فالموت أهون من جحيم بعـاده

بجلالِ وجهِكَ كيف يَرْضى عاقــلٌ

بســـواكَ محـبـوباً على أحـبابِـهِ !!

بلْ كـيف يحيا من تَذَوّق كــأسكمْ

وَسَـمَـا بِــذوقِ شــرابه وَرِضَـابِـهِ !

يــالَهْفَ قلبٍ قد تمّزقَ .. لم يَــزَلْ

مـن يومـهـا قـد شَــقّ كـلَّ ثيــابِــهِ

لَطَمَ الخدودَ على مُحبّ قد نـــأى

وَهَـــــوَى فـمـــرّغ خَــــدَّه بِـتـرابِــهِ

قد جُنَّ من شـوقٍ وحسـرةِ لوعـةٍ

مِنْ وجْـدِه  قــــد طـاشَ كل صوابِـهِ

فـى كـلِّ صـوت ظـنّ فـيه نــــداءه

وبــكـلِّ عـــين فـيـــه مـن أهـدابِــهِ

فـى كـلِّ بـارقـــةٍ يظـن قُـــدومَـــه

وبــكلِّ خــاطـــرةٍ خـــيـــالُ مُـشَـابِهِ

حـتى رأى كلَّ الــوجودِ مظـاهــــراً

لــوجــوده وظــــلالـــه وخِــضَــــابِـهِ

عافَ الحـياةَ وصــار يهـذِى باكـيــــاً

بــــاسـمِ الحبيب إلى حِمَى حُجـّابِهِ

رحـمَ العـــزولُ دمـوعَـه فبكى لــه

وأتـى يـخفّـف عنـــه بـعـضَ مـصابِهِ

قالــوا لــه:اصبرْ..قال:بئسَ عزاؤكمْ

الصـــبرُ عــنه الـشــرْكُ من خُـطّابِهِ

ياليـتَ لِـى للقـرب مـنه وســـيلـــة

غـــير الــــتـذلّــــل والــبكــاء بـبابِــهِ

ياليـته مـن قبـــل هَجـــرى لامــنى

يــالـــيـــتـه أفـضــى بـبـعض عتابِـهِ

يـــاليتــه بالــروح يـرضـى واصــــلا

والــروح قــربـانـــــاً لـقـدس جَـنَـابِـهِ

فالموت أهــون من جحيــــم بعـاده

والقـتـــــل أرحـــم من عذاب حجـابِهِ

 

مقتطفة من قصيدة ” أفديـــه روحـى ” – ديوان ” العتيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

لا تطْلُبَنْ غيرى

و تَبَسَّمَتْ “ليــلى” فَمِتُّ مِنْ الحيــا

يــاليْتَنِى قـدْ مِــتُّ قَبْــلَ تـَلاقى

قالت:سلامٌ..قلتُ: لـى!! قالت:نعـم

منْ يغفر الأخطــاءَ غيـرَ وِفاقى!!

وسجدتُ .. قـالت:كُلُّكـم عبــدٌ لنــــا

والكُــلُّ خَطَّــاءٌ .. وفَضْلِىَ واقـى

قلتُ: اغفرى لى..قالت:انهض..إنما

بـالفضلِ تدخل نُورَ قُدْسِ رِواقى

قلتُ: الثنـــاءُ لكــــم وحمــداً لائقـــاً

قالت : أحبُّ الحمدَ..فهو صَداقى

قد عزَّجـــاهُكِ..قلتُ:أخطبُ وُدَّكُـــمْ

قـالت : تَـهَيَأْ لى بغـــيرِ نفــــــاقِ

لا تطْلُبَنْ غيــــرى .. وكُنْ لى نـاظراً

فــــالكـونُ ما فيه سوى أخلاقى

إنِّى أحِبُّـــكِ  .. قلتُ :  لكِنْ  عاجِـــزٌ

مـا أرتجى منكم سِوَى الإشراقِ

قــالت: تأدَّب عندنا..واسمع ..وكُــنْ

عبـــدى بـِحَقٍّ كى تــرى أرزاقى

واسمع .. وصُن ما بيننـــا إلا الـــذى

أمْـرى بـــــأنْ تُبـدِى بـلا إغـــلاقِ

هذا لأهلى ..إنمـــــا مَنْ غَيْــــرُهُـم

فــــاسكُت وكُـنْ صَمْتاً بلا إنطاقِ

قلتُ : الذنوبُ كبيــــرةٌ فى حقِّكـــم

قــــالت : وغـُفْرانى على الآفـاقِ

قلتُ:استحيتُ وحَقِّكُمْ مِنْ فضلِكــم

قـــالت:حياؤُكَ فيه مِـنْ إشفاقى

قلتُ : اجعلينى عندَ قُدْسِكِ طاهـراً

قـــالتْ:سَتَتْبَــعُ ما قَضَتْ أوْراقى

تعلو .. وتهبطُ .. كُـلُّكُــم خَطَــــأٌ بكم

وأنــــا أتــوبُ على الذِى بـِروَاقى

قد بَشَّرْتُمُونِى قلتُ : قبـــلاً بالمنى

قــــالت: متى شِئْـنا أتَتْ أرزاقى

مِنِّى إليـــــــك الفضل دون فِعالكم

أوَ قـد ظننتَ الفَضْلَ باستحقاقِ!!

إنى أنا الـوهابُ.. فافهم حكمتـــى

و متـــى أشـاءُ أتى إليك الساقى

لا منكمُ  فـعـلٌ .. فـإنِّـــى فــاعـــلٌ

وأنـــــــا الذى  أعلـو على الأعناقِ

فـــافـهم وكُن متـأدِّبـــاً فى قولِكم

يعلـــو بكـم فضلى و عَقْدُ  وِثاقى

 

مقتطفة من قصيدة ” حـالى ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

هو صورةٌ مـــن نــوركمْ

فتبسـَّمــتْ ليـــــلى .. و قـــالتْ : عبــــدُنا

حقـاًّ .. فأمسـِكْ .. و اجـتـنبْ لِـنِفــــاقى

و اعلــمْ بــــأنى مـــــا طلبـــــتُ لمهـرنــــا

إلا الـــسـُمُــوَّ تــــــأدّبــــاً بـــــرِواقــــى

فـــــاحفظ لأســــرارى .. و كـــن مترقبــــاً

فيـضـــى .. وَ غنـى شاكـــــراً أرزاقــى

و اصـــــــدحْ بشعــرٍ أنت فيـــــهِ مـُحـــدَّثٌ

منى .. و هل منكمْ ســـوى الأوراقِ ؟؟

قلتُ : اسمحى .. و الســرُّ عهدٌ بـيـنـــنـــا

و الـعـهـــدُ محفـــوظٌ بـــهِ ميـــثـــــاقى

قــــــد زاد حبـــــــى للنـبـــــىِّ ” محمــدٍ “

و القلبُ قـــــد فــــاضتْ بـــه أشــواقى

هــو صــــورةٌ مـــن نــوركمْ .. و بصـــورتى

نــــورٌ .. و مــعـــراجٌ لـــه .. وَ مــراقى ..

روحى وقـلـبـى و الفـــؤادُ و مهـــــجـتــى

و النــفـْـس و الأنـفـاس فى اســتـغراقِ

فى نـــــوره .. وجمــــاله .. وكمـــالــــه ..

وَ لـِطيـبـــــهِ نـفــسٌ بـــهِ اسـتـنـشـاقى

هـو جنـتــــى .. و البعـد عنه مصـــيــبتى

نــــارٌ .. بهــا قــــتـلى مـــــع الإحــراقِ ..

هـــلْ تسمحون بـحـبـهِ … و بمــدحــهِ !؟

جــــــلَّ الـثـنَــــــــــاءُ الحـــقُّ للخـــلاَّقِ ..

