هي سرُّ الله تعالى في الإنسان ……
وهي من الملأ الأعلى … أي من أعلى عوالم الملكوت … وهي غير ” الروح القدس ” ، وغير ” الروح الأمين “، وغير ” الروح من أمر ربي ” الذي سألَ عنه اليهودُ رسول الله صلى الله عليه وسلم …
وهي نورانية بحتة .. مؤمنة بفطرتها .. موحدة بطبيعتها .. مكانها البرزخ … وعرشها قلب العبد … وعينها الفؤاد … ونظرها إلى الله تعالى لا تغفل عنه … ولها نظر يروح ويجئ إلى النفس والجسد كما قلت سابقا …
هي محلُّ تجلِّيات الله تعالى في الإنسان … وهي تنير القلب بنور التجلِّيات الإلاهية ..والقلب ينير النفس بهذه الأنوار …. فتدفع النفسُ الصالحةُ الجسدَ للعمل الصالح المبرور …
وكذلك نور الأعمال الصالحة المبرورة يزيد في أنوار النفس البشرية ، فيزداد نور القلب من أنوار النفس ، فيسطع نور القلب على الروح فتزداد نورانية وسعة واستعدادا لقبول التجليات الإلاهية .
والعكس صحيح … فإن السيئات وأعمال الفجور – والعياذ بالله – تزيد النفس إظلاما فيظْلم القلب بإظلامها ، فيطمس جزءا من أنوار الروح الفطرية فيها ، فَتُحْجَبُ عن تقبل الأنوار الإلاهية ، وتنزل من مكانتها التي كانت عليها .. حتى تُحْجَب عن الله تعالى بالكلية نتيجة لأفعال العبد من السيئات …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 76
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا