والله خلقكم وما تعملون ( 1 من 2 )

* إذا فهمت على إطلاقها تحسم الأمر تماما بأن أعمال العباد هي مخلوقات ..، لها كيان وصعود وهبوط وحضور وغياب ، وهذا بصرف النظر عن نوع هذه الأعمال ، سواء أكانت معصية أم طاعة ..، فالفعل قائم بذاته ..، هو عمل مستقل ..، فقتل الكافرين في الحرب فرض جهاد يدخل الجنة .. وقتل المؤمنين لأي سبب غير شرعي كبيرة يوجب دخول النار ، والفعل واحد ، هذا قتل وهذا قتل ، ولكن الذي صير هذه عبادة وصير هذا من الكبائر هو النية التي في القلب .

* فالفعل مخلوق مجرد لا هو طاعة ولا هو معصية ..، وهذا الفعل أنت قد أوجدته بقوتك التي خلقها الله فيك ، ولذلك فهذه الأعمال منسوبة إليك بالإضافة وليست بالخلق .. فأنت لم تخلقها ، فخالقها هو الله تعالى ولكنها وجدت عن طريقك وبسببك ..، والمقصود من نسبة الأفعال إليك نسبة إضافة أنها مثل ولدك الذي من صلبك ..، فهو منسوب إليك بل ويحمل صفاتك ..، فأنت قد أوجدته ، ولكن الذي خلقه وصوره ونفخ فيه من روحه هو الله تعالى ..، فابنك منسوب إليك إضافة ومنسوب إلى الله خلقا وإنشاء …

من كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 56
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا