أنا عبــده والعبدُ ليس لـه اختيــارٌ
فهـو المُهـَـــيْمِنُ وهو درعٌ واقٍ
ما ثَــمَّ غيــرُ اللّه فى كُـلِّ الـورى
وأنـا كَظـِلِّ اللّـــــهِ حيثُ تُـلاقى
الأمـرُ مِنـْــــهُ وطـاعَتِــــى حُبـًّا له
أنـا سـاجدٌ للقُدْسِ فى الآفـاقِ
مـا رُوحِىَ التفتــَـتْ لغيرِ كـلامهِ
أو زاغ قلبى عن رضـا الخلاقِ
*****
كنتُ الحبيبَ له .. فقال لىَ:التزم
برحابِ “أحمدَ” صفوةِ الخلاَّقِ
وإذا بنورِ “المصطفى” يغشى النُهى
كالشمسِ بعد الليلِ فى إشْراقِ
قال: الحبيبُ “محمدٌ”…أتحبـُهُ !!
فأجبتُ يا اللّه !! أنت السـاقى
ولأنت تعلمُ سيـِّدى حُبِّــى لـَهُ
من يومِ قلتُ “بلى” طَغَتْ أشواقِى
*****
قال الحبيبُ “المُصْطَفى” : أقبلْ إذاً
والزمْ رحَـابى والتحقْ بِرفـاقِى
إنَّ العُبـودةَ يـابُنىَ هـى الـذُرا
والعبـدُ للرحمنِ دومـــاً بـَـــاقى
مـا يعــــرفُ الرحمـنَ إلاَّ عَـبْــدُه
فضلاً من المـولى بغـــيرِ نفــاقِ
إلزم رحـابى كى أُرِيكَ عجائِـباً
من صفوةِ الأسـْـــرارِ بالإحقَــاقِ
كُنْ دائمـاً خلفى وكُن مُـترقبـاً
لا تخشْ من زيغٍ ولا إخْـــفــاقِ
إنــِّى أنـا العبـدُ المكـــرَّمُ عنـده
واختارنى جُـــوداً على الآفـاقِ
إنْ تلتزمْ بِىكُنتَ عندى ظلَّنـا
والظـلُّ فـيه حقـيقتى ومَـذاقى
إنــِّى بُنىَّ ضمينُ مَنْ قد جاءنى
نـورى بهِ يعلو على الأعنــــَـاقِ
“موسى” و”عيسى” بلْ وكل الأنبيا
عندى كأولادى لهـم إشفاقى
*****
والأوليـاءُ… إلى القيامةِ كُلُّهم
فى العُرْوةِ الوُثْقَى بعقْدِ وِثـاقى
أتحبُنى يـا عبدُ !! قلتُ: تبـارك
الرحمنُ .. أنت الروحُ فى أعماقى
واللّه يـانـُــورَ الوجـودِ وسـِـــــرَّهُ
إنى أمـوتُ إذا ذكرتُ فِـراقى
من يومِ قلتُ “بلى” ونورُكَ ظاهرٌ
والعقـلُ طاش كرقيةٍ من راقى
ورأيتُ كل الخلقِ يسرى نورُكُم
فيه كمـــاءٍ قد سرى للــــــســـاقِ
وسمعتُ من ربِّى وكُـلِّ خلائقِ
الرحمنِ صلواتٍ عليك تُسـاقى
فسجدتُ للّه العظيـمِ وقلتُ: يـا
اللّه عنـد “محمـدٍ” ميـــــثــاقى
من يومِها يـاسيدى أنا سـاجدٌ
دومـاً عليـكَ مصلِّيـاً بِـــــــرِواقى
أرأيتَ هـذا سيدى حبـاً لكُـم
أمْ أنَّ عقلى طاش فى الآفاقِ !
مقتطفة من قصيدة ” العُبُودَة ” – ديوان ” العقيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com