يا مَنْ نَفَخْـتَ بطينَتى روحاً بهـا
نـورٌ .. فسَـبَّحَتِ الَّـــذى أَبْـراهــــا
و جعَلْتَ فى جِسْمِىَ البُحورَ وَ مَوْجَها
حتَّى الجِبالَ !! فجَلَّ مَـنْ أرْسَاها
وَبـِهِ عُـيــــــونٌ سَـلْسَـبيلٌ مـاؤهــا
مِنْ كُلِّ صِنْـــفٍ تَـرْتَجى سُـقْياهــا
و بِـــهِ بَراكيــــنٌ تـَثـــورُ بِـنَـارهــا
وبِـهِ رَياحِيــنُ يَـفــــــوحُ شَـذَاهَـا
شَـمْسٌ .. وَ أَقْمارٌ .. وَكلُّ نُجومِها
عِنْدِى .. وَسُبْحَــانَ الَّذى أَنْشـاها
لِى مَشْرِقَانِ .. و مَغْرِبانِ .. وَ بَرْزَخٌ
وَسَمَا .. وَ أَرْضٌ .. بالفـــؤَادِ أَراها
أَرْضى .. وأَفْلاكى .. وَكُّل عَوالِمى
فى الكَوْنِ تَـنْشُـدُ أُمَّها و أَبَــاها !!
جَــلَّ المُصَـــــــوِّرُ ربُّـنا و إلآهُنَــا
وتَـبَـاركَ الرَّحْمَـن مَـنْ أَحْصَـــاهـا
*****
آيَـاتُـكُمْ فِيـنَـا .. يَـراهـا مُبْـــــــصِرٌ
بِــالْقَـلْبِ .. لاَ بِالْعَـيْنِ بَعْـدَ عَمَاهـا
أَدْرَكْتُ نَـفْسى .. فَانْتَبَهْتُ .. فَإذْ لَهَا
بـَــابٌ إلَى روحٍ سَـمَتْ أَعْـلاَهَــا
وَالبـابُ مِـرآةٌ .. تُطِـــلُّ عَلَيْـهِمــا
طَـوْراً شِـمالاً.. أوْ إلـى يُمْــنَـاهـا
نَـفْـسى بِأَيْـسَرِها .. وَ عِنْدَ يَمينِهـا
روحى بأنْـوارِ الهُـدَى و ضِياهــا
وَ القَلْبُ عَرْشُ الرُّوحِ بَيْـنَ صُدورِنـا
وَالصَّــــدْرُ مَعْـرَكَةٌ تَــدور رَحَاهــا
بَيْنَ الهـُـدَى وَ النُّورِ فى روحٍ صَفَـتْ
وَ النَّـفْسُ وَ الشَّيْطَـان إذْ أَغْواهـا
وَلـَـيَـنْصُـرَنَّ اللَّـــــهُ ربِّى عَبْـــــدَهُ
إنْ قَــال حَــــسْبى ربُّنــا مَوْلاهَـا
*****
وَرَأَيْـتُ مِرْآتى بذاتىفى النُّهى
وَ القَلْـبُ فى المِرْآةِ زَاغَ وَ تَاهَـا
فَـبَصيرَتى .. مَلَـكـوتُ ربِّى كُلُّــهُ
تَـسْـمـو إلَيْهِ.. فَـتَعْـتَلى مرقَـاهَـا
قُـدْسى .. وَ مِعْراجىبِها .. وَالعَـرْشُ
وَ الـكُـرْســىُّ .. فِـى أَعْــــلاهَـــا
وَ نَظَرْتُ فىكُلِّ الخلائِقِ .. لمْ أجِدْ
شَيْـئاً .. سِوَى نُـورِ الَّذِى أَنْشَـاها
أَعْطيْتَ كُلَّ الخلْقِ بَعْضَ صفَاتِـكُمْ
تَحْيــــا بِهَـا .. وَعَـلا الَّذى أَوْلاهَــا
وَلَثَـمَّ وجهُك حيْثُ أنْظُـرُ .. لاَ أرَى
إِلاَّ الَّـذِى بِصِفَــاتِـــــــهِ أَحْـيـــاهَــا
فَتَبَـارك الرَّحْــمَـنُ .. دبَّـر كَـوْنَــهُ
بِصِفَاتِــــه ..حَـتى وَ إنْ أَخْـفَـــاهَــا
مقتطفة من قصيدة ” الـنُّــور ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com