قـــــــالتْ : لبـيبٌ أنت .. هذا سـِـــرُّنـــــا

كـنـــــزُ الحـقـيــقـةِ فـيـــــهِ .. بــالإحقـاقِ

مــا يعرف المخلـــــوقُ قدرَ ” محـــــمدٍ “

أبداً .. و مـهــــما يـرتــقى مــــــن راقى !!

لــــو جــــاء كــــل العـالميــن بمدحـــــهِ

مـــا قــــدَّروه بنــــــــــورهِ البـــــــــــرَّاقِ ..

هو عبــــدُناَ .. و حبـيـبـُنــــا .. ما مثـلُـــه

فـــى الكــــــون مخلـــوق على الإطـــلاق

فامدح حبيبـاً لى .. وَ صـــــلِّ على الذى

هـــــــو رحمـتــــى و هــــــداى لـلآفــــاق

 

 

مقتطفة من قصيدة ” المهر ” – ديوان ” الطليق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

أى عبادِ اللـهِ يُطـاوِلُ ” أحْمَدْ ” !!

بـسـمِ   اللــهِ   الـفـرْدِ   الأوْحَـــدْ

جئـتُ  أُسَبـِّحُ  بـاسْـمِ  الأمْـجَـدْ

ربــِّى    جَــلَّ   وَ   عَــزَّ   ثــَـنــَــاءً

كـلُّ   الـكَـوْنِ   لِـرَبى    يسْـجُـدْ

ثــُمَّ   أُصَـلّى    دَوْمــــاً   أبــَــــداً

مـَـا   الأفـْـلاكُ   تـُديرُ   الـفَـرْقَـدْ

أُهـْـدِى    للمُــخْـتـارِ   حـبـيـبــى

نورِ   اللـهِ   بـاســْمِ  ” مُحَمَّـدْ “

تــاهَ   العـقْـلُ   وَ   شَتَّ   الــرُّوحُ

وَ   نـَفْثُ  الرَّوْعِ  بقلبى   عَـرْبـَدْ

ما  فى   الـكَوْنِ  سِوَى   مَـوْلاى

وَ   كُـــلُّ   الكَوْنِ   ظِلالٌ   تَشْرُدْ

يـا   مَـوْلاى    أعـيـشُ   بـنـــورِكَ

وَ   التـقـديـــسُ   لذاتِـكَ   مَوْلـِدْ

منذُ  “ألسْتُ”  وُلِـدْتُ   وَ   كـــانَ

القلبُ   بنـورِكَ   شُكْراً   يَسْجُـدْ

زارَ “القُــدْسَ” وَ “أرْضَ الطُّــورِ”

وَ  عِنْــدَ “الكعبَةِ” لَـزِمَ  المَسْجِدْ

نـــورُ   رَســولِ   اللـــهِ   يـــدورُ

وَ   كـــلُّ   الكَــوْنِ   بـهِ   يـتَـجَـدَّدْ

كلُّ   صِفاتِ   اللـهِ   ..   وَ   نــورُ

“العَــرْشِ” معَ “الكُــرْسِى ” تَوَلَّدْ

أَنـْظُـرُ  قلبَ  حبـيـبـى   ” طَــهَ “

فـيـهِ   الـكُـــلُّ   بَدَا   وَ   تَجَـسَّــدْ

وَ “الميــزانُ”.. وَ “قَلَـمُ القُـــدْرَةِ”

وَ “الألْــــواحُ” قَــضـَــــا   يَــتَـمَـدَّدْ

وَ   الأمــلاكُ   عَـلَى    الصَّـفَّـيْـنِ

بـقَـبْـضَــةِ   سِرِّ   اللــهِ   “محَمَّدْ”

عـبـدُ   اللـهِ   ..   وَ   لـكــنْ   أى

عبــــــادِ اللـهِ يُطـاوِلُ ” أحْمَدْ ” !!

 

مقتطفة من قصيدة ” المَعْبَد ” – ديوان ” البريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

أنا الولىُّ

قـالـوا : شَـهـدْنــــــا لا إلـــــه إلا

أنـتَ فـاكـتـبـْـــنــــا مـع الـشُـــهَّـادِ

لا تَـحْـرِمَـنَّا مـنْ رضـاكَ بَصِـيـــرةً

أبَــدًا لِـتَحْـفَـظَـنَــــا مَـعَ الـسُـجَّـــادِ

واجعل لنا مِنْ فَيْضِ جُودِك نَفْحَةً

لِـتَـكُـونَ قُـوَّتـنــــا وخـيــرَ عَـتَــــــادِ

واحجُبْ بصائرنــــا عن الأغْيَارِ لا

نــرجـو ســـــواكَ بِصَـحْـوةٍ وَ رُقَــادِ

واكشِفْ لنا حُجُبَ الظَلامِ ونورَها

وَ أنِـــرْ بصـائـــــرْنَـا  لخـــيرِ جـهـــادِ

وَ اغْفِرْ لمخطئنـا بِــواسعِ رحمةٍ

واخـتِـــمْ لِـمُحْـسِـنِنَــا بخـيـــرِ مُـرادِ

فأجابَهم : وَأنا القريبُ فمنْ  دَعَا

لَبَّـيْــتُ بــالفضْـــلِ العمـيمِ عِـبَادى

وأنا المُهَيْمِنُ فى الخـلائقِ كلِّها                                  

وَ أنــــا الحفيـــظُ لِما خَلَقْتُ الهادى

مــــا ذَرَّةٌ فى الكـون إلا بِـدْؤُهـا

و المـنتـهى مِـنـى لِـيَـــومِ مَـــعَـــادِ

فَتَقَدَّسَتْ ذاتى وَجَلَّ عَنِ الثَنــا

قُــدْسى وَ عَرْشِى وَالقضا ومُرادى

وأنا الولىُّ فـلا تـخافـوا ضَـيْـعَـةً

فَـلَـقَـدْ وَلَـيْـتُكُــــمُ بِـنُــــورِ رَشَــادِى

وَ مَنْ ابتغاكُمْ بالأذى مـــا نالكمْ

إنِّى لــــه دَومـــا  لَـبِـــــالمِـــــرْصَـادِ

 

مقتطفة من قصيدة ” الحـــادى ” – ديوان ” الأسير ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

رَ بِّــى

قــــدْ جَعَــــلــتَ الكــونَ رَ بِّــــــى

لِلصِّــــفــاتِ عَلَيـــك مَظـــــهَـــرْ …

واختفـيْــــــتَ بسِـــــــرِّ نــــــورك 

فِــــى تــجَـــلٍّ منِـــكَ أكبَـــــــرْ …

حَـــــوْلَ دَائِـــرَةٍ لهَــــــا وَجْــــــهُُ

تـــقـــــدَّسَ فِـيـــــــكَ أطـْهَـــــرْ …

لانهــــــــائِـــــىٍّ … وَوَ جْـــــــــهُُ

صـــــــارَ لِلأكـــوَان مَــــنــــظــــرْ …

وَحِجَـــــابُ العِـــــزِّ وَ الرَحَـمــــــا

تِ وَ القــــــــدُّوس يُــــــبْــــهِــــرْ …

حيــثُ تُخْــفِى الــسِّــــر َّعمَّـــــنْ

شِـــئْــتَ .. أو تبــــدى وتظــــهرْ …

فـــــارْحَـــم اللــهُــمَّ قـلْــــبـــــــاً

فــى جَــــلالِــــــكَ يــــتَــفـطــــرْ …

غــــارقــــاً فــــى بَحْـــر نـــــوركَ

أينمـــــــــا يَــرْسُــــو وَ يُبْــــحِـــرْ …

 فاسْـقِــــهِ اللــــهــــمَّ فـيْــــضـــاً

يَجْـعَـــــلُ الــــودْيَـــــــانَ أبْـحُــــرْ …

فِــى حِـمَــــــى ” طــــه ” وَ مَــنْ

كمُـحمَّــدٍ ” أرْوَى وَ أنـــــــــــــوَرْ …

ألــــفُ ألـــفِ صَـــــــلاةِ رَ بَّــــــىِ

نــــورُ هَـا يَـعْـــــلُـو وَ يُــــزْهِــــــرْ …

مِنـــــكَ للمــــحبـــوبِ ” أحْمَـــدَ “

مَــــا بَـــدَا فـى الكــــوْنِ مَـظهَــرْ …

 

قصيدة ” ربِّى ” – ديوان ” الطليق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

قصدتُ الرحمةَ العظمَى

رسـولَ   اللَّــــهِ   مَـعــــذِرَةً
إذا   بـعْــثــَـرْتُ   آمـــــَـالِى
فـقـد ضـاقت بــِى  الـدنـيـَا
وَ  ضِـقْـتُ  بكلِّ  أحْـوَالِى
وَ   أنتمْ   سيِّدى    وَ   اللَّـهِ
طِـبِّى  .. بلْ   شِفـا   حالِى
إلَى   الرحمنِ  أشكو  كلَّ
أحْـمــالِى    وَ   أثــقـــــَالِـى
بـكم   مُسْتـَشْـفِـعـاً   موْلاى
أنتَ   الكِفْـلُ   وَ   الوالِى
قصدتُ الرحمةَ العـظـمَى
وَ   أنــتُـم   بابُـهــا   العَـالِى
بـِحـقِّـك  سيـدى   تـمْـحو
شِـكـــايــاتى    وَ   إذلالـِـى
بحقِّ  “خديجةَ”  الكُبْرَى
وَ  عِـنـْدَكَ  قَـدْرُهـَا  عَــالِى
وَ  وَرْدِ  الرُّوحِ ” فـاطِمَـةٍ “
وَ   عِـنـْدَكَ  حُـبــُّـهـا  غَـالِى
وَ “آلِ البيـْتِ” أجمَـعـِـهُـم
وَ حَقِّ “العَـمِّ” وَ “الخَالِ”
وَ  كلِّ  مَنِ  ارْتـقَى   حُـبـــًّا
فَـــأُدْخِــلَ   زُمْـــرَةَ   الآلِ
علـيـــهِـم   دائـمـــاً   مِـنـِّى
سَــــلامٌ   عَــاطِــرٌ   غَــــالِى
 

 

مقتطفة من قصيدة ” الصبر ” – ديوان ” البريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

“مُحَمدٌ”

وَ “مُحَمدٌ” نـــــورُ الهُـــدَى فِى كَوْنِـــهِ

يَــسْـرِى بِكُلِّ بَصيــرَةٍ وَ مَــآقى

حُجُبٌ مِنَ الــــرَّحْمَنِ فَــوْقَ صِفاتِــــهِ

وَ الكَـوْنُ مِنْهُ شُجَيْرَةٌ كَالسَّاقِ!!

لاَ يَــــرْتـــقِـى أبــــداً لِســـرِّ ” مُحَمَّدٍ”

عقـلٌ… وَإنَّ كَــلاَمـهُ مِصْـــدَاقِى

وَ”العَرْشُ..وَالكُرْسِىُّ..وَالقَـلَمُ”..الَّذِى

أُمُّ الكِتـــابِ لَـــــهُ كَــرُقيـــةِ رَاقِ

وَ “اللَّوْحُ” فِيهِمْ ..وَ “الكِتَابُ”..شُهُودُهُ

وَ لَنَحنُ فِى الأَشْهَادِ عَيْنُ البَّاقِى

وَ الأنْبيَــــاءُ .. مِنَ الرَّسولِ ضِيـــــاؤُهُ

وَ الأوْلِيــــاءُ .. هُمُ وَرِيثُ الساقِى

وَ”الخِضْرُ” وَ”الَخَتْمُ الخَفِىُّ” .. وَ “غَوْثنا “

الكُــــلُّ أشْهَــــادٌ عَلَى المِيثـــاقِ

يَا رَبُّ هَذِى مِنْــكَ فِىَّ شَهـــــادَتِى

قــــد خَطهَــا قَلَمِى عَلَى أَوْرَاقِى

يَـــــا رَبُّ فَـاجْعَلْهــا وَثِـــيقَةَ أَمْنِنَـــا

يـــــوْماً تَــزُوغُ النَّفْسُ عِنْــدَ فِرَاقِ

نَوِّرْ بهَا قَبْرِى .. وَ كُنْ لِى شاهِـــداً

أَنى بَــــرِئتُ مِنَ الهَــــوَى وَ نِفاقِ

وَ  اجْعَلْ بِهَا حَشْرِى إلَيْكَ .. كَبـارِقٍ

يجرِى إلَيْـــكَ .. كَمَنْ سرَى ببُرَاقِ

يَــا رَبُّ وَ احْفَظْهَــا عَلَىَّ  بِحِفْظِكُـمْ

أنِّى” المُوَحِّدُ “ما بَــــــدَا إطْلاقِى

وَاجْعَلْ عَلَى رُوحِ الرَّسُـولِ وَ آلـــهِ

خَيْــــرَ الصـلاةِ عَلَيهِ مِنْ مُشْتَــاقِ

يَارَبُّ وَاجْمَعْنِى عَلَيْــهِ بجـــودِكُــمْ

جمـــعَ الحَبيبَ لأَهْــــلِهِ وَ رِفَــــاقِ

“فَمُحَمَّدٌ “.. رُوحِى وَ نِعْمَةُ جَنَّتِــى

أمَّـــــا الجَحِيمَ .. فَلَوْعَتِى وَ فِرَاقِى

 

مقتطفة من قصيدة ” العطاء ” – ديوان ” الحقيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

يا سـيـدَ الرسلِ

يــــــا سـيـــــدَ الــرســـــلِ الكــــرام تحيــةً

مـن قـلـب عبــدٍ عــاشــقٍ تــوَّاقٍ

لَمَّـــــا تبـــــارى المــادحــــون لـنـــوركــــم

وخجــلتُ من عجـــزى مع السُبَّاقِ

و بكت عيـــونى .. قلت يـــانفـس اهدئــــى

الحـب لا يـخـــفى من الـعـشـــــاق

و اللــهِ .. و العــرش العــــظـــيـم .. و بـيـتـهِ

و بـقـدســه و الـلـــوح و الميثــــــاقِ

إنـــــى أحــــب ” محمـــداً ” حُبـــــــا بــــــه

تطـــــوى السمـــا و الأرضُ كالأوراقِ

روحى بـــــــــه تحيـــــــــا .. و تسرى دائماً

مـــعـراجــهــــا فيـه .. و منه بـراقــى

فيـــه العــــروج .. و مـنـتـهـــــاه مُـقـــدَّسٌ

و القــدس فيه لمن درى بمذاقى . . .

فى باطـنى أحيا بـه . . . لو غــــــاب عنى

لحظة أمسيتُ منتـسبـاً إلى الفـساقِ

و الــعــارفـون و مـــــن تـنــاهى علمـهمْ

       فـإليـــه كُــلُّ الـعـلـــمِ بــــالـخـــلاَّقِ  

مَجلَى الصفــات.. و ســـرُّ أسمـــاءٍ لهـــا

وَ لِـبـــــــــرْزَخِ الأرواحِ درعٌ واقـــــــــى

و الكـــــلُّ مــــرتشــفٌ لنـــــورِ ” محمدٍ “

مــا بـيــن مرتويــــاً بـــــه أو ســــاقى

و اللـــهِ كــم فيـــــــضٍ أتـــانــا نـــــورُه

نـــــــومـــاً و صحـواً نـيـــر الإشـــــراقِ

يـــــــاربُّ فاجـمـعـنى عـلـيــه مـُؤَيـــداً

وارحم فـــــؤادى من نـــــوىً و فـــراقِ

و أدِمْ صـلاةَ رضــاً عـلـيـهِ . . . و مـنـكمُ

أزكـى الـســــــلامِ لـسـيـــد الـعـشـاقِ

صَلَّى عَليْكَ اللَّه يـــــــا خَــيْــرَ الــورى

يا روحَ رُوحـــى يا هُـــدى الإِشـــــــراقِ

 

مقتطفة من قصيدة ” المهر ” – ديوان ” الطليق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

قالت

قالت : أتـــدرى إنْ خطبتَ فكــمْ لنــــا ..

مهـرٌ لديك ؟؟ و أين منـك صـداقى ؟؟

قلتُ : الســـــــلام عليكِ يا نـُـــورَ الورى

مـــا العبــدُ غيـــر العجــز و الإمـــلاقِ

فَبنـــا ارفقـى .. إنـّــى لرمـــزِكِ مــدركٌ

مهمـا بــــدَا فى العقـــل من إغـــلاقٍ

لستُ الذى قد بـــــاع نَفســـــاً و الهوى

بـــرضـــاكِ .. أو أدعـو إلـــى إحــراقى

أو قلتُ قَـتـْلِى فى هــــواكمْ مطــــــلبى

و أنـا الذبـيـــــــح و حبـكـــمْ تــريــاقى

أبـــــداً و حقِّــــــكِ .. إنـمــــا أنـتـــم أنـــا

 عقـلى و روحـى منــكمُ و البــــــاقى  

العرشُ عنــــدى .. و السـموات العــُــلَى

و البـيــتُ فى صـدرى و فـوق السـاقِ

والطور فى قلبـــى .. ونــــور صفــاتكــمْ

ذاتى . . . و جسمى فِـعْـلُـكُمْ بِـرِواقى

لا الأرض تكفينـى .. و لا السبــعُ العُـلَـى

و الـعـــرش والكــرســى فى أعمـاقى

حتى الحـــديثُ إليـــــك .. منكــمْ كلُّــــه

نـَفـْســــاً و روحــــــاً وافــــرَ الإغـــداق

مـا قلتُ يوما قـد حلـَـــلْتِ .. و لا اتَّـحـــد

نــــا مثـــل من زعمـــوا بكفــــرِ نفـــاق

إنى بكمْ أحيـــــا .. فكيـــف بـقـِتــلَتـــى

أحيــــا و أطـفـئُ غـُلــةَ المشـتـــاق ؟؟

أنــا كالسـراب .. و أنـتــــمُ أصـــــلٌ لــه

مــــرآتــكـمْ عيــنــــى عــلى الآفــــــاقِ

و الكُــلُّ فى مـــــرآة ذاتــى حــاضـــــرٌ

و الــــــذات مـــــرآةٌ بـهــــــا إشـــراقــى

و الحقُّ أنتِ .. و مــا ســـواكِ فبــاطــلٌ

صُـــــوَرٌ تـعـيـــش و تــنــتـــهى بفــــراقِ

و إليـــــكِ كـلُّ المنـتهى .. فـتـــكرَّمــى

عنـد الـلِّـقــــــا .. بـــــالعـفو و الإشفـــاقِ

و العفوُ من شيَـمِ الكرام .. فكيـــف مَنْ

كـــانــت لـــه الأسمى مـن الأخـــلاق ؟؟

فـــإذا أتينـــــاكـــمْ بـــلا حــــــولٍ لنـــا

و اللــهِ مــا نـَلــقَى ســــــوى الإغــــــراقِ

فى بـحر جود العفـــوِ و الكــرمِ الـــذى

عَــــــمَّ الجمـيــــــعَ .. و رحمـــةِ الخـــــلاَّق

هــــذا رجـــاءُ العبـــــدِ فى ربٍّ لـــــــه

منـــه و فـيــــه بــــــل إلـيــــهِ مـَســــــاقى

من أين أدفــــع مهــــرَكمْ و صـــداقكمْ

و الـكـلُّ مِـلــــــــكُ يمـيــــنـــكِ المِغــداقِ ؟؟

المـهـــرُ عنـــدكِ كُلُّــه .. جـــودى بـــه

فضـــــلاً علــــى الفـــقـــــراء بـــالإنــفـــــاقِ

 

مقتطفة من قصيدة ” المهر ” – ديوان ” الطليق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى