وَهلْ فِـى المَعِـيَّـةِ إلاَّ الفَـنَـاء .:. وَبَـعْدَ الفَناءِ يكون الحُـضُورْ

أنا فـى المعِـيَّـةِ بعـد الجوارِ

تـبـــــــــارَكَ ربٌّ وَدودٌ غَـفـورْ

وَهلْ فِـى المَعِـيَّـةِ إلاَّ الفَـنَـاء

وَبَـعْدَ الفَناءِ يكون الحُـضُورْ

وما فى الفَنَاءِ وما فى الحُضُورِ

سِـوى صُـوَرٍ كالسرابِ تَـدُورْ

وما فـى الوجودِ سِـوى واحدٍ   

هُـوَ الحَـقُّ  والخَلْـقُ فـى جَـوْفِ صُـورْ

يـروح ويغـدو وفـــــيـه الفنـاءُ

كَـظـــــــلٍ تَــــــراهُ لأصـــــلٍ كبـــــيرْ

وأنـت ونحنُ وكُلُّ الخَلائِق

كانـتْ وصـارت كَظِـلٍ يســــيرْ

فما أنت إلا َّ أنا فـى الحقـيـ

ـقةِ .. ثُمَّ “الهويةُ ” تسرِى بِصُورْ

فـأنـتَ تَـــــرانِى وإنـى أراك

ولكِـنْ نَـراهُ بِنَـــا فِـى سُفُـورْ

فـلا ندرى منْ أنت أو مـنْ أنا

وسِـرُّ ” الهـوية ”  فينـا يفُـــورْ

فَيَظْـهَرُ حِيناً كَشَـمْـسٍ تَبدَّتْ

وحيـناً يـرُوحُ كَمَـاء يَـغُــــــورْ

*****

فَيا مَـنْ يُوَحِّدُ عَيْنَ الحقيـقةِ

وحِّـدْ لِـذاتِـك بيْـنَ القُـــبُور

وَصُـنْ سِـرَّنَا إِنْ أَرَدْتَ المَزِيدَ 

تَـفـزْ بِالجَواهِـرِ فِـى قَعْـرِ بِيـرْ

تَكَـلَّمْ بِـإِذْنٍ وَكُـنْ صـامِـتــــاً

فَإِنْ جَاءَ كَ الإِذْنُ فَانْـثُرْ بُدُورْ

وَيَكْفِيـكَ مِنْـهَـا إشَـارةُ رَمْــــزٍ

وَحـاذِرْ صَـراحـَةَ قَـلْبٍ منـيْرْ

فَكُـلُّ الخلائِـقِ قَبْـرٌ صَغِــــيـرٌ

وبعْـضُ الخـلائق قَـــبْرٌ كبـيرْ

فإنَّ الخلائق كانَت وراحتْ      

وماحظُّها غـير بعـض الظهورْ

أكـان السـرابُ حقيـقـة مـاءٍ؟

أمْ الأمـرُ فيـهِ خيـالٌ خـطـير

وصَـلِّ على مـنْ بِـهِ تُرْتَجَـى

الشَفَـاعَةُ يـوْمَ يَـكُونُ النُشُـورْ

عَلَيْهِ الصـلاةُ وَأَزْكَى السَلامِ

وَأَسْـمَـى تَحيَّـاتِ رَبٍ غَفُـورٍ

مقتطفة من قصيدة ” الأدَبْ ” – ديوان ” الرفيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com