سبحانك اللّهم .. إنى شاهدٌ
نور الحقيقةِ فى الخلائقِ بادى
يا واحدٌ .. فَرْدٌ .. وباطِنُ ظاهِرٍ
يا مَنْ إليهِ منتهى الأعدادِ
إنى رأيتُ الكونَ سَبَّحَ كلَّه
فى سَيْرِ أفْلاكٍ وَ صَمْتِ جَمَادِ
والرعدُ سَبَّحَ للجلال .. وَ لَمْ يَزَلْ
غَيْثُ الغمامِ مُسَبِّحًا بالوادى
وَ لَقَدْ سمِعْتُ الطيرَ سَبَّحَ فى السما
و فهمتُ تسبيحا من الأوتادِ
و الخلقُ فى قهرِ الصفاتِ فإنْ بكوا
أو هزَّهمْ فَرَحُ الطروبِ الشادى
فَنُواحُهُمْ عينُ الجلال لمنْ وَعَى
وغِنَاؤهم عَيْنُ الجمالِ البادى
وبرحمةِ الرحمنِ منك تَرَحَّمُوا
وَ تَلَطَّفوا عطْفا بِلُطْفِ وِدَادِ
وتَجَبَّروا بالفيضِ من مُتَكبرٍ
و طغوا بِقهَّار مِنَ الأجنادِ
فضلا لُهمْ صُوَرُ المُضِلِّ .. و هَدْيُهمْ
مِن فيضِ نورِ النورِ للعبَّادِ
و الرزقُ بالرزاق منك عَطيَّةٌ
تسعى لِصَاحِبِهَا على مِيعادِ
والكلُّ إن علموا وإن لم يعلموا
ظِلٌّ…و سبحان الحكيم الهادى
مقتطفة من قصيدة ” الحادى ” – ديوان ” الأسير ” – لعبد الله // صلاح الدين القوصى