عَـــدَمٌ فيـهِ خَيَـــالُ الظِـــــــلِّ
و فَـــرْدٌ فِيــهِ شَـديــدُ البَـــــاسِ
لمْ أرَ غيْـــرَ النُّــــورِ الهــــادى
ومن الحُـجُـبِ الخَـلْـقُ يُقــاسى
كُــلٌّ يـبـكى “ليــلى” بُــعـْـداً
وهى تَـدُورُ بشَـــرْبةِ كــــاسِ
ليـس يـراهـا أَحَــدٌ مِنـْـــــهُمْ
وهِــىَ بنور ٍ فيـــكَ تُـواسِـى
صَرَخُوا: يـا” ليلى”..فَعَجِـبْـتُ
وهُمْ فى المَجْلَى كالغَطَّاسِ
ليـس يَــــــرَوْنَ ولا يَــــدْرُونَ
بســرٍّ يسْــرى فى الأنْفَــاسِ
ضَحِكَتْ “لَيْلَى” .. ثُمَّ رَنَتْ لى:
أُنْظـرْ مِنْهُـم جهـلَ النــــاسِ
فيهم أنـــا .. وحبيـبــى يـبــدو
بــــينَ قُلُــوبِهِــمُ نِـبْــراسـى
عجبــاً! ليـسَ يَــرَونَ “العرش”
وبـيـنهمُ “عَـرْشٌ” و “كراسى”
دُنْيــــــا غَيَّــــرت المِيـــــــزانَ
فَخَلَطُــوا الـرُؤْيَـــا بِالإِحْسَاسِ
أنــا فيــهمْ لكـنْ لــمْ يَـــدْرُوا !!
طـــاحَ الكــأسُ بعقلِ الراسِى
خَلَطُـوا العَيْــنَ بِــروحِ القَــلْب
وضربوا الخُمسَ مع الأسْدَاسِ
لو نَظَـرُوا فِيــــهِمْ لَـــرَأَوْنِــى
أنا فيهم أَبْعَــــثُ سُيّـــاسى
فى الأنفــــاسِ ونبضِ القَلْبِ
أدُقُّ دَوامـــاً لى أجْـراسِى
مَنْ يَفْهَمْ ذا مِنْـــهُمْ يَنْــجُـــو
ثُمَّ يَــرانِــى فى الأنفــاسِ
“طَهَ” عِنْــدِى حُجُــبُ النــور ِ
فَمَنْ يَفْهَمْ يَدْخُــلْ أَعْرَاسِى
صَــلِّ عَلَيْـــهِ وَسَــلِّم دَوْمـاً
تُصبِـــحُ مِنْ خِيــرَةِ جُلاَّسى
مقتطفة من قصيدة ” ربيع النَـــور ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى