا طيناً وَ فيـهِ تَبـاهَى !!

أَمَّا الجِنَانُ .. فحَظُّ نَفْـسٍ لا تَـرَى

نـورَ الجَمَـالِ لِخَـالِــــقٍ سَـوَّاهَــا

وكِلاهُمَا خَلْـقٌ .. وَلَكِنْ مهجَتى

عَنْ كُلِّ خَلْقٍ .. أَعْرَضَتْ عيْناها

وَاللَّـهِ يَا مَوْلاى .. مُنْذُ خَلَقـْتَـنى

وَ رَأَيْـتُ فِـىَّ طُـفولَـتِـى وصِبَاهَـا

وَرُجولَتى بَعْد الشَّـبابِ .. وَشَيْـبَتـى

لمَّا بَدَتْ .. وَ المَوْتُ فى طَيَّاهَـا

بَلْ- يَا سَيِّدى- مِنْ يَوْم قلتُ لكمْ : بَلَى

مَـا روحى الْتَفَـتَتْ لِغَيْـرِ مُنَــــاهـا

أحبَبْـتُكُمْ يا سَيِّدى..حَتى انْتَهى

مِنِّى الفُـؤَادُ وَمُهْجــَـتى وَنُـهَـاهَـا

 

مقتطفة من قصيدة ” الـنُّــور ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

 

www.alabd.com

يا مَنْ نَفَخْـتَ بطينَتى روحاً بهـا

يا مَنْ نَفَخْـتَ بطينَتى روحاً بهـا

نـورٌ .. فسَـبَّحَتِ الَّـــذى أَبْـراهــــا

و جعَلْتَ فى جِسْمِىَ البُحورَ وَ مَوْجَها

حتَّى الجِبالَ !!  فجَلَّ مَـنْ أرْسَاها

وَبـِهِ عُـيــــــونٌ سَـلْسَـبيلٌ مـاؤهــا

مِنْ كُلِّ صِنْـــفٍ تَـرْتَجى سُـقْياهــا

و بِـــهِ بَراكيــــنٌ تـَثـــورُ بِـنَـارهــا

وبِـهِ رَياحِيــنُ يَـفــــــوحُ شَـذَاهَـا

شَـمْسٌ .. وَ أَقْمارٌ .. وَكلُّ نُجومِها

عِنْدِى .. وَسُبْحَــانَ الَّذى أَنْشـاها

لِى مَشْرِقَانِ .. و مَغْرِبانِ .. وَ بَرْزَخٌ

وَسَمَا .. وَ أَرْضٌ .. بالفـــؤَادِ أَراها

أَرْضى .. وأَفْلاكى .. وَكُّل عَوالِمى

فى الكَوْنِ تَـنْشُـدُ أُمَّها و أَبَــاها !!

جَــلَّ المُصَـــــــوِّرُ ربُّـنا و إلآهُنَــا

وتَـبَـاركَ الرَّحْمَـن مَـنْ أَحْصَـــاهـا

*****

آيَـاتُـكُمْ فِيـنَـا .. يَـراهـا مُبْـــــــصِرٌ

بِــالْقَـلْبِ .. لاَ بِالْعَـيْنِ بَعْـدَ عَمَاهـا

أَدْرَكْتُ نَـفْسى .. فَانْتَبَهْتُ .. فَإذْ لَهَا

بـَــابٌ إلَى روحٍ سَـمَتْ  أَعْـلاَهَــا

وَالبـابُ مِـرآةٌ .. تُطِـــلُّ عَلَيْـهِمــا

طَـوْراً شِـمالاً.. أوْ إلـى يُمْــنَـاهـا

نَـفْـسى بِأَيْـسَرِها .. وَ عِنْدَ يَمينِهـا

روحى بأنْـوارِ الهُـدَى و ضِياهــا

وَ القَلْبُ عَرْشُ الرُّوحِ بَيْـنَ صُدورِنـا

وَالصَّــــدْرُ مَعْـرَكَةٌ تَــدور رَحَاهــا

بَيْنَ الهـُـدَى وَ النُّورِ فى روحٍ صَفَـتْ

وَ النَّـفْسُ وَ الشَّيْطَـان إذْ أَغْواهـا

وَلـَـيَـنْصُـرَنَّ اللَّـــــهُ ربِّى عَبْـــــدَهُ

إنْ قَــال حَــــسْبى ربُّنــا مَوْلاهَـا

*****

وَرَأَيْـتُ مِرْآتى بذاتىفى النُّهى

وَ القَلْـبُ فى المِرْآةِ زَاغَ وَ تَاهَـا

فَـبَصيرَتى .. مَلَـكـوتُ ربِّى كُلُّــهُ

تَـسْـمـو إلَيْهِ.. فَـتَعْـتَلى مرقَـاهَـا

قُـدْسى .. وَ مِعْراجىبِها .. وَالعَـرْشُ

وَ الـكُـرْســىُّ .. فِـى أَعْــــلاهَـــا

وَ نَظَرْتُ فىكُلِّ الخلائِقِ .. لمْ أجِدْ

شَيْـئاً .. سِوَى نُـورِ الَّذِى أَنْشَـاها

أَعْطيْتَ كُلَّ الخلْقِ بَعْضَ صفَاتِـكُمْ

تَحْيــــا بِهَـا .. وَعَـلا الَّذى أَوْلاهَــا

وَلَثَـمَّ وجهُك حيْثُ أنْظُـرُ .. لاَ أرَى

إِلاَّ الَّـذِى بِصِفَــاتِـــــــهِ أَحْـيـــاهَــا

فَتَبَـارك الرَّحْــمَـنُ .. دبَّـر كَـوْنَــهُ

بِصِفَاتِــــه ..حَـتى وَ إنْ أَخْـفَـــاهَــا

 

مقتطفة من قصيدة ” الـنُّــور ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

 

www.alabd.com