و فاتنـةٌ لــــــــها مَـيَّــــــــــــادُ قَـدٍّ
وَ سَهْـمُ رموشِهـا بالحبِّ يُغْـرى
وَ فـرطُ دلالهـــــــــــا تـاجٌ عـليها
وَ حُسْنُ جمالها فى القلب يَفْرى
وَ أنغـام لـهـا مِـــنْ سِـحْرِ صوتٍ
وَ أنفـاسٌ بهـا نَسَمَــــــاتُ عِـطْـرِ
يَسِيـلُ حَدِيـثُـــــــــها ودًا وَ حبًّـا
كأنِّ حديثهـا مِـنْ فَيـضِ سِـحْرِ
تُنَادى: إنْ أرَدْتَ الوصْلَ مِنِّى
أطِـعْنِى .. إنَّ هـذا كلّ مَهْـرِى
فَتَسْبـى كُـلَّ صَـبٍّ فـى هـواها
وَ لـيس لِمَـنْ سَبَـــتْهم مِـنْ مَـفَرِّ
وَ سبحـان العـليم بِكـلِّ شــــأنٍ
وَ سبحـان الـخبـير بكلِّ سِــــــرِّ
*****
تُنَـادينـى وَ قَـد أدبـرتُ عـــنـها
وَعُفْتُ جَمَالها وَ أدَرْتُ ظَهْرى
وَتَسْألُنِى : لِمَ الإعراضُ عنِّى؟؟
لماذا البعْـدُ فى صدٍّ و هَجْرِ ؟؟
وَ كلُّ الـناسِ ترجو الـودَّ مـنِّى
و كلُّ الناسِ يأ تمروا بأمرى ؟؟
فهل شاهدتَ فى غيرى جَمَالاً
يحبك..فانصرَفْتَ لِحبِّ غَيْرِى
*****
فقلتُ لـها : عرفتـكِ بَعْـــدَ لأىٍ
وَ طولِ نَدَامَةٍ .. وَ مَذَاقِ صَبـرِ
أضَعْتُ العمرَ فى زيْفٍ كَذُوبٍ
وَسجْنِ هواكِ حتى ضاع عُمْرِى
وَ أرضيـتُ الغـوايةَ فيـكِ قـولاً
وَ فعلاً..وانْتَشَىجَهْلى وَ كِبْرِى
فكـان الـودُّ وَ الطـــاعاتُ مِنِّـى
وَ منكَ الحُكْمُ فى طَوْعِى وَ جَبْرى
تمنيتُ الوصالَ .. وَ خِلْتُ أنِّى
بِـوصلِكِ سـوف يـحلو كـلُّ مُـرِّ
فـلـمَّا ..كان وَصْـلُكِ..صِـرْتُ عطشـ
ـانا كـأنى أرْتَـوِى مِنْ مَا ءِ بَحْرِ !!
فَـأ ظْـلَمْتِ الفؤادَ .. وَ صِرْتُ مَيْـتًا
عَفَّـــــنَ بـالدنَـايَـــا دونَ قــــــبْـرِ
وَ مـا هـذا الـذى أرجـو .. وَ لكنْ
أردتِ لِىَ اصطيـادًا قـبلَ نَـحْرِى
جـمالـكِ خَادعٌ .. بَلْ زَيْـفُ غِـشٍّ
عَلَـتْـهُ برا ء ةٌ وَ قَنَـاعُ طُــــــــــهْرِ
وَ تحْت ردائك القُدْسىِّ ذئبٌ
وَ ضبـعٌ كـاشـرٌ وَ رد ا ءُ مكْــــــرِ
وَ هَمْسُ كلامِكِ المعسولِ سُمٌّ
وَ مَـنْ يُرْضـيكِ بَا ءَ بكـلِّ خُسْرِ
وَ فـيكَ رعونةٌ .. وَ جنونُ طَيْـشٍ
يُطـيـحُ بكـلِّ مُـخْتَـالٍ وَ غِـــــــرِّ
كفـاكِ .. فـقـد عرفـتُكِ عَيْـنَ حَـقٍّ
فلا تـتـقَـرَّبى .. وَ سِـواىَ غُـرِّى
وَ يَا نَفْسُ اخـسَئى .. وَ كفـاكِ أنى
أضعـتُ الـعمرَ عَشـرًا بعد عَـشْــرِ
مقتطفة من قصيدة ” البئر ” – ديوان ” الأسير ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى