والكلُّ إن علموا وإن لم يعلموا

سبحانــــك اللّهم .. إنـــى شــــاهــدٌ

نور الحقيقةِ فى الخلائقِ بادى

يـــــا واحدٌ .. فَــــرْدٌ .. وبــــاطِنُ ظاهِرٍ

يا مَـنْ إلـيـهِ مـنـتـهـى الأعـدادِ

إنــى رأيــتُ الكــــــونَ سَـبَّــــحَ كـلَّـه

فى سَيْـرِ أفْـلاكٍ وَ صَمْتِ جَمَادِ

والرعـدُ سَبَّـــحَ للجــلال .. وَ لَمْ يَـــزَلْ

غَيْثُ الغمـامِ مُسَبِّـحـًا بالـوادى

وَ لَقَدْ سمِعْتُ الطيرَ سَبَّحَ فى السما

و فهمـتُ تسـبيحـا مـن الأوتــادِ

و الخلقُ فى قهرِ الصفاتِ فـإنْ بكــوا

أو هزَّهمْ فَرَحُ الطروبِ الشادى

فَنُواحُهُمْ عيـــنُ الجــــلال لمنْ وَعَى

وغِنَـــاؤهم عَيْنُ الجمالِ البادى

وبــرحمةِ الــــرحمنِ منــــك تَرَحَّمُوا

وَ تَلَطَّفـــوا عطْـفــا بِـلُطْـفِ وِدَادِ

وتَجَبَّــــروا بـــالفـيـضِ مـن مُـتَكـبــرٍ

و طـغـوا بِـقـهَّــــار مِـنَ الأجـنــادِ

فضلا لُهمْ صُوَرُ المُضِلِّ .. و هَدْيُهــمْ

مِن فـيـضِ نـورِ الـنـورِ لـلـعـبَّـــادِ

و الرزقُ بــــالرزاق منـــك عَـطـيَّـــةٌ

تسعى لِصَـاحِـبِهَـا عـلى مِـيـعـادِ

والكــــلُّ إن علمــوا وإن لــم يعلموا

ظِـــلٌّ…و سبحان الحكيم الهادى

 

مقتطفة من قصيدة ” الحادى ” – ديوان ” الأسير ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

فهو الحبيبُ

فاجعلْ بفضلـــك نُــورَنــا مِنْ نُـــورِه

و محبـةَ المـخـتـارِ خـيرَ عِـمـادِ

فـأجـــابهم : فَـلَئِـنْ عرفتـــمْ فضـله

وَ كَـتَـبْـتُــمُ مَــدْحـا بكـلِّ مِــدَادِ

لكنه فــــوق العقـــول .. ومـــا دَرَى

أبدًا سِوَاىَ مقامَ لُـبِّ ودَادِى 

هذا مقــــامُ قــــد تَـفــــرَّدَ ” أحمدٌ “

بِـعُــلُـوِّهِ  فـى غَـايَــــةِ الإفْـرَادِ

فله الوسيلةُ و الشفاعـــةُ ما وَعَى

وَ لـواءُ حَمْدِى فى يَــــدِ الحُمَّادِ

فهـو الحبيبُ .. فمنْ أحبَّ حبيبنــــا           

نـالَ الـمُـنَى بالـعِـزِّ و الإسْـعـادِ

طُوبى لكمْ ما قد رَجَوْتُمْ .. فا نهلوا        

مِنْ حَوْضِــــهِ واغْـدوا مع الروَّادِ

وعليـه صَـلُّـــوا دائمـا أبـــــدًا عَلَى

عَيْنِ الرضَا فَتَحُفُّكـمْ أمْـدادِى 

 

مقتطفة من قصيدة ” الحادى ” – ديوان ” الأسير ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

وَ العَبْــدُ عَبْـــدٌ مَا عَــــلاَ مِنْ قــــدْرِهِ

اللَّهُ ليـــسَ كمِثْــلِهِ شَىْءٌ .. عَــــلاَ

فى ذاتـــــهِ .. حَىٌّ وَ فَرْدٌ بَاقِـى

وَقَضـــــاؤُهُ عَيْنُ المَشيئــةِ وَ الرِّضا

وَ كَذلِــــكَ الأقـــدارُ … بـــالرَزَّاقِ

مَـــا ثـــمَّ إلاَّ وَجْهَـــهُ وَ صِفَـــــاتــــهُ

فـلأَينَمــــا وَلَّيــتُ … فَهُوَ البَّاقِى

وَ العَبْــدُ عَبْـــدٌ مَا عَــــلاَ مِنْ قــــدْرِهِ

وَ الْكُــــلُّ يَسْجُـــدُ عَــابِـدَ الخَلاَّقِ

جَلَّ العَظيمُ .. وَعَــــزَّ فى عَلْيَــائِـــهِ

وَ اللَّهُ أكْبَــرُ .. حيْثُ شِئْتَ تُلاَقِى

بــــالرُّوحِ أَنْظُـــرُكمْ فَتَحْيـــا مُهْجَتى

عِنْدَ الفَنـــــا بجَمَـالِ سِــرِّ البَاقى

أَنــا فِيــــكَ مِنْكَ مُوَحِّـــدٌ يَـــا رَبَّنـــا

فَـــاجْعَلْ بتَوْحيــدى رِبَاطَ نِطَاقِى

وَ العُرْوَةُ الوُثقَى إلَيْـــكَ … وَ مُنْتَهَى

أَمْـرِى إلَيكَ … وَ عُقدَتى وَ وَثاقِى

أنَـــــا إنْ سَألْتُـــكَ رُفْقَــةً فَلأَنَّــنِـى

دُنْياىَ ..والأُخْرَى..انْـتَهَوْا بطَـلاقِى‍‍!!

مَا عُـدْتُ أَحْفَلُ بــالْجِنـــانِ وَ مَا بها

لمَّــــا انْتَشَيْتُ بنــــــورِكَ البَــرَّاقِ

وَ سَنا جَمالِكَ..وَ الجلالُ..بمُهْجَتى

ذَهَبَــــا .. فَصِــرْتُ كَمَنْ بلا أَحْداقِ

 

مقتطفة من قصيدة ” العطاء ” – ديوان ” الحقيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

 

كـلُّ   الـخـلْـقِ   تـجـمَّـعَ   فـيـهِ

قـالــــوا : وَحِّــدْ .. قلْتُ : تـعـــــالَى

اللـهُ .. وَ  عَـزَّ  المَلِــــكُ  الأوحَــدْ

قالـــــــوا   :   ليْسَ   كقَوْلِ   النَّاسِ

وَ   لـكنْ   شـاهِدْ   ثـُمَّ   تـَشَـهَّـدْ

قُلْتُ : شَهِــــدْتُ .. وَ  لكنْ  لَيْــــسَ

كَعَيْنِ النَّاس .. وَ  روحى  تَشْهَدْ

إنــِّى    تحــــتَ   نعـــــالِ   حبـيبى

حيْثُ  يكـــونُ  يكــونُ  المَسْجِـدْ

قِبْـــلَـةُ   روحــــى    ..   وَ   الأرواحُ

جميـعـاً  تـعـرِفُ  سِــرَّ  “مُحَمَّـدْ”

حضْـــــرَةُ   روحِ   حبيبى    تَسْـرى

وَ   الأكْـــــوانُ   بــهــا   تَــتَـجَـدَّدْ

حـيـْثُ  تـــــلَـفَّـتَ  روحُ  فُـــــؤادى

يـفْــرَحُ   بالأنــْوارِ   وَ   يـسْــعَــدْ

روحُ   حبـيـبى   تَـسـْرى    فـيـنــا

حَـتــَّى    يُـثـْمِــرُ   حجَـرٌ   أجْـرَدْ

كـلُّ   حـيـــــــاةِ   الـكَـوْنِ   إلَـيــْــهِ

وَ   رَوْحُ   الـرُّوحِ   إلَـيـْـــهِ   تَوَدَّدْ

كـــــــلُّ  حـجـابِ “القُدْسِ” عـلَيـْهِ

وَ  مِنـْهُ “النــارُ”.. وَ  نورُ  الفَرْقَـدْ

كــلُّ   الـخـلْـقِ   تـجـمَّـعَ   فـيــــهِ

فكَيْـــفَ يكونُ الشَّكْلُ مُحَدَّدْ ؟؟

نـــورُ   اللـهِ  ..   وَ   سِـرُّ   اللــهِ  ..

