فالرُّوحُ .. مِنْ نورِ الجَمَالِ تكلَّمَتْ

لماَّ وَعَتْ روحى “ أَلَــسْتُ بِربِّكُمْ ”

وَاهْـتَــــــزَّ مِنْـها لـُــبُّـــهـَا وَ نُـهَـاهَـا

وَ جمـالُـكم يـا سَـيِّدى لمَّـا بـَــداَ

هَزَّ القُـلوبَ .. ودَكَّهـا وَ سَبَــاهَــا

فالرُّوحُ .. مِنْ نورِ الجَمَالِ تكلَّمَتْ

مِن بَعْدِ مَا قَامَتْ بِهِ .. أَفْنَـاهـا !!

سَجَدَتْ لَكم حُبـاًّ .. فَقيـلَ: تكلَّمى

“ لبَّيْـكَ ” .. قَالت : مَالِكاً وَإلآهَا

لـكَ قَدْ شَهِدْتُ بأنَّكمْ يا سَيِّدى

أَحَــدٌ .. تَـقَـدَّسَ عِـــزُّه وَتَنَـاهى

قِيل : انْظُرْ إلى الدُّنْيا .. وَ هَذِى جَنّتـى

وَجَحيمُنا .. لِمَنْ افْتَرى وَتَلاهى

قلتُ : استعذْتُ بوجه ربِّى.. ما أرى

إلاَّك محبـوبَ النُّـهَــى ومُنَـاهــَا

ما -سيِّدى- شاهَدْتُ إلا نُورَكُمْ

وَ العَرْشَ … وَالكرسِىُّ فيهِ تَنَاهى

أنَا سيِّدى .. عَبْـدٌ .. وكُـلُّ عِبَادِكـمْ

عَقْلاً .. وَقَلْباً .. سُجَّداً .. وَجِبَاها

دُنْيـا زَوالٌ .. كُلُّهـا وَهْـمُ .. بِهـــا

طيـنٌ عَــلا طيناً وَ فيـهِ تَبـاهَى !!

أَمَّا الجِنَانُ .. فحَظُّ نَفْـسٍ لا تَـرَى

نـورَ الجَمَـالِ لِخَـالِــــقٍ سَـوَّاهَــا

وكِلاهُمَا خَلْـقٌ .. وَلَكِنْ مهجَتى

عَنْ كُلِّ خَلْقٍ .. أَعْرَضَتْ عيْناها

وَاللَّـهِ يَا مَوْلاى .. مُنْذُ خَلَقـْتَـنى

وَ رَأَيْـتُ فِـىَّ طُـفولَـتِـى وصِبَاهَـا

وَرُجولَتى بَعْد الشَّـبابِ .. وَشَيْـبَتـى

لمَّا بَدَتْ .. وَ المَوْتُ فى طَيَّاهَـا

بَلْ- يَا سَيِّدى- مِنْ يَوْم قلتُ لكمْ : بَلَى

مَـا روحى الْتَفَـتَتْ لِغَيْـرِ مُنَــــاهـا

أحبَبْـتُكُمْ يا سَيِّدى..حَتى انْتَهى

مِنِّى الفُـؤَادُ وَمُهْجــَـتى وَنُـهَـاهَـا

 

مقتطفة من قصيدة ” الـنُّــور ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

 

www.alabd.com