قــــلْ لى : مـاذا قالَ ” الجَدُّ ” ؟
علَـيْــهِ صَـلاةٌ فـاحَـتْ عِـطْــرْ
قـلـتُ : عـلَـيـْــهِ صَــلاةُ الـلَّـــه
أتانى الجمْـعـة بـعد الـعَـصْـرْ
وَ كـنتُ يَـقـيـنـاً يَـقِـظـاً أُدرِكُ
مــا حَوْلى .. بلْ كُلَّ الأمْـرْ
عانـَقــَنى وَ تـَـبَـسـَّـمَ بــِشـْراً
ثـُمَّ لَـثــَمْتُ يـَـداً وَ الـصـَّـدْرْ
قالَ : فأيْنَ قصائدُ شِعْرِكَ ؟؟
قلتُ : خَدِيمُـكَ عَبْــدُ الأمْـرْ
قالَ : اكْتُبْ .. ثـُمَّ ابْعَثْ دَوْماً
لى مَـا قلتُ لـكمْ مِنْ شِـعْـرْ
كلُّ قـصائـدكمْ هِى عِـنـدى
أصْـلاً .. أُوحـيـهـا بالـسَّــطْـرْ
خُـذْ مِـنـِّى ” قُــرآنَ الـلَّـــــهِ “
لَـكُـمْ أُهْدى فاحـفَـظْ بالـصدرْ
وَ عادَ فعانَـقَـنى .. فـحـضـنتُ
حبـيـبى منـتـشـيـاً فى فَـخْــرْ
زادَ الـنـــُّورُ فـكِــــدْتُ أذوبُ
وَ بَـسْمَــتـُـهُ نــُـورٌ بالـثــَّـغــــْـــرْ
فقالَ : وَ هذا “مُصْحفُ ربِّى “
كَى تـَـرْضَى روحـاً وَ تــُسَـــرّ
وَ اكـتُـبْ لى عَنْ سِـبْـطى رَداًّ
يـُـخـْـرِسُ كُـلَّ غــَـبــٍّى غِـــــرّ ْ
أبوك ” حُسَيْن ” .. رُدَّ علَيـْهِـمْ
غـيـْـبـَـتَـهُ فى فَـنِّ الشـِّــعْــرْ
*******
قلتُ : رسولَ اللَّـــه .. جـنـون
حَلَّ بـهِـمْ أمْ فِـرْيــَةُ شـَـــرْ !!
أنتَ القائلُ ” منكَ حسينٌ “
أى سُـمُـــوٍّ هــذا الـقَـــدْرْ !!
مَنْ أَحْـبَـبَــهُ صـــارَ حـبـيــبى
إِنْ فى القَلْبُ الحَــقُّ وَقَـــرْ
أَى كـَــلامٍ بـعـْـــدَ كــلامِـــكَ
فـيـه الـفَـصْـلُ لـهـذا الأمْـر !!
بلْ قَدْ زِدْتَ وَ قُـلْـتَ كلامـاً
لا يَــدْريــهِ سِــوَى مَـنْ بَــــرّ ْ
قـلتَ عـلـيـْـكَ صَـــلاةُ الـلَّـــه
“وَ إنـِّى مِـنـْـهُ” كَـرَسْـمِ صُــوَرْ
وَ لـمْ يَـفْـهَـمْ رِجــالُ اللــــــهِ
وَ لا الشــُّــرَّاحُ لِــهَــذا الـسِّــــــرّ ْ
فـنورُكَ فـيـهِ .. وَ نـَـسْــلٌ منـْــهُ
بـسِـرِّكَ فى الأكْـوانِ ظَـهَــــرْ
فإنَّـكَ فـيـهِـمْ حـيـثُ يـَـكونُ
الـنَّـسْـلُ الطـاهِـرُ خـيْـرُ بـَـشــَــرْ
وَ سَوْفَ يكونُ مِنَ الأسباطِ
” إمـَامٌ ” ليَجْمَعَ شَمْلَ القَصْـرْ
يـقــودُ الـخـلْـقَ بـنـورِ الـلَّـــهِ
وَ نـُــورُ الـلَّــــهِ بــهِ يـُـنــْــثــَــرْ
يـنـيـرُ الـقـلب بـحـبِّ الـلَّــــهِ
وَ إنْ كانَ مَيـْتاً وَ إنْ يـحْـتَـضِـرْ
فهذا”الحسينُ”وَ نورُ”الحُسيْنِ”
يُـمِـدُّ الـبـصـيـرةَ بـعـدَ الـبَـصَــرْ
مقتطفة من قصيدة ” الحسين ” – ديوان ” البريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى