ومن البديهي أن تكون أرواح الأنبياء ضمن هذه الأرواح .. بل هي أوائلها وأنورها … فإذا كانت روح ” محمد ” صلى الله عليه وسلم هي التي لها الرياسة والزعامة والقدسية العظمى والأبوّة المطلقة لهذه الأرواح بما فيها أرواح الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه .. فالآن تفهم ببساطة كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمام المرسلين .. لأنه من نور روحه صلى الله عليه وسلم سَرَت الأنوار إلى أرواح الأنبياء والمرسلين وهم بعدُ في عالم الأرواح .. فروح كل نبي معلّقة بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتشرب منها ما يناسبها ، وتأخذ منها ما سبق لها في علم الله أن تأخذ …
فهو الأصل الشامل الجامع ، والأنبياء فروع وصور منه صلى الله عليه وسلم تنوعت وتشكلت على حسب كل نبي وقومه وزمنه .
ألا تفهم من ذلك أن إيمانك هومن إيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه أبوك الروحي الذي يمدك من أنوار روحه عليه الصلاة والسلام …
نعم ” ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ” صدق الله تعالى .. هذا نسب الجسد والمصاهرة في الدنيا .. وهذا حق .. ولكننا نتكلم في عوالم الروح والملكوت فافهم رحمك الله .
لذلك فإن كل استمداد لروح مؤمن من تجليات الله تعالى وأنواره إنما يكون ذلك من استمدادها حقيقة من روح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهي محراب الأرواح وأب كل روح .. فلا يأتيك من الله تعالى نور ولا تجليات إلا من خلال روح محمد صلى الله عليه وسلم ..
والأرواح كلها قد خلقها الله في كينونة واحدة ، فكلها خلِقَت بأمر واحد من الله تعالى شأنه ، ثم اشهدها على نفسها يوم ألست بربكم ..
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 78
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا