يــا ربِّـــى .. أنـــا مــنـــك كــــــلامٌ
وَ بــِــنـَـفْـخٍ مـــنــك بــأحــجــــارِى
نــفْــخَــتـُـكــمْ حـــيَّـــــرت الـكـــونَ
و مـا فــيــه .. فــى أصــلِ قــرارِى
قُــدَّامـى .. أنــظــرُ .. فــأراكـــمْ ..
أوْ خــلـفـى .. بــل عـنـد يــســارِى
أَوْ فــوقـِـى .. حـتـــى إِنْ أُغْـمِــضْ
عَـيْـنَـىَّ .. و أسـكــنُ فـى دارِى !!
فأراك .. و حَـــقِّـــكَ .. فى ذاتى ..
و جـــلالُــــك يــمــحــو آثـــــــارِى
لا أنـــا مــــوجـــودٌ .. حَـــقــًّــا !!
أنا حَــقًّــا كـالـطــيـفِ الـسـارِى !!
أبــتــســمُ لـِــحـبـِّــك لــى .. وِدًا ..
و أقـــــــولُ : تــبــــــــارك زُوَّارِى
فَـتُـبَـاسِــطُ قـلـبـى .. بــِـتَــجَــلٍّ ..
و الـعَـقلُ .. يُشكِّك .. و يُمَـارِى !!
أسْــمَـعُـكَ .. تـُــحَـادِثـُـنـى دَوْمـــًــا
فَـــأَرُدُّ .. و مــا نَــفَـدَ حِــوارِى !!
مِــنْ غــيـــــرِ كـلامٍ أو نـُـطْـــقٍ !!
كـالوَتَــــرِ .. يُـهَــدْهِــد قِــيـثـــارى
يــا ربِّــى .. أنــا فــيــك مـحــبٌّ ..
بــلْ حُــبِّــــى أفْــنَـى آثـــــــارِى !!
مَــا حَــقٌّ مــوجـــــودٌ غـــيــرُك ..
مِـــنْ حــولــى .. أو بـيـن دِثـــارِى
تُــضْـحـِـكُـنـى بــِـصِـفـاتِ الـــوِدِّ ..
وَ يـَبـكـــيـنــى مــِنْــكــمْ .. أوزارِى
تُــحـيـيـنـى بــِصـفـــاتِ جـلالــِكَ ..
تَــقْــديــسـًـا .. يَـــمْــحُــو آثــــارِى
لا حَـــــدٌّ لــوجــــــودِى أبــــدًا ..
فــوجــودُك عــيـنُ اسـتِـحـضــارِى
مَــنْ يــعــرفْ هـــذا يـــتـــذوقْ ..
كــالــــواقِـــفِ عــنــد الــعــطَّـــــارِ
يَــشْــتَـــمُّ .. و لا يَــفــهــمُ أبــــــدًا
مـا مــعــنـى عـــطــرِ الأزهـــارِ !!
لا يــنـــطـــقُ أبــــــدًا بــبــــيـــــانٍ
لِـيـوَضِّـحَ مـعــنـى اسـتـشـعــارِ !!
يــا ربُّ .. تــبــاركــتَ وُجـُــودًا ..
كــالـمِـسْــكِ وَ عَــبَــقِ الأشـــجــارِ
لا يُــــعـــــرفُ ذاتٌ .. أو كُــــنْــــهٌ
أَوْ حــتــى نَـــبْـــعُ الإصــــــدارِ !!
ســبــحــانــــك ربِّـــى .. لا مــِثــْـلٌ
لِــصــفــاتِـــك يـــشـــرحُ إقـــرارِى
أنـا فيـك .. و يومـًا .. أنا منكـمْ !!
بــل بَــيْـــن الـبَـيْــنِ اســتـنــكـارِى
مـا يـَـحْـــلُـــو لــى إلا الــعــبـــدُ ..
و الــرحـمــةُ بــــابُ الــغـَــفَّــارِ ..
مقتطفة من قصيدة ” من أنفسكم – باب المناجاه ” – ديوان ” الرشيق ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى