قَـــــدْ بـــدا لى اليوم نــــورٌ
مــــــا لــــــه فيـــــه نفــــادْ
دُكَّ عظمـــى .. بـعــد لحمى
أحــــرَقَ القُـــدْسُ الســـوادْ
صِــــرتُ منـــتــثراً بكــــونِ
اللّه .. وهـــو لى اعــــــتمادْ
نـــــــــورُ ربِّــــى أحــــــرقَ
الأغيـارَ .. كُلَّ سِــوىً أبــادْ
حولَ نــورِ الــذات أرقـــصُ
والعبـــودةُ فـــى ازديـــــــادْ
فى الصفاتِ أغــوصُ سُكْـراً
ثُـــمَّ أرجــــعُ .. كــــى أُزادْ
ثُـــــمَّ أقصِــــدُ ذات ربــــــى
ثُـــــمَّ أرجِــــــعُ للــــعِــبـــادْ
كُـــــلُّ نـــورِ اللّــــه فيــــنــا
كُـــــلُّ نــــورِ اللّــه هـــــــادْ
*****
صُـــــوِّرَتْ ذاتــــى بِمِــــرآةٍ
لــــــــهـــــا نُـــــورٌ .. وزادْ
نـــــورُهـــا ذَكَــــرَ القـديـــمَ
وكلَّ مـــاضٍ قـــــدْ أعـــــادْ
فالقــــديمُ مــــع الحــــديـثِ
تجمَّــــعُوا .. والكُــــلُّ بـــادْ
منذ قــــيل “ألستُ” أنظـــرُ
يــوم حـــشـــرٍ .. والتـــنادْ
كُـــــلُّ آتٍ قَــــــدْ تَــبَــــــدَّى
مــــــنْ قـديــــم فى الفُـــؤادْ
كُـــــلُّهُ عِنْـــــدِى حُضُـــــورٌ
منــــذُ قَبْــــلِ هـــــلاك عــادْ
والصِـــفــاتُ لهــا حـضــور
قهرُهُ فى الكـــــون ســـــــادْ
كالصــــحــــائف سُطِّـــــرَتْ
فيهــــا الحــــوادثُ بالمِــدادْ
يُقرأُ الماضى كحاضِـــــــرنا
وكـــــم غيــــــبٍ يُعــــادْ !!
قد رأيتُ الكلَّ ســــطــــــــراً
والخَلائِــــقَ فى انْقـــيــــــادْ
كُـــــلُّ أمـــــرِ اللّه يســـــرِى
دون رفْــــــــضٍ أو عنــــادْ
والملائـــكُ حيـــثُ تـنــــظُرُ
فى النفـوسِ عـــلى الحيــادْ
قــــــدْ مَـــدَدْنا الخَــــلْقَ لمَّا
سَــــــلَّمَ العَبْــــــدُ الــقِيــــادْ
هــــــــؤلاء .. وهــــــــؤلاء
يُمِّـــــدُّهُــــــمْ رَبُّ العِبَــــــاد
والمُعــــارضُ أمــــرَ رَبِّـــى
عــــاشَ يُضْـــنِيهِ القَـــتَـــادْ
أسْـــلَـمــَتْ كُــلُّ الخـلائِــــقِ
و الخـــلائِــــقُ فى امْتِــــدادْ
كُـــــــلُّ أمــــــرِ اللّه ينفــــــذُ
مــــــا لأمـــــرِ الــلّـــــه رادْ
هل ترى مــا قــــدْ رأيــــنــا
حــــقَّ صِـدْقٍ فى سَـــدادْ!!
أمْ تـــرانى قــــد ذهـــــــلـتُ
وتاهَ مِـنْ عَـقْـلِى الرشادْ !!
مقتطفة من قصيدة ” مقتضى الذات ” – ديوان ” العقيق ” – شعر عبد اللـه / / صلاح الدين القوصى
www.alabd.com