بسْمِ المُصَوِّرِ بارىءِ النسماتِ
واسـمِ البديـعِ مُسَـخِّـرِ الكلماتِ
يا ربُّ..مِنْ وَحْى الرسولِ ونُورِهِ
و بأمْـرِه أُهْـدِى إليـهِ صَـــلاتى
يا ربُّ صَلِّّ على الحبيبِ”المصطفى”
أعلى و أسمَى أنورَ الصلوات
مِن نورِ ذاتك للحبيبِ”المصطفى”
فَتُفَجِّرَ الأسرارَ فى المـِشكاةِ
مِن نُورِ”سِرٍّ..قَاطِعٍ..نَصٌّ..له..
حِكَمٌ..وَ ياءٌ..”شَعَّ فى الآياتِ
يا ربُّ فاجْعلها حـيـاةَ قـلـوبنا
عَيْشا و حَشْرًا بعد قبرِ مماتى
*****
يا ربُّ..بالنورِ المُقَـــدَّسِ سِرُّه
و بما سرَى فينا مِن النفحاتِ
يا ربُّ صَلِّّ على الحبيبِ”المصطفى”
أعلى و أسمَى أنورَ الصلواتِ
مِن نورِ ذاتك للحبيبِ”المصطفى”
فَتُفَجِّرَ الأسرارَ فى المِـشكاةِ
مِن أصْلِ مشكاةٍ لِعينِ عُيُونها
منـكمْ إليـكمْ..سرُّهـا فـى الـذاتِ
مِن نُورِ قدْسِك سيِّدى..ولِنورِه
مَــدَدٌ بـه أعـلـى الــتَــجَـلــيَاتِ
مِن مظْهَرٍ فى جَوْهَرٍ يحْيَا به..
أو جَـوْهَرٍ يـبـدو مـع اللفَــتاتِ
فى باطنِ الملكوتِ..لكنْ سِرُّها
فى مَظْهَرِ الرحموتِ كالنسماتِ
حَتى يُقالُ : صِفـاتهُ فى ذاتِه
هى مُقْتَضَى الأنوارِ فى المشكاةِ
*****
يــا مَـن يوَحِّــدُ رَبه فى قُدْسِهِ
ما بين نفْىِ الـغَــيْرِ و الإثــباتِ
وَحِّدْ بحَقٍّ..كُلُّ شئٍ هـالــكٌ
إلاهُ..جــــلَّ بـذاتـهِ وَ صـِفـاتِ
لا الإسمُ أو نَعْتٌ و لا صِفةٌ له
تبْدِىِ بحَقٍّ غيرَ سِـرِّ الــذاتِ
الكونُ كـلُّ صِـفَـاتهِ فى ذاتــهِ
ظلٌّ بـدا فى صَـفـحَـةِ المـِرآةِ
وَوُجودُه حقٌّ..و كلُّ سوىً لهُ
بدَا فى عـلْـمـهِ كَــذَواتِ
ما ثَمَّ إلا اللَّــهُ جَــلَّ جلالُهُ
وَ الغـيْرُ ظِلٌّ..ينـْتَـهِى بمَــواتِ
*****
يا ربُّ صَلِّّ على الحبيبِ”المصطفى”
أعلى و أسمَى أنورَ الصلوات
مِن نورِ ذاتك للحبيبِ”المصطفى”
فَتُفَجِّرَ الأسرارَ فى المِشــكاةِ
مِن نُورِ”سِرٍّ..قَاطِعٍ..نَصٌّ..له..
حِكَمٌ..وَ ياءٌ..”شَعَّ فى الآياتِ
“و”الروحُ”منفردًا يعيشُ بسرِّها
و بنورِها يسْمو على الحَضَراتِ”
(مرتان)
يسْقِى الخلائقَ نُورَها مُتَباهيا:
السرُّ فِىَّ..و فِى خَفِىِّ صفاتى
وَجْهانُ لى..وجهٌ إليه..وَوِجْهَتى
لِلَّـهِ رَبــى بــارِىءِ النــسماتِ
هذا”المُحَمَّدُ”..وهُوَ”أحْمَدُ”كونِنا
هذا هو”المَحْمُودُ”فى الصلواتِ
مِن نورها تحْيَا الخلائقُ كُلُّها
وَ يَـدُقُّ قَـلْـبُ الكـوْنِ بالنبضاتِ
كُلُّ الخلائقِ والملائكِ تسْتَقى
منها..وَترْشِفُ أقدَسَ القَطَراتِ
تحْيَا بها كلُّ القُلوبِ و تَنْتَشِى
الأرواحُ فى حالٍ من السكَراتِ
فتَهِيمُ ساجدةً بنورِ”مُحَمَّدٍ”
للهِ تَسْجُدُ أعظَـمَ السَجـــَداتِ
حتى يُصلِّى الكونُ مِنها دائمًا
و تصِيرُ نَبعَ الخيرِ و النفــحاتِ
*****
يا ربُّ صَلِّّ على الحبيبِ”المصطفى”
أعلى و أسمَى أنورَ الصلواتِ
مِن نورِ ذاتك للحبيبِ”المصطفى”
فَتُفَجِّرَ الأسرارَ فى المِشكاةِ
مِن نُورِ”سِرٍّ..قَاطِعٍ..نَصٌّ..له..
حِكَمٌ..وَ ياءٌ..”شَعَّ فى الآياتِ
“و بِنورِها”المهْدِىٌّ”يرفعُ رايةَ
التوحيدِ للأعلى على الهاماتِ”
(مرتان)
و بسرِّها يَهْدِى القُلُوبَ بنورهِ
فيـصيرُ منه كـصــورةٍ لِلْــذاتِ
و يقُولُ:غَيَّرنا النُّفوسَ بنُورها
و حُروفُــهـا فـازت بخير صِـفـاتِ
هى حَرْبَتى والسيفُ لى..بَلْ مِدفعى
دِرْعِى..وَسَهْمِى..فى حِمَى الجَوَلاتِ
مِن بعدِ”بسمِ اللَّهِ”..و”الـتكبيرِ”..كَمْ
سـيـكونُ لِـى فيـها مِنَ السَطَّواتِ
يا ربُّ فانــصُرْنــا و ثبِّـت قلبَنا
بالـروحِ منـك معَـاركِى ونـجَـاتـى
*****
يا ربُّ صَلِّّ على الحـبـيبِ”المصطفى”
أعلى و أسمَى أنورَ الصلوات
مِن نورِ ذاتك للحبيبِ”المصطفى”
فَتُفَجِّرَ الأسرارَ فى المِشكــاةِ
مِن نُورِ”سِرٍّ..قَاطِعٍ..نَصٌّ..له..
حِكَمٌ..وَ يـاءٌ..”شَعَّ فى الآياتِ
يَرْضَى بها”جَدِّى”..فـَتشرحُ صدرَهُ
و تَفُوحُ منها أعظمُ الـبَرَكـاتِ
فيقولُ : هذا العَبْدُ فـاز بحُبِّنـا
لمَّا تناهَـــى حُــبُّـــه لِلْـــذاتِ
ويقُولُ: سِرِّى قد سَرَى فى روحِهِ
فصلاتهُ بلَغتْ مدَى الغـايــاتِ
هو”خازنُ الأسرار”..منه تَنَاثرتْ
أنـوارُنا..فَعَلَـتْ علَـى الظلماتِ
إنِّى قبلْتُ صلاته..وصلاة َمَنْ
صَلَّى عــلَىَّ بـهـا..و لـو مَرَّاتِ
أوْ إنْ تَلَى شَطْرًا..وأنشَدَ بعضَها
أو عاش معناها مع الكلمـاتِ
و رَفعْته عِندى..و صَار كَظِلِّنــا
حيًّا و مَـيْتـــا فيه نورُ صِفـاتــى
وأخَذْتهُ..والأهلَ مِنهُ..وصَحْبَه
أدخلتُهمْ حِزْبى..و فى مرضاتى
وأنا الكفيلُ لِعَيشِهِمْ..أو قَبرِهِمْ..
أو حَشْرِهِمْ..و لهمْ عظيمُ صِلاتى
يا ربُّ فاقبلـهـمْ..فـإنِّى عـنهـمُ
راضٍ بما يتْلون منْ صلــواتِ
إنِّى رَضِيتُ..فَكُنْ إلاهىَ راضيا
عَنْهمْ..وَ جُدْ فَيْضا مِن الخيراتِ
*****
يا ربُّ صَلِّّ على الحبيبِ”المصطفى”
أعلى و أسمَى أنورَ الصلوات
مِن نورِ ذاتك للحبيبِ”المصطفى”
فَتُفَجِّرَ الأسرارَ فى المِشكاةِ
مِن نُورِ”سِرٍّ..قَاطِعٍ..نَصٌّ..له..
حِكَمٌ..وَ ياءٌ..”شَعَّ فى الآياتِ
“يا ربُّ فاقْبلْها..وَ زِدْ”للمصطفى”
كَلَفِى وَحُبِّى..غارِقًا فى الذاتِ”
(مرتان)
و إليهِ عِطرُ سلامِكـمْ و كَـمـالهُ
و عليه منكمْ منتهى البركــاتِ
*****
مقتطفة من قصيدة ” الفيض(2) ”
ديوان ” الرشيق (14) “
مقتطفة من الصلوات القدسية القوصـيـة ديوان ” فى حب أشرف البرية ” – شعر عبـد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com