بجلالِ وجهِكَ كيف يَرْضى عاقــلٌ
بســـواكَ محـبـوباً على أحـبابِـهِ !!
بلْ كـيف يحيا من تَذَوّق كــأسكمْ
وَسَـمَـا بِــذوقِ شــرابه وَرِضَـابِـهِ !
يــالَهْفَ قلبٍ قد تمّزقَ .. لم يَــزَلْ
مـن يومـهـا قـد شَــقّ كـلَّ ثيــابِــهِ
لَطَمَ الخدودَ على مُحبّ قد نـــأى
وَهَـــــوَى فـمـــرّغ خَــــدَّه بِـتـرابِــهِ
قد جُنَّ من شـوقٍ وحسـرةِ لوعـةٍ
مِنْ وجْـدِه قــــد طـاشَ كل صوابِـهِ
فـى كـلِّ صـوت ظـنّ فـيه نــــداءه
وبــكـلِّ عـــين فـيـــه مـن أهـدابِــهِ
فـى كـلِّ بـارقـــةٍ يظـن قُـــدومَـــه
وبــكلِّ خــاطـــرةٍ خـــيـــالُ مُـشَـابِهِ
حـتى رأى كلَّ الــوجودِ مظـاهــــراً
لــوجــوده وظــــلالـــه وخِــضَــــابِـهِ
عافَ الحـياةَ وصــار يهـذِى باكـيــــاً
بــــاسـمِ الحبيب إلى حِمَى حُجـّابِهِ
رحـمَ العـــزولُ دمـوعَـه فبكى لــه
وأتـى يـخفّـف عنـــه بـعـضَ مـصابِهِ
قالــوا لــه:اصبرْ..قال:بئسَ عزاؤكمْ
الصـــبرُ عــنه الـشــرْكُ من خُـطّابِهِ
ياليـتَ لِـى للقـرب مـنه وســـيلـــة
غـــير الــــتـذلّــــل والــبكــاء بـبابِــهِ
ياليـته مـن قبـــل هَجـــرى لامــنى
يــالـــيـــتـه أفـضــى بـبـعض عتابِـهِ
يـــاليتــه بالــروح يـرضـى واصــــلا
والــروح قــربـانـــــاً لـقـدس جَـنَـابِـهِ
فالموت أهــون من جحيــــم بعـاده
والقـتـــــل أرحـــم من عذاب حجـابِهِ
مقتطفة من قصيدة ” أفديـــه روحـى ” – ديوان ” العتيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى