وَقَـفْـتُ عَـلَى بـابـهِ أرْتـجـى
إلَـى اللَّـهِ وَصْـلاً لعَـبْدٍ فَـقـيـرْ
فَـقِـيـلَ : تَـأَدَّبْ لـنــــــــا أوَّلاً
فَما الأمْـرٌ سـهْلٌ وَلاَ بالـيسيـرْ
وَ لاَ تَـنْـسَ أنَّ الأمور اختيارٌ
مِـنَ اللَّـهِ لمَّـا يُــريـدُ القـديـرْ
فقُـلْتُ:وَكيْفَ يكون التأدُّبُ
إنْ لـمْ تَمُـنُّـوا بِضَــمِّ الفَـقيـرْ
فكُـلُّ الفـضـائِلِ فيـكُمْ بِـكُـمْ
وَلـيْـسَ بمَلْـكى شِرْوَىْ نَـقيرْ
أنَـــا الضَّـيْفُ إنْ تقبَلواوِقْفَـتى
فـإنِّى وَحـقِّـكُـمُ مُسْـتجـــــيـرْ
فـــإن تقـبَلونى فَــــذاكَ الـمُـنى
وَ فـيْـضُ بحـارِكَ جـودٌ وَفيـرْ
وَيا ويْلَ مَنْ لَـمْ يَـرِدْ حوْضكـُمْ
هُـوَ الشَّـرُّ وَ الخـبَرُ المسـتطيـرْ
وَمَـنْ يَـبْـتعِـدْ عنـكُمُ لا يـــرى
مِنَ الخيْرِ ريحاً وَلا القطْـميرْ
فقيلَ: ارْتضَـيـنا بكـم ضيفَـنـا
أتُـحْـسِـنُ أدبـاً لِجارٍ مجيـرْ ؟
تــأدَّب بقـلبِــكَ قبْـلَ المظاهـــرِ
وَاغسـله حقـــــا بمـاءٍ طهـورْ
وَصـلِّ علـيـنـا تـفُـــزْ بالجِـوارِ
وَ زِدْ فى صلاتِـكَ تلْقىَ الكثيـرْ
وَ كـبِّـر وَسـبِّح وَ زِدْ بِـالصَّـلاةِ
لِـرَبٍّ عظيـمٍ كـريـــــمٍ غـفـورْ
وَ صُـنْ عهْـدَ ربِّـك منـذُ الأزلْ
وَكُنْ عبْدَهُ الحقَّ جُرْماً صغيرْ
وَ كُـنْ راضيـاً عنْـهُ دومـاً تـرَى
بِحَـلَكِ الظَّـلامِ خيـوطاً بنـورْ
فـرحمتُـهُ وَسِـعَـتْ كُـلَّ شَـــىْءٍ
فَـافْـهمْ وَكُـنْ عبْـدَ خيْـرٍ أجيرْ
وَكُنْ بالمؤمنينَ رؤوفـاً رحيماً
وَزِدْ فى محَـبَّـةِ جمْـعٍ غـفـيرْ
وَ بالـلَّـهِ كُـنْ راضِـيـاً دائـمـــاً
فنِـعْـمَ الوكيـلُ لقَـلْبٍ كَـسيـرْ
كِـتـابُ الحكـيمِ وَ قـرآنُ ربــى
فَـنِعْـمَ الرَّفيـقُ وَنِعْـمَ السـميـرْ
وَ فـى كُـلِّ فعْـلِكَ كُـنْ صـادِقـاً
وَ فعلُـكَ للقـوْلِ منـكَ الظهـيـرْ
وَ كُـنْ دائماً سـاجـــداً للعَـلِـى
فنِـعْـمَ الوَلِـىُّ وَنِعْـمَ النَـصيـرْ
وَ قَـدِّسْ بِـسِـرِّكَ ربَّ الـعِـبـادِ
تـبـارَكَ ربٌّ رحـيـــــمٌ طـهـورْ
وَ انْـفِـقْ لِيُـنْفَـقْ عليْك وَكُـنْ
عَـلـى كَـرَمٍ دونَـما تقْـــــــتيـرْ
وَ كُنْ ذَا الفُـتُوَّةٍ فِى كُـلِّ شَـأْنٍ
سَمَا وَ اجْـتَـنِـبْ كلَّ أمْرٍ حقيـرْ
فـإن العَـلِىَّ يُـحِـبُّ المعَـالِىَ
مِـنْ كُـلِّ أمْـرٍ وَ شَـأْنٍ خطيـرْ
مقتطفة من قصيدة ” الأدَبْ ” – ديوان ” الرفيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com