يــا ربِّــى .. أنــا فــيـك مـحــبٌّ .. .:. بــلْ حُــبِّـــى أفْــنَى آثارِى !!

يــا ربِّـــى .. أنـــا مــنـــك كــــــلامٌ

وَ بــِــنـَـفْـخٍ مـــنــك بــأحــجــــارِى

نــفْــخَــتـُـكــمْ حـــيَّـــــرت الـكـــونَ

و مـا فــيــه .. فــى أصــلِ قــرارِى

قُــدَّامـى .. أنــظــرُ .. فــأراكـــمْ ..

أوْ خــلـفـى .. بــل عـنـد يــســارِى

أَوْ فــوقـِـى .. حـتـــى إِنْ أُغْـمِــضْ

عَـيْـنَـىَّ .. و أسـكــنُ فـى دارِى !!

فأراك .. و حَـــقِّـــكَ .. فى ذاتى ..

و جـــلالُــــك يــمــحــو آثـــــــارِى

لا أنـــا مــــوجـــودٌ .. حَـــقــًّــا !!

أنا حَــقًّــا كـالـطــيـفِ الـسـارِى !!

أبــتــســمُ لـِــحـبـِّــك لــى .. وِدًا ..

و أقـــــــولُ : تــبــــــــارك زُوَّارِى

فَـتُـبَـاسِــطُ قـلـبـى .. بــِـتَــجَــلٍّ ..

و الـعَـقلُ .. يُشكِّك .. و يُمَـارِى !!

أسْــمَـعُـكَ .. تـُــحَـادِثـُـنـى دَوْمـــًــا

فَـــأَرُدُّ .. و مــا نَــفَـدَ حِــوارِى !!

مِــنْ غــيـــــرِ كـلامٍ أو نـُـطْـــقٍ !!

كـالوَتَــــرِ .. يُـهَــدْهِــد قِــيـثـــارى

يــا ربِّــى .. أنــا فــيــك مـحــبٌّ ..

بــلْ حُــبِّــــى أفْــنَـى آثـــــــارِى !!

مَــا حَــقٌّ مــوجـــــودٌ غـــيــرُك ..

مِـــنْ حــولــى .. أو بـيـن دِثـــارِى

تُــضْـحـِـكُـنـى بــِـصِـفـاتِ الـــوِدِّ ..

وَ يـَبـكـــيـنــى مــِنْــكــمْ .. أوزارِى

تُــحـيـيـنـى بــِصـفـــاتِ جـلالــِكَ ..

تَــقْــديــسـًـا .. يَـــمْــحُــو آثــــارِى

لا حَـــــدٌّ لــوجــــــودِى أبــــدًا ..

فــوجــودُك عــيـنُ اسـتِـحـضــارِى

مَــنْ يــعــرفْ هـــذا يـــتـــذوقْ ..

كــالــــواقِـــفِ عــنــد الــعــطَّـــــارِ

يَــشْــتَـــمُّ .. و لا يَــفــهــمُ أبــــــدًا

مـا مــعــنـى عـــطــرِ الأزهـــارِ !!

لا يــنـــطـــقُ أبــــــدًا بــبــــيـــــانٍ

لِـيـوَضِّـحَ مـعــنـى اسـتـشـعــارِ !!

يــا ربُّ .. تــبــاركــتَ وُجـُــودًا ..

كــالـمِـسْــكِ وَ عَــبَــقِ الأشـــجــارِ

لا يُــــعـــــرفُ ذاتٌ .. أو كُــــنْــــهٌ

أَوْ حــتــى نَـــبْـــعُ الإصــــــدارِ !!

ســبــحــانــــك ربِّـــى .. لا مــِثــْـلٌ

لِــصــفــاتِـــك يـــشـــرحُ إقـــرارِى

أنـا فيـك .. و يومـًا .. أنا منكـمْ !!

بــل بَــيْـــن الـبَـيْــنِ اســتـنــكـارِى

مـا يـَـحْـــلُـــو لــى إلا الــعــبـــدُ ..

و الــرحـمــةُ بــــابُ الــغـَــفَّــارِ ..

مقتطفة من قصيدة ” من أنفسكم – باب المناجاه ” – ديوان ” الرشيق ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com

أنـا فــيــكـمْ .. أوَ لـسـتَ ترانى !! .:. بــفـــــؤادِك .. لا بــالأنـــظـــارِ !!

قِـيـلَ : اقـرأ .. لـتـنـالَ الـقُـرْبَى ..

أقـسـمـــتُ بـأنـــى مــا قـــارِى !!

الــفـضـلُ مــن الـلـــهِ.. عــطـاءٌ..

قــد قــال : بــِقَــدَرِى وَ خِــيــارِى

قــد وَهِــمُـوا مَـنْ قــالـوا : فُــزْنـا

مـِـنْ عــمــلٍ مــــاضٍ أو جــــارِى

فَــعَّــــالٌ ربـــِّــى .. قــد قـــالَ ..

و مــا عَــمَـــلُــــكَ إلا أقْـــــــدارى

إيـمــانـُـك مِـنـِّـى .. فــى الـقـلـــبِ

و أفــعــالُــك .. فـعــلُ الـــقــهَّـــارِ

أنـا فــيــكـمْ .. أوَ لـسـتَ ترانى !!

بــفـــــؤادِك .. لا بــالأنـــظـــارِ !!

الـعـيـنُ لِـمَا حولَــك .. فـافـهــمْ ..

و الـبـاطــنُ .. مــا أنـــتَ بـــدارِى

و فــؤادُك لـلــبــاطــنِ يــنـــظُـــرُ

وَ لَــهَـــــذا نـِــــعْــــمَ الإبــصـــــارِ

مقتطفة من قصيدة ” من أنفسكم – باب المناجاه ” – ديوان ” الرشيق ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com

هو في روحك بنوره و تعاليمه

عندما يقول تعالى : { لَّقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينََ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } .. سورة التوبة آية : ( ١٢٨ ) .

فأفهمها إذا بالمعنى القريب إلي قلبي … الإيمان فيك سجية ، و نور الله فيك … و ما جاء رسول الله بجديد عليك من خارجك … بل هو في روحك بنوره و تعاليمه و آدابه دون أن تدري ..

من أقوال عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com

بــِـغِــنـاك .. أنـا الأغْــنَى عَــبْـدًا .:. و الـــــذلُّ ردائـــــِــــى و إزارِى

أنا ربــِّى مـنكـــمْ أسـتحـــيــِى ..

و عطــاؤك لى فــيــضٌ جـــارِى

مــا أبـلــغُ حَـمْـــــدًا أو شـُكْــــرًا

و ثــــنـــــــاءً .. إلا إقــْـــــرارِى

مع نبـضِ الـقـلـبِ..و فى نَـفَـسٍ

إخــفــاءُ الـشـكـرِ .. و إظهـارِى

لا أبــدًا أشـــبــعُ مِــنْ فَــضْـلٍ ..

و إلــيـــك أُقـــــدِّم إِعْـــســــارِى

بــِـغِــنـاك .. أنـا الأغْــنَى عَــبْـدًا

و الـــــذلُّ ردائـــــِــــى و إزارِى

يــا عِـــزِّى بــِجـــلالِ كــمــالــِكَ

و الــعـبـدُ لـكـمْ .. تـاجُ فَــخَارِى

لــكـنـِّـى .. لــم أطــلـبْ شــيــئـا

أو أرجــو بــعـد اســتــغــفــارِى

إلا أنْ تــجــمَــعَــنـِى ربـــِّـــى

فى الــدنـيـا بـالــنــورِ الـسـارِى

مقتطفة من قصيدة ” من أنفسكم – باب المناجاه ” – ديوان ” الرشيق ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com

لا تـطلـبْ .. فالعبـدُ يـُـسَـلِّـمُ .. .:. فــالــخِـيــرةُ شــــأنُ الأحـــرارِ

يـــا ربُّ .. و حكمـتـُـــكُ الأعـــلى

و قـــضــاؤك .. نـِـعــــم الأقـــدارِ

و الـرحمـةُ تـُـسْـبَـقُ بـاللـطـفِ ..

و عــطـاؤك كـالـنـهـرِ الــجـــارِى

لا أفــهـمُ خــيــــراً مــن شَــــرٍّ ..

أوْ أُحْـسِـــنُ طــلبـى و خــيـــارِى

يا ربُّ .. أنـا العــبـــدُ .. و إنـــى

أُشْــــهـــدكُــمْ ذا فــى إقـــــرارِى

يـــا ربُّ .. و إنـــك تــُحــبِـبـُنــى

و الـحَـفَـظَـةُ تـَحْــمِـى أســـوارِى

تـَخْـتَــارُ لـِحِـزْبـِــكَ مَــنْ شـِئـتــمْ

بــالــفضـلِ .. وَ أَكـْــرِمْ بـِخيـــارِ

وَ تـُـهـــادى إنْــعــامــًـا رُوحِـــى

فُــرْقَـــــانـــــا مـنـــك لأفـكــارِى

أَتــرانـى مـــولاى .. بــِجَــهْـلـى

وَ حَيائى .. أطـلــبُ أقــدارِى !!

ما شـئتَ .. هو الأفضلُ دَوْمـًا..

و الشـكــرُ .. ردائـــى و إزارِى

أنا عـبدُك .. يــا عِـــزِّى فَـخْــرًا

تـسـليمِـى .. عِــزِّى و فَخَــارى

قد قلتَ ــ و أمْـرُك لـى حَــقٌّ ــ :

لا تــســـألْ عـــن أمـــرٍ جــارِى

لا تـطلـبْ .. فـالعبـدُ يـُـسَـلِّــمُ ..

فــالــخِـيــرةُ شــــأنُ الأحـــــرارِ

و الــعـبـدُ لـدينـــا .. فى عِــزِّى

هــــو مَــلــِـكٌ عـنــد الأبــــــرارِ

أنـا فـيـــه .. فــإنْ قـــال فَعـَـنـِّى

وَ كلامــى مــنـه .. كـإقــــرارِى

لــكـــــنْ مـــن أدبٍ و حــيـــــاءٍ

لا يَـــــرْضَـــى إلا بـــخِــيــــارِى

فَـضْلِـى يـأتـيـك مـتى شِئـنـــا ..

وَ تـُـــــنـَـظِّـــــمُ ذلــك أقــــدارِى

مقتطفة من قصيدة ” من أنفسكم – باب المناجاه ” – ديوان ” الرشيق ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com

يا عبدى .. مالَــكَ فى الدنـيـــا .:. إلا مـــــــا قَــــدَّمْـــــتَ لـِـدارِى

يـا عبـدى .. دعْ عــنك الدنيــا

فــالــدنـيــــا عـنـدى كَـغـُـبـــارِ

كجـنـاحِ بـعــوضٍ .. بل أدنــى

مِــنْ رِجْلِ الـحَــشــرةِ أو فــارِ

إنْ تـــأخُـــــذْ مــنـهـا أطنـانـًــا

تــتـرُكـه .. لـِـتـعــودَ الـعــارِى

يا عبدى .. مالَــكَ فى الدنـيـــا

إلا مـــــــا قَــــدَّمْـــــتَ لـِـدارِى

يـا عـبدى .. إنْ تُـحْبـبْ نورى

أجــعــلْــك كـنـَـجــمٍ سَـــيَّـــــارِ

فـى الـدنـيا مَـلِكًـا مَـحبـُوبــا ..

و يــهــابـُــك أقـصـى الفُـجَّــارِ

و المـلأُ الأعــلى يـخطُـــبُكُمْ ..

كــعــروسٍ بــيـن الأصـــهــارِ

ما تــطلـبُ .. أعطيك بجودٍ ..

مـــــا أمـــنــــعُ إلا الأضـــرارِ

مقتطفة من قصيدة ” من أنفسكم – باب المناجاه ” – ديوان ” الرشيق ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com

يـا عـبــــدى .. مـــا روحـُــك إلا .:. مِــنْ مَــجْــلَــى سِـــرِّ الأســــرارِ

أنا حقٌّ .. و الـغـيـرُ ســرابٌ ..

ســبــحــان الـلــَّـهِ الـــســـتَّـــارِ

فـى نَـفْسِـك قُدْسِـى إنْ تـنــظــرْ

بــفـــــؤادٍ .. لا بــالأبــصـــــارِ

و”العرشُ”..و”كرسىُّ العظمةِ”..