وَ   كَنـْـزَ   اللـهِ   حَوَى    فـتَـفَـرَّدْ

إنْ   لَمْ   تَـفْـهَـمْ   رمْـزَ   كلامــــى

فـــابْكِ  علَيْــكَ  ..  وَ   لا   تَـتَرَدَّدْ

جـِـئـْتَ  إلَى   دُنـْـيــــــاكَ بجَهْلٍ ..

لـكِــنْ   عِلْمُـكَ   لـمـَّـا   يــَـــزْدَدْ

 

مقتطفة من قصيدة ” المَعْبَد ” – ديوان ” البريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

صَلَّى عليك اللَّـهُ حتى تَرْتَضِى

صلَّى عليــــك اللَّـهُ يــــانُورَ الهــدى

يــا نُورَ عرشِ اللَّـهِ فى الآفــــاقِ

أعلى  صلاةِ شَـــعَّ  مِنْـها  نُـورُهـــا

لا يـــرتقى لجـلالِهـــا  مِـنْ راقى

فتكـونَ فى غُسْلى طَهُـوراً طَيِّبـــاً

وتصيــرَ فى كفنـى ثيابَ عِتــاقى

وتكونَ فى قبرى أنيسةَ وَحْشَتِـى

وبهــا إليــكَ أَمُــدُّ حَبْـــلَ وِثـــاقى

فتكونَ فى حشرى  مَعِيَّةَ رُوحنـــا

ولحــامــلِ “النَّعْلَيـْنِ” ظِــلٌ واقى

صَلَّى عليـك اللَّـهُ حتـى تَرْتَضِـــى

منَّــا الصـلاةَ  فَـــأرْتَـضِى بــِمَذاقِ

والحمــدُ للَّــهِ العَلِـــىُّ  جَـــلالُــــهُ

أنَّـى عَرَضْتُ الحــال فى أوراقى

 

مقتطفة من قصيدة ” حالـى ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

فاجعلْ بفضلك نُورَنا مِنْ نُورِه

قالوا : رَضِـيـنَا بـالـعَـظِـيمِ وَلـيَّنـا

وَوَكِيلنـــا حَسْبٌ لـنــا من عــادِى

فاشْرَحْ لنا صَدْرًا وأتْمِــمْ نورنــــا

واكتب لنــــا فَـيْضــا  مِنْ الجـــوَّادِ

واجعل إمامَ المهتـدين “محمـدًا”

خيْــــرَ الـــورى و الأنبيـا  الأسـيادِ

نورُ الهُدى فى الكون .. كنزُ مَعارِ

فِ الرحمنِ مَنْ يَعْلو على الأمْجادِ

خيرُ الورى أبَــدًا وخيرُ مَنْ اتــقَى

فى العالمـيـن بِحكمـةٍ وَ رَشـــــادِ

وَلَـقَـدْ عَـلِمْـنَا أنـــه بـابُ الـعَـطَــا

منــــك الهُــــدَى فَيَفـيضُ بالأمدادِ

فاجعلْ بفضلــــك نُورَنــا مِنْ نُورِه

و محبـةَ المـخـتـــــــارِ خـيرَ عِـمـادِ

و أدِمْ صــلاةً منـــــك زاكـيـةً على

نُـورِ الـهُــدَى فى آبــــدِ الآبــــــــادِ

 

مقتطفة من قصيدة ” الحادى ” – ديوان ” الأسير ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

هل ترانى؟

ليـْلاىَ .. قــالتْ:هــــل ترانـــــى؟

قـلتُ: لا .. بَــــلْ صُــورتـى !!

قـالــــت: أمَـــــوْجــــودٌ سِــواىَ !

فقـلتُ: هَـــذى حيــــرَتـى !!

قَــــالَت: إذاً فــــــــانْـــهَـــــــــضْ

أدُلُّــــك أينَ فيكُــم نـَفْـخَـتـى

فَـــأجبْــتُـــهـا : فـــــى الــــرُّوح ؟

قــــالت : إن رُوحَـكَ خِلْقَــتى

مِـنــِّى وَ فِــــىَّ إذا عَــلِمْــــــــتَ

فَكيـْــفَ تجْهَــــلُ قُدْرتــــى !!

قُلْت:السَّمَــــــاحَ فَـقــد تـشـتَّتَ

فــِـىَّ لـُـبُّ بصيــــرَتــــــــــى

قــالت: و مَنْ مَلَــكَ البصيــــــرةَ

وَ النـُّـهــــى فى الـمِحـنـَـة !!

الكــَــــــوْنُ كـُــــلُّ الـكــــــَــــوْنِ

بـَـــلْ كلُّ السِّـوَى فخليقَـتى

أمَّــا أنــــا فــــــالـنــــُّورُ ذاتــــِى

و العــَــوَالــِـــمُ ظُـلْــمَـــتـــى

حُـــجُـــبٌ مِــنَ الأنْـــــــــــــــوارِ

و الظُّـــلُـمــاتُ فيهـا رحمَـتى

مَـنْ يَــخْــتَـــــــــرِقْ حُــجُـبـــى

يمُـتْ ..و إذا حَيـــا فى لـوْعَة

لا الــنـــَّفْـــــسُ تَـبْـــقــــــى لا

وَ لاَ الأرْوَاحُ عِنْــــــدَ الــرؤْيــَـةِ

هُمُ خِيرةُ الشـُّهَــــــداءُ عِـــنْـــــ

ـــدى فَوْق كــُـلِّ شَــهَـــــادةِ

 

مقتطفة من قصيدة ” حقيقتى ” – ديوان ” الحقيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

ولكــلِّ أســقــامِ النُــهَى تِــرْيــاقى

فافتَـــحْ لَكُـمْ قلــباً .. وَنــوِّرْ بالـذى

قـــد ذقـتَ روحَ العاشِق المشتاقِ

“بمحمدٍ ”وجهى وكـأسى والطِلا ..

وهــو الشــرابُ ونــورهُ والســاقى

فافهمْ فإنَّ القومَ قــد جــهلوا لنــا

هــذى الكنـــوز وغــرَّهمْ إشفـاقى

قــالوا نُوَحِّـدُ رَبَّنَا .. قُـلْتُ : اعلموا

أنَّ الرســـول “محمدا ” ميثـــــاقى

“والعُروةُ الوثقى ” وَحَبْلُ صِلاتنــا

ولكــلِّ أســقــامِ النُــهَى تِــرْيــاقى

فاحفظْ لنــا عَهـــْدًا بــه وبـحبلــهِ

تَجِــــدِ الخـــلاصَ لـديه فى إطـلاقِ

صلَّى عليهِ الكونُ يــوم خلَــقْــتُـهُ

مِنْ قَبْـــــلِ “ آدمَ ” كـــان فىإشراقِ

 

مقتطفة من قصيدة ” السِّر ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

فالموت أهون من جحيم بعـاده

بجلالِ وجهِكَ كيف يَرْضى عاقــلٌ

بســـواكَ محـبـوباً على أحـبابِـهِ !!

بلْ كـيف يحيا من تَذَوّق كــأسكمْ

وَسَـمَـا بِــذوقِ شــرابه وَرِضَـابِـهِ !

يــالَهْفَ قلبٍ قد تمّزقَ .. لم يَــزَلْ

مـن يومـهـا قـد شَــقّ كـلَّ ثيــابِــهِ

لَطَمَ الخدودَ على مُحبّ قد نـــأى

وَهَـــــوَى فـمـــرّغ خَــــدَّه بِـتـرابِــهِ

قد جُنَّ من شـوقٍ وحسـرةِ لوعـةٍ

مِنْ وجْـدِه  قــــد طـاشَ كل صوابِـهِ

فـى كـلِّ صـوت ظـنّ فـيه نــــداءه

وبــكـلِّ عـــين فـيـــه مـن أهـدابِــهِ

فـى كـلِّ بـارقـــةٍ يظـن قُـــدومَـــه

وبــكلِّ خــاطـــرةٍ خـــيـــالُ مُـشَـابِهِ

حـتى رأى كلَّ الــوجودِ مظـاهــــراً

لــوجــوده وظــــلالـــه وخِــضَــــابِـهِ

عافَ الحـياةَ وصــار يهـذِى باكـيــــاً

بــــاسـمِ الحبيب إلى حِمَى حُجـّابِهِ

رحـمَ العـــزولُ دمـوعَـه فبكى لــه

وأتـى يـخفّـف عنـــه بـعـضَ مـصابِهِ

قالــوا لــه:اصبرْ..قال:بئسَ عزاؤكمْ

الصـــبرُ عــنه الـشــرْكُ من خُـطّابِهِ

ياليـتَ لِـى للقـرب مـنه وســـيلـــة

غـــير الــــتـذلّــــل والــبكــاء بـبابِــهِ

ياليـته مـن قبـــل هَجـــرى لامــنى

يــالـــيـــتـه أفـضــى بـبـعض عتابِـهِ

يـــاليتــه بالــروح يـرضـى واصــــلا

والــروح قــربـانـــــاً لـقـدس جَـنَـابِـهِ

فالموت أهــون من جحيــــم بعـاده

والقـتـــــل أرحـــم من عذاب حجـابِهِ

 

مقتطفة من قصيدة ” أفديـــه روحـى ” – ديوان ” العتيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

لا تطْلُبَنْ غيرى

و تَبَسَّمَتْ “ليــلى” فَمِتُّ مِنْ الحيــا

يــاليْتَنِى قـدْ مِــتُّ قَبْــلَ تـَلاقى

قالت:سلامٌ..قلتُ: لـى!! قالت:نعـم

منْ يغفر الأخطــاءَ غيـرَ وِفاقى!!

وسجدتُ .. قـالت:كُلُّكـم عبــدٌ لنــــا

والكُــلُّ خَطَّــاءٌ .. وفَضْلِىَ واقـى

قلتُ: اغفرى لى..قالت:انهض..إنما

بـالفضلِ تدخل نُورَ قُدْسِ رِواقى

قلتُ: الثنـــاءُ لكــــم وحمــداً لائقـــاً

قالت : أحبُّ الحمدَ..فهو صَداقى

قد عزَّجـــاهُكِ..قلتُ:أخطبُ وُدَّكُـــمْ

قـالت : تَـهَيَأْ لى بغـــيرِ نفــــــاقِ

لا تطْلُبَنْ غيــــرى .. وكُنْ لى نـاظراً

فــــالكـونُ ما فيه سوى أخلاقى

إنِّى أحِبُّـــكِ  .. قلتُ :  لكِنْ  عاجِـــزٌ

مـا أرتجى منكم سِوَى الإشراقِ

قــالت: تأدَّب عندنا..واسمع ..وكُــنْ

عبـــدى بـِحَقٍّ كى تــرى أرزاقى

واسمع .. وصُن ما بيننـــا إلا الـــذى

أمْـرى بـــــأنْ تُبـدِى بـلا إغـــلاقِ

هذا لأهلى ..إنمـــــا مَنْ غَيْــــرُهُـم

فــــاسكُت وكُـنْ صَمْتاً بلا إنطاقِ

قلتُ : الذنوبُ كبيــــرةٌ فى حقِّكـــم

قــــالت : وغـُفْرانى على الآفـاقِ

قلتُ:استحيتُ وحَقِّكُمْ مِنْ فضلِكــم

قـــالت:حياؤُكَ فيه مِـنْ إشفاقى

قلتُ : اجعلينى عندَ قُدْسِكِ طاهـراً

قـــالتْ:سَتَتْبَــعُ ما قَضَتْ أوْراقى

تعلو .. وتهبطُ .. كُـلُّكُــم خَطَــــأٌ بكم

وأنــــا أتــوبُ على الذِى بـِروَاقى

قد بَشَّرْتُمُونِى قلتُ : قبـــلاً بالمنى

قــــالت: متى شِئْـنا أتَتْ أرزاقى

مِنِّى إليـــــــك الفضل دون فِعالكم

أوَ قـد ظننتَ الفَضْلَ باستحقاقِ!!

إنى أنا الـوهابُ.. فافهم حكمتـــى

و متـــى أشـاءُ أتى إليك الساقى

لا منكمُ  فـعـلٌ .. فـإنِّـــى فــاعـــلٌ

وأنـــــــا الذى  أعلـو على الأعناقِ

فـــافـهم وكُن متـأدِّبـــاً فى قولِكم

يعلـــو بكـم فضلى و عَقْدُ  وِثاقى

 

مقتطفة من قصيدة ” حـالى ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى