حديث الأربعاء على إذاعة حب النبي ﷺ

الليلة بعد أذان عشاء القاهرة، نستمع سوياً على إذاعة حب النبي صلي اللـه عليه وسلم إلى مقتطفات من حديث الأربعاء لعبد اللـه // صلاح الدين القوصي رضي اللـه عنه

عنوان الحديث : (أوامر ربنا في الكون)

للدخول على الإذاعة اضغط على الرابط: attention.fm

يا سَيِّدى كُنْ فى المَـعِـيَّةِ كافِـلى .:. فــإذا زَلَـلْـتُ فـأنـتَ نِـعْــمَ الـوَاقى

قلتُ : السَّلامُ عليْكَ يا “جَدِّى”..أنـا

وَ اللــَّـهِ عَـبـْـدٌ فُــزْتُ باسْـتِـرقَـاقِـى

يـا سيِّـدى أنـتَ الشَّـفـيعُ .. وَ كِـفْـلُنا

يـا نــورَ عـرْشِ اللــَّـهِ فى الآفـــاقِ

أنا مُـسْـتـجـيـرٌ مِنْ خـوَاطِرِ عَـقـلِنـا

وَ بَرِئـتُ مِنْ جَهْلى وَ سـوءِ خَـلاقى

آمـنـتُ بـاللَّــهِ الـعــظـيــمِ مُـسَـلِّـمـاً

وَ أتـيْـتُ أَحْـذَرُ مِـنْ نـَـوىً وَ فِــراقِ

يـا سَيِّـدى كُـنْ فى المَـعِـيَّــةِ كافِـلى

فـإذا زَلَـلْـتُ فـأنــتَ نِــعْــمَ الـوَاقـى

ما شِئْتَ فافعَلْ بى..وَكُنْ لِىَ شاهِداً

أنــِّى لِـنـورِ اللَّـــهِ كَـأْسُ الـسَّـــاقى

ما عُدْتُ أشكو..أوْ أقولُ متَى اللُّقا!!

أوْ كَيْـفَ!! أوْ حَـتَّى وَ مَنْ سَأُلاَقى؟؟

مقتطفة من قصيدة ” السلم” – بديوان “محمد الإمام المبين ﷺ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.attention.fm

عــزمــى و هَـمِّــى أن أُحـدِّثَ .:. عـــنــك بــــالــقــول الأَغــــرْ

يـا رُوحَ روحــى .. يــا نــبــيـاً

قــــــلــبـهُ نــــــــورُ الــسُــوَر

يـا سـيـدى .. يا نـورَ مـشـكـاةٍ

لــهــــا الــكــــون افــــتـــقــر

و كـمـال ذاتِــكَ أنــت لــى

قـلبـاً و روحــاً مُـــســـتَـــقَـــر

لا أعرف الدنـيـا و لا الأخـرى

و مـا لى فـيـهـمـا أبــداً وَطَــر

يا جنَّـتى .. عَـدْنى و فردوسى

و سـدرةُ منتهى .. و أمان بَـر

و الـلَّــهِ إن عــنـكـم غَــفِــلـتُ

لــلــحــظــةٍ .. أو مــا قَـصُـــر

فــكــأنــنــى و الـلَّـــــــهِ فــــى

ألـَـمٍ يــفــوق الــمُـحْــتَــضـِــر

بُعُدىِ ــــ و حقِّ اللَّـهِ ــــ عنكمْ

لــى جــحـيــمُ ُ مــــســـتــعـــر

يـا ســيـدى .. عِـلْمـى بـنـوركَ

فـــاق لــــى كـــــلَّ الـــصـُـوَر

مـا عــدتُ أقــدِرُ لـو كـَـتَـمــتُ

فـــإنَّ قــــلــبــى يـــــنــفــجــر

قــد صــرتُ لا أنـا فـى الحـقـــ

ـيقـة .. بـل و أحيـا فى ضـجـر

عــزمــى و هَـمِّــى أن أُحـدِّثَ

عـــنــك بــــالــقــول الأَغــــرْ

عـــن كـــــل نـــــــــورٍ فــيــك

يـسـمو بـالـقـلوبِ فـتـنـصهـر

يــا عــزَّ قــلبٍ حـيـن يـحـظـى

مـنـك مـن نـــــورٍ .. وَقـَــــــر

مقتطفة من قصيدة “النجي” – بديوان “العشيق” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.attention.fm

التغيير بالقلب (3/3)

يقول ﷺ : لأمهات المؤمنين.. قبل انتقاله للرفيق الأعلى.. إن أسبقهن فى اللحاق به أطولهن يدًا.. فكن يقسن أطوال أذرعهن ليعرفن من الأسبق لحوقًا برسول اللَّـه .. حتى لحـقـت بـه ﷺالـسـيـدة زيـنـب بـنـت جـحـش .. فـأدركـن أن المقصـود فـى رمز رسول اللَّه بأطولهن يدا !! أى أكرمكن و أكثركن جودًا وسـخاءً ..

و المجال لا يـتسع لضرب أمثلة أخرى.. و ما أكثرها فى أقوال رسول اللَّـه ﷺ .. و ما أكثرها أيضًا فى كتاب اللَّـه تعالى..

و لــكـن تــنـبـه أيــهــا الــقـارئ !!

فنحن مطالبون بالالتزام بظاهر النصوص ولا نحيد عنها..
و لكن إذا كان هناك أكـثـر من معنى يراد فلا مانع من استـنـبـاط هذه المعانى مـا دامت مـطـابـقة للشـرع الـحـنـيـف ..

و إذا كان رسول اللَّه ﷺ يقول “وزنت بالخلق كلهم فرجحت بهم، ثم وزن أبوبكر فرجح بهم، ثم وزن عمر فرجح بهم، ثم وزن عثمان فرجح بهم؛ ثم رفع الميزان”. رواه الطبرانى فى الكبير …

وفى رواية ” وزنت بأمتى فوضعت فى كفة وأمتى فى كفة فرجحت بأمتى، ثم وضع أبو بكر مكانى فرجح بأمتى، ثم وضع عمر مكانه فرجح ثم وضع عثمان مكانه فرجح بهم؛ ثم رفع الميزان” صدق رسول اللَّه، رواه ابن عساكر – عن ابن عمر وأبى أمامة.

إذا الإيمان فى القلوب و الأرواح ليس على درجة واحدة… بل يتفاوت قوة و ضعفا… و قد يقوى الإيمان حتى يصير بوزن إيمان أمة كاملة…

 يقول اللَّه تعالى ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121)﴾ – سورة النحل

وعندما طلب عمرو بن العاص المدد من عمر بن الخطاب بثلاثة آلاف جندى فى حصار حصن بابليون بمصر ، أرسل ابن الخطاب له ثلاثة رجال !! مـنهم الـمـقـداد بن عمرو (بن الأسود) وقال له ” الرجل منهم بألف رجل ” …

إذًا فابن الخطاب يعلم من رسول اللَّه أن الإيمان يتفاوت فى المؤمنين … حتى ليكون واحد منهم بقوة ألف من غيره … أو يزيد … فتنبه!!

انظـر إلى اللفتات فى حديث رسول اللَّه ..

ثم يقول عليه الصلاة و السلام …” إن الإيمان ليَخْلُق فى جوف أحدكم كما يَخْلُق الثوب، فاسألوا اللَّـه تعالى أن يجدد الإيمان فى قلوبكم ” رواه الطبرانى فى الكبير و الحاكم فى المستدرك عن ابن عمرو بسند حسن ..

و يكون التجديد بالإكثار من قول لا إله إلا اللَّه ” كما فى الحديث ” جددوا إيمانكم، أكثروا من قول “لا إله إلا اللَّه” رواه أحمد فى مسنده و الحاكم فى المستدرك عن أبى هريرة…

و العبرة فى الدين هى بالإيمان … و على قدر قوة الإيمان يكون نور الروح و صلاح العمل …

أين نحن من هؤلاء الذين يغيرون المنكر بقلوبهم… وتراهم يجددون إيمان الأمة وهم جلوس فى ديارهم أينما كانت !!!