فـى رُوحـــك .. أُظْهـِـرُ و أُدارِى

يـا عـبــــدى .. مـــا روحـُــك إلا

مِــنْ مَــجْــلَــى سِـــرِّ الأســــرارِ

أَعَـرَفْتَ ” محمَّـدَنا ” عنــدى !!

مـــرآتـى .. شـمــسُ الأقمــارِ ..

أودعـتُ ” محمَّـدنـــا ” سِــــرِّى

وَ صَــــلاتـــى نــبــعُ الأنــــــوارِ

إنْ حُــبًّــــــا صـلَّـيــتَ عــلــيــــه

ضـَمَمْــتـــُك للحـــزبِ المختــــارِ

يـا سـَـعـدَكَ عــنـــدى يـا عِــــزَّك

بســــلامٍ منــى .. و جـِــــــوارى

” الـكـعبـةُ ” .. قـِـبلـةُ أجســــادٍ

و أمـــانـى فــيهــا .. و مَــزارِى

و الـقـبـــلــةُ لـلـروحِ .. الـــروحُ

و فـى بـيـتى .. يـسكنُ عُـمَّــارى

و الـروحُ الجوهــرُ .. فى جَـسَــدٍ

يَــبْــــلَـى فــى الـدنــيـــا كــدِثـــارِ

“فالبيتُ المعمورُ”.. و” قدْسى”

فى روحـك .. مـَجــمَـعُ أنـــوارِى

مـا وَسِــعَــتْ أرضِــى و سمـــائى

إيـــــاى .. لـِعـــظـــمـةِ أقــــدارِى

لـكـنـِّــى فى قـــلـبِ الــمؤمـــنِ ..

و الـروحِ الأسمـى .. أنا ســـارِى

مقتطفة من قصيدة ” من أنفسكم – باب الشهادة ” – ديوان ” الرشيق ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com

هذا التعلق للأرواح بربِّها وحبها له ، قد نشأ منذ أن خلقها الـلَّـه تعالى وخاطبها ” ألست بربكم ” يوم العهد والميثاق الأول …

  • لقد ضرب الـلَّـهُ لنا فى حياتنا أمثلةً لكل شهوةٍ ولذة ترتوى بها النفس وتسعد بها .. والدنيا ترابية فانية .. ناقصة لا أمان لها ولا فيها .. ولكن الـلَّـه تعالى يقرب إلينا المعانى العلويَّة السامية حتى ندركها بأرواحنا العالية …
    راحة النفس فى الدنيا .. بالأمن والأمان … والـلَّـه تعالى هو المؤمن .. السلام …
    وسعادة النفس فى الدنيا .. بدوامها بالشراب والطعام … وفى الجنة طعام وشراب …
    وسعادتها فى الدنيا .. بالزواج والنكَاحِ .. فجعل الحُورَ العين فى الجنة ….
    وسعادتها فى تمام صحتها وأُنسها .. وجعل نعيم الآخرة ليس فيهِ نصبٌ ولا لُغُوب …
    وراحتها فى حب الامتلاكِ والغنى .. فأغناها الـلَّـه فى الجنة ومَلَّكَهَا من نعيمه …
    فكل شهوة لها فى الدنيا … وعدها الـلَّـه بمثلها فى الآخرة ….
    وكل ما تكرهه فى الدنيا … أمَّــنَهَا الـلَّـه منه فى الآخرة …
    ولكن ما أبعد الفرق بين سعادة النفس فى الدنيا الفانية الزائلة .. وبين سعادتها فى الآخرة .. وبما وعدها الـلَّـه به ، من نعيم مقيم من أنوار الـلَّـه تعالى الدائمة العليَّةِ …. فنحن إذا تكلمنا عن الحُبِّ للأنْفُسِ .. وكان هذا الحُبُّ لمخلوقٍ أيًّـا كان … وهو ترابىٌّ فانٍ .. ما بين زوجةٍ .. أو ولدٍ .. أو أى حُبٍّ دُنيوىٍّ … وما يجده المحب من لوعة وشوق يعذِّبُهُ ويضنيه ، وبين وَصْلٍ يُسْعِدُهُ .. ورضاً من المحبوب يرضيه وينعِّمُهُ .. ولكِنَّهُ فى النِّهَايَةِ حُبٌّ ليس بالدائم .. ووصلٌّ ليس بالمُطْمَئَنِّ إليْهِ .. ومحبوبٌ فانٍ مآلهُ إلى تراب .
    فكيف إذا تعلقت النفس والقلب بالجمالِ كُلِّهِ .. والكمالِ كُلِّهِ .. والطُهْرِ كُلِّه والعظمة كـلِّهَا .. والأزلية المطلقة .. والأمن والأنس الدائم .. والسلام الذى ليس بعده خوف ولانصب !!!
    يقول تعالى :
    قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَٰنُكُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍۢ فِى سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَٰسِقِينَ )

  • فالـلَّـه سبحانه وتعالى ضرب لك مثلا لحبك وسعادتك بما وبمن تحب فى الدنيا ، ولكنه يرفعك من الترابية الفانية .. إلى الأنوار القدسية الخالدة الخالية من كل عيب.. الكاملة فى صفاتها وسعادتها …
    وهذا التعلق للأرواح بربِّها وحبها له ، قد نشأ منذ أن خلقها الـلَّـه تعالى وخاطبها ” ألست بربكم ” يوم العهد والميثاق الأول …
    والـلَّـه سبحانه وتعالى كلامه منَـزَّهٌ عن الصوت والحرف والكلمة بمفهومنا .. فالكيفية مجهولة ، ونحن نسلم بها إيماناً وتصديقاً …
    ولكنَّ الـلَّـه تعالى الجميل .. خالق النعيم .. ورب النعم .. فيه الجمال كله والجلال كله .. والكمال كله .. فاهتزت الأرواح طَرَبـًا وسعادة بهذا النداء العلوى المقدس .. فبدأ عندها الحب والشوق ، وتمنى الوصال والسقيا من هذه الأنوار القدسية والجمال الأبدى ….
    ثم كانت الحجب فى البرزخ .. وفى الأرض .. فصارت الأرواح أشد شوقاً ومحبة لـلَّـه تعالى … وعلمت النفس معنى الحُبِّ والأُنس والسعادة …
    ولكن النفس لها وجه إلى الروح أو القلب .. ولها وجه إلى الجسد الترابىّ .. فجعلت النفس تبحثُ عن سعادتها .. ووسيلتها فى ذلك الجسد … وتفكيرها محصور فى عالم المادَّة ، التى تعيش فيها … فبدأت تُمَارِسُ ألوانـًا من الحُبِّ بحواسِّ الجسدِ ومشاعره ، لِمَا ومَنْ حوله من الكائنات ..
    ولكنها فى النهاية سوف تَجِدُ أَنَّ حُـبَّهَا للدنيا وما فيها هو كالسراب .. وما فيه من حقيقة ولا خلود …
    فإذا ارتفعت النفس بأنوار الروح ، ومالت عن عالم الجسد .. بدأت تبحث عن سعادتها بالأنس والائتلاف بالأرواح الأخرى المتشابهة معها … وظهر نوع من الحب أسمى من الأول ، لخروجه من عالم المادة …
    فإذا ما كشفت الروح عن بعض حُجُبِهَا .. وصُقِلَت النفس بأنوارها .. علمت النفس حقيقةً أنَّهُ لامحبوب يستحق المحبة .. وتجد به سعادتها وسلامها وأمنها .. إلا الـلَّـه تعالى .. الجمال والجلال والكمال المطلق .. وجَلَّ جلال الـلَّـه ، وعز جاهُهُ ، وتقدست أسماؤه وصفاته ….

مقتطفة من كتاب ” أنوار الأحسان (أصُول الوصُول ) – الباب الرابع ” – لكتابه الإمام عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com

لا تـَـنــظـــرْ إلا فـى نـَفْــــسِـــك .:. بالـمِـجْــهَـرِ .. أوْ بالمِـنـظارِ ..

يـا ربُّ .. رأيـتُـك فـى خـَلْـقِـك

فــى بـحــرٍ .. أو فـى الأنـهـارِ

أو فَـلَـكٍ .. و نـجــومٍ .. تـبـدو

أو قــمـــرٍ .. عـــند الأسحـــارِ

أو طِـفـلٍ .. بـل فى حيـوانٍ !!

أَوْ وَحــشٍ فى قَـفْـرِ صَـحـارِى

يا ربِّـى .. قــصَّــرْتُ يــقــيــنـًا

قـال : انـظــرْ مَـظهـرَ أسرارى

قلــتُ : و قــد عـانـيـتُ كـثـيـرًا

كى أَخـرُجَ من سِجْــن إســارى

لَــمَّــا أنــعـمـتــــمْ بـالــفـضــــلِ

و كـاشَـــفَـنِــى سِــــرُّ الأنـــوارِ

و أفـاضَ .. و أدخلنى الحضرةَ

لــتكــونَ مَــقـــرِّى وَ مَـــزَارِى

قال : قـد اخـتـرنـــاك لِـتَـكْـتـُـبَ

إنْ نَــثـْـرًا .. أو فى الأشــعـــارِ

لِـــتُــعَـــرِّفَ قَــومَــك أنـــوارِى

و تـُــبـَـيــِّـن مــعــنــى الأنــوارِ

كـاشَـفْـنـاكَ .. و عـنـكَ رَفَـعْـنـا

بـعـضـًا مـن حُجُبـِى و سِـتارِى

قــلــتُ : تـبــارك ربـِّــى فــينــا

قال: اصمتْ..و احفظْ أسـرارِى

لا تـَـنــظـــرْ إلا فـى نـَفْــــسِـــك

بالـمِـجْــهَـرِ .. أوْ بالمِـنـظارِ ..

وَ تَـرَيـَّـثْ .. سأُريك عجيبــا ..

وَ أُعـيــرُك مِـنـِّى إبـصـارِى !!

و نـظرتُ إلاهى .. فوجدتـُكَ ..

و احـــتـَــرَقَـــت كـُـلُّ الأغـيــارِ

مِـن بَـعْـدِ جـبالٍ .. و بحــورٍ ..

بل غـابـاتٍ .. بــعـدَ صحـــارِى

و نـجومٍ ..و الـشمسِ..و قمـرٍ..

و كواكـبِ فَــلَــكٍ سَــيَّــــــارِ !!

وَ وَجَـــدتُ خـــلائــــقَ أكـــوانٍ

أنواعـًا .. و الوَحْــشَ الضارِى

وَ عَلَـوْتُ .. و إذْ بــى أنـــظُـــرُ

مــلـكــوتــًاً فــى سَـيـْـــرِ مَــدَارِ

و البرزخَ .. و جنانَ نــعـيــمٍ ..

و جـهنــمَ .. و عذابَ الـنــارِ !!

مقتطفة من قصيدة ” من أنفسكم – باب الشهادة ” – ديوان ” الرشيق ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com

قالوا نُوَحِّـدُ رَبَّنَا .. قُـلْتُ : اعلموا .:. أنَّ الرسول “محمدا ” ميثـــــاقى

فافتَـــحْ لَكُــمْ قلــباً .. وَنــوِّرْ بالـذى             

قـد ذقتَ روحَ العـاشِـــق المشتـاقِ

بمحمدٍ ”وجهى وكأسى والطِلا ..      

وهــو الشــرابُ ونــورهُ والســـاقى

فافهمْ فـإنَّ القومَ قــد جــهلوا لنا             

هــذى الكنــوز وغــرَّهــمْ إشفـاقى

قالوا نُوَحِّـدُ رَبَّنَا .. قُـلْتُ : اعلموا          

أنَّ الرســول “محمدا ” ميثـــــاقى

والعُروةُ الوثقى ” وَحَبْلُ صِلاتنا       

وكــلِّ أســقــامِ النُــهَى تِــرْيـــاقى

 فاحفظْ لنـا عَهــْدًا بـه وبـحبلــهِ            

تَجِدِ الخــــلاصَ لـديه فى إطـــلاقِ

صلَّى عليهِ الكونُ يـوم خلـقْـتُـهُ            

مِنْ قَبْـلِ “ آدمَ ” كــان فى إشراقِ

مقتطفة من قصيدة ” السِّر ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.alkousy.com