قيل: شَرْحُ الصـدرِ صـعبٌ

يـَـا رَسُـولَ المَـوْتِ خُــذْنِــــى

دُونَ أشْـــــوَاك اسـتـثـــارَه

عَـلَّـــنى  أَلْــقَـى  حبـيــبــى

مُـرْتــَجٍ مِـنْــهُ انـتــظـــــارَهْ

كَـيـفَ أدْخُــــلُ عِنْــدَ حِبِّـــى  

أَوْ  أَزورُ  الـيــَــــــوْمَ  دَارَه !!

وَ أنــَـا مِـنْ غَــيــرِ وَعْــــــى

صَــارَ جـِسْـمى  كالعُـصَـارَه

كَـيـفَ بــــالآلآمِ أبــْــــدُو  !!

وَ  أنــا  أرجــُــو  جــــــواره !!

خَـــفِّـفِ اللــَّـــهم عـــــنـى

وَ امْـنـح الجـسمَ اقـتـــــدارَه

*******

قيل: شَرْحُ الصـدرِ صـعبٌ

قلتُ: فــــى  أعلَى  الصداره

مــا عـــلـمــتُ بـأنَّ حِــبِّى

قـــد يـُُـعــانـى  مــن مـــراره

قـــيـل مُـمْـتَــقِــعٌ بــوجـــٍه

قــد رَأوْا  فـيـــــه اصـــفــراره

لم يـقـــولـوا كــيـف كــان

المصطفى  حيــــن انشطارهْ

أى   آلامٍ  يُــــعــــــَـــانــى

أوْ حَــكَــوْا عــنه اصـطـبـــارهْ

كــلُّ  مـــا  قــالـوا  :  أتَـى

الملـكانِ..وَ انـتهت العبارهْ!!

كَـيْفَ شَـقُّوا !! كَمْ تَحَمَّــلَ

سـيدى  هـــذى  الجسارهْ !!

نحنُ جُـهَّالٌ وحـقِّ اللــــهِ

لــم   نـــفــــهـــمْ   إشــــارهْ

لـكـن  الآن  ..  عـــرفـــتُ

بـأنَّـــه عــانـــى  احــتضـــارهْ

ألــفُ ألــفِ صـــلاةِ ربــى

بـالـــســلامِ  وَ بـالـبــشـــــارهْ

دائــمــاً  أبـــداً  عـــلـيــكَ

وَ  آلِ بـــيــتـــــك بـالطـهـــارهْ

 

مقتطفة من قصيدة ” الشرح ” – ديوان ” البريق ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

روحى تحادثكم فأسمــعها

فلأنـت أقـرب لـــى وحـقك

من وريــــــــــــد في العضلْ

روحى تحادثكم فأسمـعها

تحاور في وفــاق أو جــــدلْ

صمـــت لـــه معـــنـاه لكـنْ

فــــــــي كلام لــــــــم يُقْـــل

متحـدثــاً والقــــلب يُصْــغِى

حيث مـــــال أو اعتــــــــــدلْ

لكــنَّ عــــقـــلى مَــــسَّـــه

مِنْ بُعْدكمْ بعــــضُ الَخبَــــلْ

قُـــرْبُُ وَبُـعْــدُُ كـالــخــيـــال

كأن في عقلى خَــــــــــلَلْ

مـا يهنــــأ القــلب المـــحب

وإنْ بــــفِــــــردوس نـــــزلْ

إلا بمــحبـــــوب تـعـــطـــف

والحبـــــيــــب لــه وصـــــلْ

والبعـــد نــــــار والحـجـــابُ

عــــذابــــه لا يحـــــتمـــــلْ

هذا الجحـيم ومـــا الجحيـم

سِـــوى قلــوب تشــــتـــــعلْ

ســـــجن بـــــه نــار وقيـــد

حـــول جيـــــد المعتــــقَــــلْ

وتحـيطهُ الأسوار بالجــدران

تعلـــــو شامخـــات كالجبـلْ

وبــــه ســـراديب الظــــلام

فيُغْــــرِقُ النفــــسَ الثِـقَــــلْ

وبقيت كالمبهوت محبوساً

قعيداً كـــالصريع من الشللْ

فـي كـــل آن لـــــى لقـــاء

فيــــــــــه من بشرى الأملْ

بـــشـــرى إلـينــا أو علينــا

من حبيــــــبٍ لـــى وخِـــــلْ

لكنــه كالماء بـين أصابعى

ما الحظ منه سوى البللْ

يـا رب مـسَّ الضُــرُّ روحــى

مــــن حجـــاب كالجبــــلْ

ليس النعـيـمُ سوى الوصال

بـــــلا حجــــاب أو بـــــدلْ

أما العـذاب فحجـب نُــور

اللَّـــه عــن عقـــلٍ عَقَـــلْ

 

مقتطفة من قصيدة ” الختم ” – ديوان ” الطليق ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

نـَهْفُو إلى وَجْـــهِ الـكَـريــم

أمَّــا الــــــذى يُــــــحْصِـــى علىَّ

فِعَــــــــــالَــــهُ وتِجـَــــــارَتى

فَعَلَيْـــــــهِ بِــالقِطْمـِـــــيرِ أُحْصِى

 بَـــــلْ بِـــــــــــوَزْنِ الـــــــذَرَّة

مـــــا قَــدْ بَــــدَا .. أو يَـخْــتَــفِـى

منْ صِــدْقِ قَـــصْــدِ النـِــــــيَّة

و وَضَعْتُ ميـــــــــزانى.. فَـعَــدْلٌ

فِـــى الـجـَـــزاء بـِـحِـسْــبَتـى

فى كفَّـــةٍ مـــا قَـــدَّمَتْ يَــــــدُهُ

وفى الأُخرى أسُــجِّلُ نِعْمَتى

وَ وَزَنْـتُ بــــــالمـثـْـقَــالِ فِـعْــلَ

مَــنِ اسْـتـَـقـــَامَ لـِخِــدْمَتــى

ونَـــــرَى بِـــــعَــــدْلٍ أَيُّـــــهــــا

رَجَحَتْ بِفَضْـــــــلِ مَعُـونَتِــــى

لا الفِعْــــــــلُ يكفِــــــيــــهِ إذا

مـــــا لـــمْ يَفُــــزْ بِرِعَــــايتـــى

والحقُّ إن العبـــــد يــــدْخُـــلُ

فِـــــى الجِنَـــــــــانِ بِـرحمتــى

مِنِّــى الهُــــدى .. والفِعْــــلُ ..

والإيمـــانُ نُـــورُ عَطِـيَّـــــــتِـــى

لـَكِـنْ مُـحِـبــُّونـَــــا وَ قَــتــْلَـى

الـعِــشـْقِ .. تَحْتَ مِـظَـلـَّتـــــى

لاَ يـُـنـْصــَــبُ الـمـيــــــــــزان

لـلمـَحبـُــوبِ .. أوْ لأحـبَّـــــتــــى

ميـــــزانُ أعـْمــالٍ … و لَكِــنْ

كَــيـْــــــفَ وَزْنُ مَــحَـبــَّـتــــى !!

أَوْ دمْــعُ عَــيْــنٍ قَــدْ بَــكَــتْ

شـَوْقــــــــاً .. و دمْعُ الخَشْـيـَةِ!!

فَــأولائــِـكُــمْ لَــهـُـمُ الـعــُـلاَ

عِـنـْـدى بــِغـَيْــــــرِ مَــشــَـــقَّـــةِ

بــِالـقَــلْـبِ جَـاؤنـَــا سَــليمًا

خَـــــــاشِـــعــاً .. مِـنْ هيْــبـَــتى

لهمُ الخُصوصُ .. وَ هُمْ عَـلَى

كُــــــلِّ الـخــَـلائِــــــق حُـجــَّـتى

فُـقَـراءُ أفــضَــالى .. لــهُــمُ

منــَّــا الـعَطـَـا مِنْ وِسْــعَـتـــتـى

لـمْ يـطْـلـُبــُوا أجراً .. وَ قـَــا

لُـــــوا : نَـحْنُ أهْــــلُ عُــبــــودَةِ

قُـدْسُ المُحِــبِّ بَــقَـلْـبِـنــَـا

و الـقـَلْـــبُ أعـْلَــــــى مِــنـْحـَـــةِ

نـَهْفُو إلى وَجْـــهِ الـكَـريــم

إذَا ارْتــَضَــــــــى بــالـنـَّـــظــْــرَةِ

أعَـرَفــْتَ أنـْواعَ الـعِـبـــادِ !!

وَ كَيــــْفَ أُكـْـــرِمُ ثـُلــَّتــــــــــى !!

 

مقتطفة من قصيدة ” حقيقتى ” – ديوان ” الحقيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

و هل فى الكون إلا الـلَّـه

فــإنْ أشــدو فـتـسـبـيـحى

بـحمـد الـلـــه مـا أنـظــِـمْ

و تـوحيـــدى لــــه ديــنــى

و تــقــديـسى لـه أعـظــمْ

بأنـفـاسى .. و إحـساسى

و ذرَّاتـى..و كـــلِّ الجـسـمْ

أرى ربــــى .. بـــلا عـيـــن

و اسـمـعـــه .. بـغـــيـر كَلِمْ

فيـدنـيــنى .. و يـقـصيـنى

و يــدعـونى لـكى أسـْـلـمْ

و غــيـــرَ الــلــه لا أرجــــو

و لــست بــغــيــره أهـتــمْ

و هل فى الكون إلا الـلَّـه

و الأكـــوان عـين الوهــم !!

هو الباقى .. و كل الكون

غير الـلــه .. محـضُ عـــدَمْ

يـباسطـنى .. فأخشى القربَ

حـتى لا أسـىء الـفـهـمْ ..

و فى بـعدى..عذاب النار

أهـوَنُ مــنــه مــــوتُُ حـمْ

فــلا كـربُُ أشـــــــدُّ علىَّ

مـن بُــعــدى و لا مـن غَـمْ

و بـين الـقرب و الإبـعــاد

زاد الحـبّ فــى القـمــقـمْ

و طـار الـقـلب بالـرحمـن

يــشــــدو .. ثـــم يـــتـرنـَّـمْ

 

مقتطفة من قصيدة ” المَوْلِدْ – الرُشد ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

يَـا حَـبـيـبى أنـْتَ روحـى

بــاسْـمِ مَنْ بَـسَـطَ اقـتِدارهْ

فَــوْقَ كُلِّ مَـنِ اسْـتَـجـَـارَهْ

وَ الصَّــلاةُ عَـلـى حبـيــبـِى

فَـــــازَ مَــنْ يـَــأْتـى  وَ زارَهْ

يَـــا حَبيـبى  .. جئْتُ أجْثـُو

قــاصـــداً لَـكـــمُ الـزيــــارَهْ

سِرْتُ أمْشِى  فِى  الرِّحَابِ

مُـسَـبِّـحــاً مَـنْ قَـدْ أنــــَـارَهْ

وَ”البـقـيعُ” .. أمــامَ عَـيْنى

يُـكْـرِمُ المُـخْـتــــارُ جَـــــارَهْ

دََمْعَـتى  فى  العينِ تَجْرى

وَ الفُـــــؤادُ بــِـه حَـــــــرارَهْ

قَــدْ تَـفَـجَّـرَ كُـلُّ صَـــدْرى

وَ الشُّـهُـــودُ  رَأَوْا  بُــخــَـارَه

يَـا حَـبـيـبى  أنـْتَ روحـى

إنَّ  فِى   الـقَـلْـبِ  قَـــــرارَهْ

 

مقتطفة من قصيدة ” الشرح ” – ديوان ” البريق ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

يا “جَـدِّى ” المُخْتارِ الأنْوَرْ

لـسْـتُ أعـيـشُ وَ حـقِّ اللَّـــهِ

بـعـيـــداً عـنـْكَ وَ لا أتـَـضَـــرَرْ

أنتَ الدُّنيـا..بــــلْ وَ الأُخْـرَى

مَنْ يفْـهَـمْ قَصْــدى  لا يُنـْـكِـرْ

كُــلِّى  فيكَ .. وَ كُلــُّـكَ فِى

وَ ما جِسْمى  إلاَّ   لِى   مَنـظَـرْ

أقـسِـمُ يــا مَـوْلاى  عَـلَـيــْــكَ

بحَـقِّ اللـــهِ الـفَـرْدِ الأكْـبـَـرْ

أنْ تـجـعـلَـنى  دَوْمـاً عـنـدك

فى الدُّنْيا أوَ أرْضِ المَحْشَـرْ

صَــلَّى  اللَّـــهُ علَيـْـكَ صَــلاةً

تـَبـْـقَى  دَوْمـاً نـُـوراً يـُـذْكَـــرْ

أعْلَى  مِنْ صَـلَـواتِ الـكَـوْنِ

وَ مَـــا خَلَـقَ الرَّحْمَنُ وَ صَـوَّرْ

تـغـبـِطُـنى الأمْـلاكُ عَـلـيـْهــا

حتَّى  الرُّسُلُ بها قَـدْ تُـبْـهَــرْ

وَ حْدى  أنـا .. يـاربّ عَـلَـيْـهِ

وَ فى الأحبابِ تُذاعُ وَ تُـنـْشَـرْ

حَـتــَّى  يـفْـرَحَ “جَدِّى ” بى

وَ يقــولُ:وَ هذا الحبُّ الأطْهَرْ

من عـبـدٍ قـدْ صــــارَ كـظِـلِّـى

لـكِـنْ عِـنـْـدَ اللَّـــهِ الأفــقَـــرْ

لَكِنْ مِــنْ حُـبِّى   وَ  غـرامــى

صـارَ كـسُـلْـطـانٍ مُــتَـجَــبـِّـــرْ

فـيــهِ الحُـبُّ تـحَـكَّــمَ حَـتَّـــى

سالَ الحُـبُّ بــِـهِ كــالأنـْـهُــرْ

صارَ الكــــأْسَ..وَ صارَ السَّاقى

حتَّى  شَـرِبَ مـيـــاهَ الأبْـحُــرْ

“يـــا سِبْـطى “..لا تَحْزَنْ أبـداً

بلْ باللـــهِ بـحُـبـِّى  أبْــشـِــــرْ

*******

صَـلَّى  اللَّــهُ عليـْـكَ وَ سَـلَّــمَ

يـــا “جَـدِّى ” المُخْتارِ الأنْــوَرْ

مــا دامَـتْ صلــــــواتُ الـلَّــــهِ

وَ دامَ الــــدَّيـْمُـومِـى  الأكْـبَــرْ

ثـُمَّ ســلامـاً مِـنــِّى  عَـطِـــراً

يَـخْــتِـمُ مـا قَـــدْ بــِـتُّ أُسَـطِّـرْ

وَ خـتـامـاً فى  يَوْمِ الـمَـوْلـِـدْ

جـِـئتُ أهـنـئـكم بـــــلْ أشْكُـرْ

 

مقتطفة من قصيدة ” القبةُ الخضراء ” – ديوان ” البريق ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

فيـا عِـزَّ الـمحـبِّ لِـنُورِ ” طـه “

فإنى اليومَ قد أدركتُ رُشْــدى

وَ منْ فَـضْلِ الكريم ملكتُ أ مْــرِى

هدانِى الـلّـه مـن فَيْضٍ جـليلٍ

وَ شَـا ءَ الـلّـه لى خـتْمًا  بِسَـــتْـرِ

وَ أهْدَى الـقَلبَ حُـبًـا لا يُبَـارَى

بِفَضْـلٍ فيـه مِـنْ هَــدْىٍ وَ نُــــورِ

وَ قَـال : عـلمتُ أنـك ذو فـؤادٍ

مُحِبٍّ … فيه مِنْ ودِّى وَ بِشْرى

فكيف أطَـعْتَ للـنَفْـسِ ا شِـتِهَاءً

وَ عِشْـتَ مـع الغوايةِ فـوقَ جَمْرِ ؟؟

وَ كيف غَفِـلْتَ عـنْ حُبٍّ عظـيمٍ

لـه فَـضْلِى وَ رضوانى وَبرِّى ؟؟؟

هـو الممدوحُ مـنِّى فـى كتـابى

وَ فـى قولى .. وَ فى فعـلِى وَ ذكْرِى

جعلـتُ لـه  مِنَ الأنـوارِ كــــنزًا

بِـهِ قُـدْسِــى وَأسْـرَارِى وَ نَصْــــرِى

رسـولٌ ما خَـلَــــــقْتُ لـه  مِثَـالاً

وَ لا صِنْـــــوًا لــــه فى أ ىِّ عَـصـرِ

فـإنْ ذُقْتَ الـمحـبَّةَ فـيه يـومًـا

وَ سِـرْتَ بِهـدْيِـهِ شـــــــبرا بِشِـبْرِ

سيأتـيك الـبشـيرُ بـخير بُشْـــرَى

وَ إ نْعَـا مِى .. وَ جنَّـاتى.. وَ خـَمْرِى ..

وَ ما خـمرى .. كخـمر الناس .. لكنْ

إذَا أبْـدَيتُ وجـهـى ذُقْـتَ سُـكْرِى

تـغـيبُ وَ تَنْـتَـشِـى بِجَمَالِ نـورٍ

وَ سبحانــــى .. تَنَـزَّهَ كــلُّ أ مـرى

فيـا عِـزَّ الـمحـبِّ لِـنُورِ ” طـه “

وَ رِفْعةَ أ مْــرِهِ .. وَ جَـــــلالَ قَـدْرِ ..

 

مقتطفة من قصيدة ” البئر ” – ديوان ” الأسير ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

أحـــيــا بــــكــم متنـســــمــاً

يـــا ظــاهراً فينــــا كمــعنىً

حـــين تُبــــــديــه الجُمَــــــلْ

قـد يدرك المعنــى الفـؤادُ

وكُـل جِسْــــمِـــى ينــفـــعِلْ

لكنَّه معنىً كَضَـىِّ الشـمس

ليس له كيــــان مستقِـــــــلْ

أحـــيــا بــــكــم متنـســــمــاً

رَوْحَ الوجـــــود على مَهَــــــلْ

تســـرى بشريـانــى وقـلبـى

مـثــــل أنـفــــاس الثــــمِـــلْ

 

مقتطفة من قصيدة ” الختم ” – ديوان ” الطليق ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

إنــى أراك بــكـل بـــارِقَـــةٍ

يــــاواصلاً قلبــاً بحبك يشتعـلْ

يافاصلاً مَنْ عَنْ جمالك قدغفلْ

أقسمتُ بـاللاهوت والناسوت

والسـرِّ الـــــذى بهـــما اتصــلْ

وبعـزة الجـبروت والسلطــان

يــــا متكــــــــبـراً منــــذ الأزلْ

وبرحمة الرحموت فى الأكوان

لولاهــــا لَمَـا الـخلْقِ اعتــدلْ

وبـــإسـمـك الأعلــى الــــذى

جَمَعَ الصـفـــاتِ وما اشتمــلْ

وبســــرِّ نـورِ القُــدْس مــنـك

ومــــا عــــلا أو مــــا نـــــــزلْ

وجلال وجـهٍ عَــزَّ يـا مـــولاى

عن قــــولٍ وعن وصــفٍ وَجَلْ

وصفاتــك العـظمـــى التى

كــــل الوجود لها امتــــــــثـلْ

إنــى أراك بــكـل بـــارِقَــةٍ

كشمسٍ أشرقتْ والكون ظِلْ

فـــيراك قـلبى بـل فـؤادى

قـدر مــا الــــعـــقـل احتـمـلْ

صــوراً أراهــا كـالســراب

إذا أتـــيـــنـــــاه انــــتــــقــــلْ

القلــب يدركهــا .. ولكــنْ

أى عـقـــــلٍ .. يـــحــتـمـــل !!

