والله خلقكم وما تعملون ( 1 من 2 )

* إذا فهمت على إطلاقها تحسم الأمر تماما بأن أعمال العباد هي مخلوقات ..، لها كيان وصعود وهبوط وحضور وغياب ، وهذا بصرف النظر عن نوع هذه الأعمال ، سواء أكانت معصية أم طاعة ..، فالفعل قائم بذاته ..، هو عمل مستقل ..، فقتل الكافرين في الحرب فرض جهاد يدخل الجنة .. وقتل المؤمنين لأي سبب غير شرعي كبيرة يوجب دخول النار ، والفعل واحد ، هذا قتل وهذا قتل ، ولكن الذي صير هذه عبادة وصير هذا من الكبائر هو النية التي في القلب .

* فالفعل مخلوق مجرد لا هو طاعة ولا هو معصية ..، وهذا الفعل أنت قد أوجدته بقوتك التي خلقها الله فيك ، ولذلك فهذه الأعمال منسوبة إليك بالإضافة وليست بالخلق .. فأنت لم تخلقها ، فخالقها هو الله تعالى ولكنها وجدت عن طريقك وبسببك ..، والمقصود من نسبة الأفعال إليك نسبة إضافة أنها مثل ولدك الذي من صلبك ..، فهو منسوب إليك بل ويحمل صفاتك ..، فأنت قد أوجدته ، ولكن الذي خلقه وصوره ونفخ فيه من روحه هو الله تعالى ..، فابنك منسوب إليك إضافة ومنسوب إلى الله خلقا وإنشاء …

من كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 56
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

الغيب ( 3 من 3 ) – الملائكة

تقول الملائكة للمؤمنين ، نحن أوليائكم في الحياة الدنيا … وهذا يدل على أن البشرى لهم إنما تكون وهم في الحياة الدنيا ..، فالملائكة تتولاهم وتطمئنهم على آخرتهم وما فيها من نعيم .

ولا مجال للقول بأن هذه البشرى إنما تكون في الآخرة وبعد الموت ..، وذلك لأن المؤمن بعد الموت قد عرف مكانه ودرجته كما هو معروف ، وتمت دنياه وأدبرت عنه واستقبل آخرته وعرف ما له وما عليه ، فأية بشرى تكون له حينئذ من الملائكة ، وكيف تكون البشرى بأنهم أوليائهم في الحياة الدنيا وقد سبقت وانتهت !!

والشيء بالشيء يذكر ، فقوله تعالى ” يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة ” فإن من المعروف أن الفتن في الدنيا كثيرة ويتعرض لها الخلق أجمعون ومنهم الذين آمنوا ، ولكن الله تعالى يثبتهم بالقول الثابت في فتن الدنيا .. وهذا أمر منطقي ..، ولكن نحن نعلم أن الآخرة ليست بدار فتن ولا امتحان ، فكيف يكون التثبيت من الله تعالى !!

نجيب بأنه من المعروف أيضا أنه ليست هناك فتن بعد الموت إلا في سؤال الملكين في القبر ، وهو صحيح ، وقد تواترت به الأحاديث الشريفة ..، فيكون المعنى حينئذ واضحا وهو أن الله تعالى يثبت الذين آمنوا عند هذا السؤال في القبر .. والقبر هو أول مداخل الآخرة .

من كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 54
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

عالم الغيب ( 2 من 3 )

إذا عرفنا الغيب النسبي بأنه ذلك الغيب الذي لا يصير غيبا بانعدام المانع بينك وبين مشاهدته أو سماعه ..، فعلى ذلك يمكن تعريف الغيب المطلق بأنه ذلك الحادث أو المخلوق الذي يظل الحاجز بينك وبينه مستمرا .. ولا يمكنك بجهاز أو بصنعة ما أن تراه أو تسمعه أو تحس به بحواسك الخمسة المعروفة وإدراكك المعتدل .

فالجن مخلوق وموجود .. ويعيش بيننا ومعنا على الأرض ..، ولكنك لا تستطيع أن تراه ببصرك المجرد ، ولا باستخدام جهاز خاص ، ذلك أنك أصلا غير معد لرؤيته …

فإن قلت إن بعض البشر قد رأوا أو سمعوا الجن ..، قلنا لك إن هذا وضع خاص بالنسبة للجن أو الرائي أو السامع أو لكليهما ..،

فإما أن يكون الجن قد نزل بخواصه الخلقية حتى يستطيع البشر أن يراه أو يسمعه ..، وهذه خاصية عنده ، والاحتمال الثاني هو أن الله تعالى قد وهب ذلك الإنسي قدرة غير عادية بحيث يدرك الجن ويتعامل معه .

فقد كان الجن في الجاهلية تتعامل مع الكهنة وتكلمهم ، حيث كانت تقعد في السماء مقاعد للسمع تسترق أخبار الملائكة ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت عليها الشهب فأحرقت ، وكان نبي الله سليمان يخاطب الجن ويحكمهم ويؤدبهم ..

ونفس الأمر بالنسبة للملائكة ، فهم يظلون في عالم الغيب ، لا يدركون بحيلة ولا جهاز ولا آلة .، ولكن يمكن إدراكهم بالاستثناءين السابقين ، وقد رأت الصحابة رضوان الله تعالى سيدنا جبريل عليه السلام في صورة الصحابي دحية الكلبي ، كما سمع الصحابة صوت الملائكة في غزوة بدر وهي تقول ” اضرب حيزوم ” ، سمعوا صوتا ولم يروا صورة ، وحيزوم هو اسم ملك من الملائكة .

من كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 51
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

خلافة الإنسان في الأرض ( 2 من 2  ” الإدراك “)

” الإدراك “

عالم الملك أي عالم الشهادة ، وما فيه من كائنات يستلزم لإدراكه ومعرفته أن يكون الإنسان في أحسن تقويم ، أو على الأقل في تقويم حسن ، فيجب أن تكون حواسه حسنة وأهم من ذلك أن يكون إدراكه حسن .

وأهمية الإدراك هو أنه المترجم الحقيقي لكل الحواس من نظر وشم وسمع وخلافها ، فالعين مثلا هي آله تطبع فيها الصور فقط ، ولكن الإدراك هو الذي يترجم هذه الصور إلى حجمها ووضعها الحقيقي ، ونفس الوضع بالنسبة لباقي الحواس المادية ، فهي أنما تنقل إلى المخ إشارات فقط ، أما تعريف وتمييز هذه الإشارات وتعبيرها فهذا من شأن الإدراك .

والعجب أنك لو كنت مستغرقا في عمل ما ، وطرق أحدهم عليك الباب ، فإنك قد لا تسمعه وتعلل ذلك باستغراقك في ذلك العمل ، ولكن السؤال : أين كان سمعك وأنت مستغرق في عملك بيدك وعينك وليس بسمعك ؟؟

كذلك قد تصاب بجرح في معركة .. ولكنك لا تشعر بالجرح ولا بألمه إلا بعد انتهائها !! أين كان احساسك خلال المعركة !!!

بالطبع لم يتغير شيء مادي .. ولكن في الواقع إن الذي تغير بالفعل هو إدراكك أو تمييزك أثناء وبعد المعركة .. وأثناء استغراقك في عمل ما ، فمن الواضح أن معول الأمر كله على الإدراك ، وليس على الأعين ولا الآذان ولا الحواس ..

ومعنى هذا أن الكفار لهم آذان ولكنهم لا يسمعون بها ، فكأنما ليس لهم آذان .. وكذلك ليس لهم أعين وليس لهم لسان ، لأنهم لا يسمعون كلام الله .. ولا يرون آياته .

إذا من هو الأعمى ومن هو البصير ؟! لاشك أن البصير هو المؤمن والأعمى هو الكافر .
ومن هو السامع ؟! إنه المؤمن والأصم هو الكافر .
ومن هو المتكلم ؟! إنه المؤمن والأبكم هو الكافر .
بل من هو الحي ومن هو الميت ؟!. (( وما أنت بمسمع من في القبور )) .

فالكفار أموات .. بل هم في القبور .. أي قبور أنفسهم المادية ..

وخلاصة القول أن المستجلي لعالم الملك والشهادة ومخلوقات الله وآياته في خلقه لابد أن يكون ذا إدراك سليم ، فإذا نقص إدراكه عن الكمال نقصت مشاهداته ونقص علمه ونقصت خلافته في الكون بنفس المقدار .. فلا يرى من عالم الشهادة ولا يفهم من عالم الملك ، لأنه لا يستجلي آيات الله فيه إلا على قدر إدراكه ..

من كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 46
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

خلافة الإنسان في الأرض ( 1 من 2 )

* الخلافة للإنسان علي الأرض لا شك فيها .. ومن المنطقي البديهي أن يكون الخالق العظيم رب كل هذه الموجودات قد أمده بسر من عنده تعالى وهيأه لهذه الخلافة .

* وهذا التفضيل ليس مطلقا ..، وبالتالي فإن الخلافة عن الله تعالى ليست مطلقة ..، فلابد أن يكون هناك فرق بين العبودية والألوهية .. عبودية الإنسان الخليفة .. وألوهية الخالق جل شأنه .. فليس كل إنسان بشري هو الخليفة الكامل لله تعالى في الأرض ، بل إن حظه من هذه الخلافة إنما يكون على قدر إيمانه وعمله الصالح ..

* ومقصود كلامنا هو أن الخلافة في الأرض لها درجات لا نهاية لها ، وهي ما بين أحسن تقويم وأسفل سافلين .، وأن هذه الخلافة تستلزم وجود صفات معنوية في الإنسان تقل وتزيد حسب درجة خلافته ، وتكون خلافته علي قدر ما فيه من هذه الصفات ، وهذه الصفات المعنوية هي درجة إيمانه بالله تعالى ومستوى طاعته لأوامره جل شأنه ، أو هي بإختصار درجة معرفته بالله تعالى .

من كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 42
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

الوصايا ( 3 – د )

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

 

صدق الله العظيم

 

 

·       إلى كل من سلك طريقا يبتغى به وجه الله تعالى .

·       إلى كل من صدق في سيره إلى الله وتعلم توحيده وشكره وأحبه .

·       إلى كل من زهد في الدنيا والآخرة معا وقصد الله تعالى لا يريد إلا وجهه الكريم .

·       إلى كل من عاش في أنوار ذكر الله تعالى ، وذاق جمال وكمال أسماء الله تعالى وصفاته القدسية .

·       إلى كل قارئ لسير أولياء الله تعالى وتلمس طريقهم ومنهجهم .

 

 

 ·       أما علمت أن الله تعالى قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .

·       أما فهمت قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ” !!

·       أما أدركت المقصود من قوله تعالى ” الرحمن على العرش استوى ” .

·       تعال إذا معي نتعاون على سلوك طريق البر والتقوي إلى الله بالله تعالى .

·       هلم يا أخي نتعرض لفضل الله تعالى ومنته ورحمته ورضوانه حيث يقول ” والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم ” .

 

  

·       إعلم أن لكل زمان أهله وأحواله وأسلوب معيشته ، وله أيضا أولياؤه ومرشدوا الناس إلى الله تعالى ، وهم ورثة الأنبياء صلى الله عليهم وسلم جميعا الذين يرثون علمهم ودعوتهم من الله تعالى ، وهم العلماء بالله والخبراء به جل شأنه .

·       ولكنهم في أقوالهم التي قد تقرأها إنما يعبرون عن أحوالهم ، ويقولون ما يناسب أهل زمانهم في تربيتهم وما يصلحهم .. فاحذر أن تتمثل بأقوالهم على علاتها .. أو تسئ فهم مقاصدهم وأغراضهم ، أو تضع نفسك عليهم حكما فإن الحكم لله تعالى والأولى ألا تشغل نفسك لا بأقوالهم ولا بأفعالهم – اللهم إلا إذا صرت مثلهم معرفة بالله تعالى – وعليك بالشريعة وكتاب الله تعالى وما ينصحك به مرشدك فان الله تعالى يقول ” يا أيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ” أي تفرقون به بين الحق والباطل .. فعليك بتقوى الله تعالى في السر والعلن .. في الباطن والظاهر .. واتقوا الله ويعلمكم الله تعالى .

·       تقوى الله الحق هي أن تتقي الأغيار .. أي أن تتقي أن يدخل قلبك غير الله تعالى .. أعبده .. واقصده .. واستعن به .. وتوكل عليه .. وأحبه وارغب إليه .. وخف منه .. واجعل كل عمل لك في دنياك إليه وفي رضاه وبه وإليه ، ولا تنس نصيبك من الدنيا أي حذار أن يفوتك حظك من مزرعة الدنيا إلى الأخرة .. فإن يوم الحسرة يوم القيامة يتحسر الناس على ما فاتهم من دنياهم بعيدا عن طاعة الله تعالى فاغتنم نصيبك من الدنيا للاستعداد للأخرة .

 

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  135


لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الوصايا ( 3 – ج )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

 

  • إلى كل من سلك طريقا يبتغى به وجه الله تعالى .
  • إلى كل من صدق في سيره إلى الله وتعلم توحيده وشكره وأحبه .
  • إلى كل من زهد في الدنيا والآخرة معا وقصد الله تعالى لا يريد إلا وجهه الكريم .
  • إلى كل من عاش في أنوار ذكر الله تعالى ، وذاق جمال وكمال أسماء الله تعالى وصفاته القدسية .
  • إلى كل قارئ لسير أولياء الله تعالى وتلمس طريقهم ومنهجهم .

 

 

  • أما علمت أن الله تعالى قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .
  • أما فهمت قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ” !!
  • أما أدركت المقصود من قوله تعالى ” الرحمن على العرش استوى ” .
  • تعال إذا معي نتعاون على سلوك طريق البر والتقوي إلى الله بالله تعالى .
  • هلم يا أخي نتعرض لفضل الله تعالى ومنته ورحمته ورضوانه حيث يقول ” والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم ” .

 

 

  • ألا تعلم أن الملوك والخلفاء يحضرون لأبنائهم معلمين خصيصا لهم ليعلموهم فوق ما يتعلمه الناس في مدارسهم .. فإن جلساء الملوك والعظماء لابد لهم من أدب خاص يزيد عن أدب العامة من الناس في سلوكهم ومعيشتهم ومجالسهم حتى في لهوهم .. فافهم .. واختر لنفسك أن تكون من العامة أو من مجالس الملوك والعظماء … والله يوفقك ويرعاك .
  • ولا يدلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خبير أيضا سبقك في هذا الأمر .. وتعلم وتدرب وتأدب وتطهرت روحه ونفسه من رعونتها ، فصار أهلا لهذه الصحبة الميمونة والألفية القدسية العالية ، فيأخذ بيدك أيضا ليعلمك ويدربك ويؤدبك ويجهزك لهذا الشأن العظيم ، وما هذا إلا لأولياء الله تعالى الخالصين له ، فإن أولياء الله تعالى لا يرتقون إلى مرتبة الولاية هذه ألا إذا تأدبوا بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر ما تطيق نفوسهم وأرواحهم ، فهم لا يصلون إلى الله تعالى إلا برسوله صلى الله عليه وسلم والتعلم منه والتأدب به ، ولولا عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ، وتربيته لهم ما صلح منهم أحد ، ولذلك فرض الله على المؤمنين حب رسوله حتى تقترب روحهم من روحه الشريفة فتنهل منها .
  • فإذا قصدت وجه الله تعالى دون جنته ورضوانه فاقصد رسوله أولا ، ولن تصل إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ألا بولي لله تعالى سبقك وتبناك وأخذ بيدك ، وهو ليس واسطة بينك وبين الله ورسوله ، ولكنه مدربك وكافلك ومعلمك ما لا تعلم ، فإذا وصلت إلى أدب الائتناس برسول الله صلى الله عليه وسلم .. تركك وشأنك .. فقد أدى مهمته فإذا وجدت مثل هذا الولي فعض عليه بالنواجذ ، وكن له طوعا فإنما هو مرشدك ودليلك إلى الله ورسوله ليقيك شر كوامن النفس الخفية وانتكاساتها ومراوغتها من حيث لا تدرى .
  • ميزان هذا الولي المرشد أمام الناس هو الاتباع لأوامر الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وميزانه في نفسك أن ينقلك من حالك مع نفسك ومع الله إلى حال أعلى وأقرب إلى الله تعالى ، فإن لم يتبدل حالك إلى الأفضل مع الله ، وإن لم يك متبعا لأوامر الله تعالى وسنة رسوله فلا خير فيه ، وهو ليس طبيبك ، فدعه ولا تلتفت إليه وإن أتى أمامك بالكرامات والخوارق ، فالميزان هو ميزان الشرع وليس سواه .
  • ولكن احذر أن يكون حكمك عليه من هوى نفسك ومحاولة هروبها من معلمها ، وميلها إلى التكاسل وحب الرياسة ، وفرارها ممن يؤدبها رغم أنفها .. فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، وإن صدق اتجاهك إلى الله تعالى ، وأخلصت النية حقا فإن الله موجهك وراعيك ودالك على من يتولاك بالتربية إن شاء الله تعالى .

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  135

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الوصايا ( 3 – ب )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

  • إلى كل من سلك طريقا يبتغى به وجه الله تعالى .
  • إلى كل من صدق في سيره إلى الله وتعلم توحيده وشكره وأحبه .
  • إلى كل من زهد في الدنيا والآخرة معا وقصد الله تعالى لا يريد إلا وجهه الكريم .
  • إلى كل من عاش في أنوار ذكر الله تعالى ، وذاق جمال وكمال أسماء الله تعالى وصفاته القدسية .
  • إلى كل قارئ لسير أولياء الله تعالى وتلمس طريقهم ومنهجهم .

 

 

  • أما علمت أن الله تعالى قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .
  • أما فهمت قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ” !!
  • أما أدركت المقصود من قوله تعالى ” الرحمن على العرش استوى ” .
  • تعال إذا معي نتعاون على سلوك طريق البر والتقوي إلى الله بالله تعالى .
  • هلم يا أخي نتعرض لفضل الله تعالى ومنته ورحمته ورضوانه حيث يقول ” والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم ” .

 

 

  • ما لك من سبيل للإتصاف ببعض أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدرك وعلى قدر سعة نفسك وروحك ، إلا بقرب روحك من روحه ، وفهم وتذوق هذه الأحوال والصفات ، فالقراءة والعلم بها دون تدريب نفسك عليها لا يجديان نفعا ، أما كان إبليس عالما بالله تعالى وقدرته وسطوته ؟ ولم ينفعه علمه !! ، فإن جوهر الأمر هو سقيا النفس والروح بهذه الصفات .
  • وهذا الأمر ليس بالعلم وحده ولكن بالتقاء الأرواح وتآلفها فإنها تسقي بعضها بعضا وتؤثر بعضها في البعض ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المرء على دين خليله فانظر من تخالل ” ؟؟ وضرب مثلا لتأثير النفوس والأرواح بعضها في البعض بجليس السوء وجليس الخير وشبههما صلى الله عليه وسلم بنافخ الكير وبائع المسك !! وهذا هو سر قوة إيمان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضلهم على سائر القرون .. فقد كانوا ينهلون من روح الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة بقربهم المادي والمعنوي وتنتقل بعض أحواله صلى الله عليه وسلم إليهم كل على قدر نفسه وروحه .. فصار إيمانهم كالجبال الرواسي ببركته صلى الله عليه وسلم وبقوة إيمانهم التي اكتسبوها منه مباشرة منذ بداية بعثته وقبل أن تتم دعوته بل وقبل هجرته أيضا وقبل أن تتم الرسالة وما فيها من أوامر ونواه .
  • وكيف الوصول والائتناس بروح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النقية الطاهرة العظيمة مهبط الأنوار ومركز التجليات وهي أقدس نفس وروح في مخلوقات الله تعالى كلها ، ونفسك فيها ما فيها من نقائص وعيوب وصفات مرذولة ، وكيف يأتنس الأدنى بالأعلى ويلتقي نافخ الكير وحامل النجاسات النفسية مع هذه الطهارة العليا والقدسية العظمى !! وكيف لك أن تعرف أدب الصحبة ، وأنى لك أن تتأدب بأدب الحضرة المحمدية !! .
  • ألا ترى قوله تعالى : ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان .. ” وصدق الله تعالى فإنه قريب بالإجابة قريب بقوته لنصرة من دعاه … ولكنه يقول : ” الرحمن فاسأل به خبيرا ” … فكل من انتصر بالله تعالى فالله قريب منه .. إنها قضية عبد ورب ، قضية ضعيف وقوي وهو جل شأنه القاهر فوق عباده ، أما معرفته تعالى فهذا شأن الخبير به … العالم به ، وهذا شأن آخر له مقومات وأسس .. وبعد كل هذا فالخبير بالله تعالى لا يعرفه إلا على قدر نفسه وروحه هو ، فما قدروا الله حق قدره جل جلاله ، ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يعطي الدنيا لمن يحبه ومن لا يحبه ، ولكنه لا يعطى الدين إلا لمن يحبه …

 

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  135

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

الوصايا ( 2 – ج )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

  • إلى من شهد قلبه بتوحيد الله تعالى فتوكل عليه وفوض كل أموره إليه جل شأنه .
  • إلى من تذوق حلاوة الإيمان بالله تعالى ولو للحظة واحدة .
  • إلى من عرف قدر الدنيا وما ومن فيها فلم ينشغل قلبه بها إلا على قدرها وما يريد منها .
  • إلى من دمعت عيناه خوفا من الله تعالى أو شوقا إليه وحبا فيه .

 

 

  • في جلستك الليلية المباركة والمحفوظة بأنوار الله تعالى وملائكته وبعد أن يمتلئ قلبك بالإخلاص في توحيد الله تعالى ، وتترك هذه الشهادة أمانة لك وتشهد عليها ما حولك من إنس وجن وملائكة وجماد ، أجر لفظ الجلالة العظيم على قلبك واستعراض صفات الله تعالى الكمالية والجمالية والجلالية ، ثم بعد ذلك حرك لسانك بقولك ” الله ” مستشعرا عظمته جل جلاله ومستعرضا لصفاته القدسية مع تكرار ” ليس كمثله شئ ” على قلبك حتى لا يتلوث قلبك بتشبيه أو تجسيد أو تمثيل تعالى الله عن ذلك كله ، وتعلم الاستغراق في هذا الذكر ، إجمع حولك بروحك في هذه الجلسة روح شيخك وسلسلته إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك الحضور من ملائكة لا تراهم ، اجعل جلستك هذه جماعة ، وضع نفسك فيها إماما أو تابعا تبعا لما يفتح الله به عليك ، وما قسم الله لك من رزق في مشاهدة أو إحساس ، لا تنه هذه الجلسة المباركة قبل أن تستغرق تماما في الصفات القدسية ، وإذا فتح الله عليك بمشاهدة أو غيرها فالتزم أدبا وكن ممتثلا لقول الله تعالى ” ما زاغ البصر وما طغى ” ، ولا تنشغل إلا بتسبيح الله تعالى وتقديسه ، ومتى سعدت بالإستغراق في الذكر ونهلت من أنوار جمع همتك على الله تعالى ، وأردت إنهاء الجلسة ، فعليك بالاستئذان من الحضرة وأنت في شوق إليها وإلى تكرارها ، وتجنب الإطالة والملل .
  • عند إستلقائك على الفراش واستعدادك للنوم ، ومع إغماض عينيك نظم مع أنفاسك ذكر الله تعالى بإسم من أسمائه جل شأنه دون تحريك لسانك أو شفتيك ، وتأمل هذا الإسم واستعرض هذه الصفة حتى تستغرق في النوم ، فإن لهذا الذكر أثر كبير على النفس .
  • إعلم أن طهارة الظاهر تترك أثرا طيبا على طهارة الباطن ، فحافظ على طهارتك ووضوئك قدر استطاعتك ليلا ونهارا .

 

تقبل الله  منا ومنك ، وزكى ما نفعل ، وطهر ما نصنع ، وقبله فضلا منه وإحسانا ، وجمعنا جميعا على رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم ، وأوردنا حوضه ، وسقانا بكأسه ، وجعلنا وإياكم من خيار محبيه ، ومن أصدق مجيبيه ، وصل اللهم وسلم وبارك على مولانا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وعلينا وعلى عباد الله الصالحين أجمعين …

 

 

  • من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 123
  • لعبد الله / صلاح الدين القوصي
  • #أحب_محمدا

 

الوصايا ( 2 – ب )

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

 

  • إلى من شهد قلبه بتوحيد الله تعالى فتوكل عليه وفوض كل أموره إليه جل شأنه .
  • إلى من تذوق حلاوة الإيمان بالله تعالى ولو للحظة واحدة .
  • إلى من عرف قدر الدنيا وما ومن فيها فلم ينشغل قلبه بها إلا على قدرها وما يريد منها .
  • إلى من دمعت عيناه خوفا من الله تعالى أو شوقا إليه وحبا فيه .

 

 

  • من صفات الله تعالى صفاتُ يحب الله تعالى من عباده أن يتخلقوا بها .. كل على قدره ، كما قال صلى الله عليه وسلم ” أن لله مائة خُلُق وسبعة عشر خلقا ، من أتاه بخلق منها دخل الجنة ” ، وفي رواية أخرى ذكر صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة خلق وأن أحبها إلى الله السخاء ، فاختر لنفسك منها ما يناسب طبيعتك ودرب نفسك على التخلق بها قدر استطاعتك ومنها الرحمة والعفو والكرم والجود والإحسان وجبر الخواطر والنفع للعباد … وغيرها كثير ، فكن بين التخلق بصفات الجمال والبعد الكامل مع التقديس لصفات الجلال كالعظمة والكبرياء والقهر .
  • ضع نصب عينيك وفي قلبك وعقلك ويقينك إسمه تعالى ” الوارث ” جل جلاله ، وتمعن في هذا الإسم ، وعامل هذه الصفات باليقين ، وبعد ذلك عامل الدنيا وما فيها من هذا الأساس الحق ، ثم انظر ماذا يتبقى لك من الملكية من هذه الدنيا كلها .
  • اعلم يا بني أن كل ذكر لك بلسانك أو بروحك أو قلبك إذا أخلصت فيه حقا فإن الكثير من العوالم المسبحة لله تعالى بهذا الذكر تشترك معك فيه ، ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله ملائكة طوافون في الأرض يتلمسون حلقات الذكر فإذا وجدوها قالوا هلموا إلى بغيتكم ، ثم يتحلقون حول الذاكرين .. إلى آخر الحديث الشريف المعروف ، وكذلك تتنزل الملائكة على قارئ القرآن الكريم ومن الصحابة من رآهم مثل الظلة فوقه وهو يتلوه فاستصحب معك في ذكرك الأرواح الكريمة المباركة لتنال بركتها بإذن الله تعالى .
  • رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كفيل هذه الأمة .. وهو إمام الموحدين وإمام الشاكرين ، وأعرف الخلق بربه ، وأعبد خلق الله لله تعالى ، وروحه صلى الله عليه وسلم مهبط تجليات الله تعالى ، ومركز أنوار تجليات الله تعالى جل شأنه ، ومنها يستمد الكون كله من إنس وجن وملائكة وغيرهم ، حديثهم وقديمهم ، ألا ترى أنه إمام الأنبياء والرسل السابقين ، وان الإسلام هو شريعة الله تعالى لكل المرسلين ، هو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أجمعين سابقهم ولاحقهم وكل إيمان مستمد من إيمانه صلى الله عليه وسلم ، فهو يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين كما قال الله تعالى ، وتعرض أعمال أمته فيستغفر للمذنبين منهم ، فطوبى ثم طوبى لمن تعلقت روحه بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتنس بها ، وتآلف معها ، ثم استمد منها فاستنار بنورها ، فلا يفوتك هذا الفضل العظيم ، وافهم هذا السر الدقيق الثمين .
  • ولكن اعلم لا يتأتى إلا بجهاد النفس وصدق التوجه إلى الله تعالى والإخلاص له ومزيد الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكثرة الصلاة عليه والإلتزام بسنته ظاهرا باطنا .

 

 

  • من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 123
  • لعبد الله / صلاح الدين القوصي
  • #أحب_محمدا