مقتطفة من كتاب “مُحَمَّد مشكاة الأنوار (قطوف محمدية) “- لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى

alabd.com

attention.fm

التغيير بالقلب (2/3)

و رسول اللَّـه ﷺ يقول “إن الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم” رواه أحمد فى مسنده و البخارى ومـسلم و أبو داود عن أنس  و رواه البخارى و مسلم و أبو داود و ابن ماجة عن صفية.. ثم يخاطب ابن الخطاب بقوله “الشيطان يخاف منك يا عمر”..  وفى الحديث .. “يا عُمَـرُ!! ما لَقِـيَكَ الشَّـيْطانُ سَالِكاً فَجَّـاً إِلاَّ سَلكَ فَجّـاً غَير فَجِّـكَ” رواه البخارى، ومسلم وأحمد  والبيهقى.

و قوله ﷺ ” قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس محدثون، فإن يك فى أمتى أحد منهم فهو عمر بن  الخطاب” رواه أحمد فى مسنده و البخارى فى صحيحه عن أبى هريرة- ورواه أحمد و مسلم و الترمذى و النسائى عن عائشة بسند صحيح..

هذه كلها على سبيل المثـال صفات خاصة لعمر بن الخطاب و هى تزيد عن عموم المؤمنين.. و هذه الصفات استثناءات من القواعد العامة.. و قول رسول اللَّـه “فإن منهم عمر”.. دليل على وجود غيره فى الأمة المحمدية..

يدعو رسول اللَّه ﷺ لعبد اللَّه بن عباس رضى اللَّه عنه “اللَّهم فقهه فى الدين و علمه التأويل”.. رواه أحمد والحاكم بسند صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه و رواه أبو شيبة والطبرانى” !!..

فقهه فى الدين.. وعلمه التأويل!! ماذا يقصد رسول اللَّه ﷺ!!

نحـن  نـعـلـم  أن  الـتـأويـل  مـعـنـاه  بـبـسـاطـة  فـهـم  الأمـور لـيـس  عـلـى ظـاهـرهـا  و لـكـن  حـل رمـوز  وإشـارات..

وعلى سبـيـل  الـمـثـال ….. عندما يرى فرعون مصر سبع بقرات وسبع سنابل.. إلى آخر الرؤية المشهورة.. ويسأل المفسرين عنها يقولون : ﴿ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) ﴾ – سورة يوسف .. أى أن للبقرة معنى تدل عليه.. وللسنابل معنى  تدل عليه..  وللأكل فى هذه الرؤيا معنى يدل عليها.. ولكننا لا نفهم المقصود من هذه الرموز فالأمر يحتاج إلى تأويل ..

فـعـنـدمـا  يـدعـو رسـول اللَّه بـأن  يعلمه  اللَّه التأويـل  ..  يـفـهـم  منها  القدرة  عـلى  فهم  و فك  هـذه  الـرمـوز  والـشـفـرات..  و لـيـس  الأمـر  مـقـصـورًا  عـلـى الـرؤى و الـمـنـامـات  ..  ولـكـنـهـا  عـامـة  بـفـهـم أمـثـال هـذه  الـرمـوز  ..

و هـذه فـى ذاتـهـا  إشـارة مـن رسـول اللَّه  لأهمية التأويل وفـهـم الإشـارات .. وأن هـنـاك  بـعـض الأمـور  تـدق  علـى  الـقـارئ..  ولا تؤخذ  علـى  ظـاهـر  الـمـعـنـى. فـتـنـبـه  رحـمـك  اللَّه  ..

مقتطفة من كتاب “مُحَمَّد مشكاة الأنوار (قطوف محمدية) “- لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى

يتبع …

التغيير بالقلب (1/3)

يقول ﷺ ” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان” رواه أحمد فى مسنده و مسلم فى صحيحه والأربعة (أبوداود، الترمذى، النسائى، ابن ماجة) عن أبى سعيد بسند صحيح  

و درج  المفسرون على شرح الحديث بأن التـغيـيـر باليد يكون للسلطان و ولـى الأمر..  وباللسان للدعاة وأهل الحِسْبَـة.. فإن لم يكن فليستنكـر بقلبه أو يدعو اللَّه أن يغير هذا المنكر.. بقلبه!!

فـلا أدرى من  أين جاء الـشـراح بمـعـنـى يستـنـكـر هـذه !! الحديث فيه أمر بالتغيير وليس الاستنكار.. و معنى كلام رسول اللَّـه أن هناك قدرات ثلاث عند المسلمين.. اليد.. و اللسان.. والقلب.. و ما دام  رسـول اللَّه قد قال هذا فلا شك أن هناك فئة منهم قادرين على التغيير فى قلوب الآخرين.. فيمنعونهم عن هذا المنكر…

و قـول رسول اللَّه ﷺ “و ذلك أضعف الإيمان”.. فنحن نعلم أن.. ذلك .. إسم إشارة للبعيد…. وهذا.. إشـارة للقـريـب ….

فذلك أضـعـف  الإيمان .. إشـارة منه ﷺ إلى أن الأبـعـد فـى الأمور الـثـلاثـة و هو …. فليـغـيـره بـيـده..  لأن هؤلاء الذين منحهم اللَّـه  قُـوَّة فى قلوبهم على تـغـيـيـر  الآخرين.. لا شك أنهم هم الأقوى حتى يغـيـروا من على بعد دون قوة ولا نصيحة…. 

وسوف تستجلى هذا المعنى فى الحديث الـقادم لتـعـرف أن اللَّه تعالى قد خـص أنـاسـا بقوة إيمان فى قلوبهم هى أداة للتغيـير..

 يقول ﷺ : ” إن اللَّه تعالى يبعث لهذه  الأمة على رأس  كل  مائة  سنة  من يجدد  لها  دينها”  وفى رواية  ” أمر دينها ”  رواه أبو داود والحاكم فى المستدرك والبهيقى فى المعرفة عن أبى هريرة و صححه السيوطى.

تـنـبـه !! على رأس كـل مائة عام ..  أتراك تستطيع أن تحدد لنا ثلاثـة عـشـر مجددا لإيمان الأمـة !!

إنهم حتى الآن مجهولون  ..  و إن  زعم  البعض تعصبا  لبعض العلماء أنهم مجددون فما هذا إلا عصبية و ادعاء..  لأن قول رسول اللَّه يدل على أن تجديد  الإيمان  للأمة كلها  ..  من  سمع  منهم  هذا  الإمام أو لم يسمع عنه أو منه ..

ثم تعال معى .. لم تنتشـر الـطباعة والصحف إلا فـى  القـرنـين الأخيرين فــكيـف كـان الإمـام المجدد فى العصور الأولى  يجـدد  الإيمان وليس عنده وسائل نشر ولا إعلام بإذاعة ولا صحف!! ..

لا شك إن مقصود رسول اللَّـه ﷺ إن التجـديـد لا يكون بالأسلوب المادى نقلا وكتابة.. بل إن هنـاك  وسيلة أخرى للتـأثـيـر فى القلوب بالقلوب و الأرواح .. بحيث لا يحتاج المجدد إلى الوسائل الدنيوية.. بل يستـطيع بقوة روحانيته و إيمانِه.. أن يكون له هذا التأثير فيجدد إيمان الأمة..

إذا أضفت هذا المعنى إلى المعنى السابق لعلمت أن رسول اللَّه يؤكد لك أن فى الأمة المحمدية من حباه اللَّـه بقوة إيمان و روحانية عالية يستطيع بها أن يؤثـر و يغـيـر..

و لا تسأل  من  وكيف  !!  فنحن  نتحدث  عن  منطقة  عالية  من الروحانية  و فيها  من  الأسرار  الرحمانية ما لا يدرك بالعقل الدنيوى  المادى  ..

لا تحجـر لى عقلك.. و تغلق مفاهيمك بالقوانين الأرضية المادية.. التى لا تعرف إلا  الماء.. و الهواء .. و التراب .. و نحن نتكلم عن الروح .. و الفؤاد.. و اللب.. و الـنـهـى .. فلهذه قـوانين وأحكام و لـهؤلاء قوانـيـن وأحـكـام  ..

مقتطفة من كتاب “مُحَمَّد مشكاة الأنوار (قطوف محمدية) “- لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى

يتبع …