 

مقتطفة من قصيدة ” الختم ” – ديوان ” الطليق ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

وَ سبحـان العـليم بِكـلِّ شــــأنٍ

و فاتنـةٌ لــــــــها مَـيَّــــــــــــادُ قَـدٍّ

وَ سَهْـمُ رموشِهـا بالحبِّ يُغْـرى

وَ فـرطُ دلالهـــــــــــا تـاجٌ عـليها

وَ حُسْنُ جمالها فى القلب يَفْرى

وَ أنغـام لـهـا مِـــنْ سِـحْرِ صوتٍ

وَ أنفـاسٌ بهـا نَسَمَــــــاتُ عِـطْـرِ

يَسِيـلُ حَدِيـثُـــــــــها ودًا وَ حبًّـا

كأنِّ حديثهـا مِـنْ فَيـضِ سِـحْرِ

تُنَادى: إنْ أرَدْتَ الوصْلَ مِنِّى

أطِـعْنِى .. إنَّ هـذا كلّ مَهْـرِى

فَتَسْبـى كُـلَّ صَـبٍّ فـى هـواها

وَ لـيس لِمَـنْ سَبَـــتْهم مِـنْ مَـفَرِّ

وَ سبحـان العـليم بِكـلِّ شــــأنٍ

وَ سبحـان الـخبـير بكلِّ سِــــــرِّ

*****

تُنَـادينـى وَ قَـد أدبـرتُ عـــنـها

وَعُفْتُ جَمَالها وَ أدَرْتُ ظَهْرى

وَتَسْألُنِى : لِمَ الإعراضُ عنِّى؟؟

لماذا البعْـدُ فى صدٍّ و هَجْرِ ؟؟

وَ كلُّ الـناسِ ترجو الـودَّ مـنِّى

و كلُّ الناسِ يأ تمروا بأمرى ؟؟

فهل شاهدتَ فى غيرى جَمَالاً

يحبك..فانصرَفْتَ لِحبِّ غَيْرِى

*****

فقلتُ لـها : عرفتـكِ بَعْـــدَ لأىٍ

وَ طولِ نَدَامَةٍ .. وَ مَذَاقِ صَبـرِ

أضَعْتُ العمرَ فى زيْفٍ كَذُوبٍ

وَسجْنِ هواكِ حتى ضاع عُمْرِى

وَ أرضيـتُ الغـوايةَ فيـكِ قـولاً

وَ فعلاً..وانْتَشَىجَهْلى وَ كِبْرِى

فكـان الـودُّ وَ الطـــاعاتُ مِنِّـى

وَ منكَ الحُكْمُ فى طَوْعِى وَ جَبْرى

تمنيتُ الوصالَ .. وَ خِلْتُ أنِّى

بِـوصلِكِ سـوف يـحلو كـلُّ مُـرِّ

فـلـمَّا ..كان وَصْـلُكِ..صِـرْتُ عطشـ

ـانا كـأنى أرْتَـوِى مِنْ مَا ءِ بَحْرِ !!

فَـأ ظْـلَمْتِ الفؤادَ .. وَ صِرْتُ مَيْـتًا

عَفَّـــــنَ بـالدنَـايَـــا دونَ قــــــبْـرِ

وَ مـا هـذا الـذى أرجـو .. وَ لكنْ

أردتِ لِىَ اصطيـادًا قـبلَ نَـحْرِى

جـمالـكِ خَادعٌ .. بَلْ زَيْـفُ  غِـشٍّ

عَلَـتْـهُ برا ء ةٌ وَ قَنَـاعُ طُــــــــــهْرِ

وَ تحْت ردائك القُدْسىِّ ذئبٌ

وَ ضبـعٌ كـاشـرٌ وَ رد ا ءُ مكْــــــرِ

وَ هَمْسُ كلامِكِ المعسولِ سُمٌّ

وَ مَـنْ يُرْضـيكِ بَا ءَ بكـلِّ خُسْرِ

وَ فـيكَ رعونةٌ .. وَ جنونُ طَيْـشٍ

يُطـيـحُ بكـلِّ مُـخْتَـالٍ وَ غِـــــــرِّ

كفـاكِ .. فـقـد عرفـتُكِ عَيْـنَ حَـقٍّ

فلا تـتـقَـرَّبى .. وَ سِـواىَ غُـرِّى

وَ يَا نَفْسُ اخـسَئى .. وَ كفـاكِ أنى

أضعـتُ الـعمرَ عَشـرًا بعد عَـشْــرِ

 

مقتطفة من قصيدة ” البئر ” – ديوان ” الأسير ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى