من يومِ قلتَ:” ألستُ “.. قلتُ : لكمْ
“بلى”.. وَغَرِقْتُ فى الأنوارِ والإشراقِ
وَ سَجَدْتُ سكراناً.. فقيل لى:انتبهْ..
و ارفعْ .. لِتسمعَ بَيْعَـةَ الميـثــــاقِ
سبحانــــك اللهــم .. إنـــى سـاجـــدٌ
أَبَــداً لنــورك .. ظــاهِــرَ الإمـــلاقِ
أَعَرَفْتَنِى !! فأجبتُ : أنتَ بداخلى ..
كالشمسِ فى الأكــوانِ بالإشراقِ
والشمسُ تغربُ .. إنما أنت الذى
منــك الشــروقُ بكلِّ وقت بــاقـى
فـى حينهــا الأكــــوان عنــدى ذرة
و أرى المهيمن مجلسى و رواقى
طَوْراً .. أرانى فيك .. كالقَطْرِالذى
نَزَلَ المحيطَ .. و ساحَ فى الأعماقِ !!
لكنمــا طَـــوْراً .. أَرَاكَ بداخلـــى ..
وَ مُحَرِّكى فى الفِعْلِ .. والأخلاقِ
ما لى كيــانٌ لا .. ولا أنــا حاضر !!
أنت الحقيقُ على الوَرَى والباقى
فى الحالتين فَنَا .. و لستُ بمدركٍ
إلاك .. حَــقَّ حـقيـقــةِ الإحـــقـــــاقِ
وَ نَظَرْتُ فى نَفْسِى و قلبى والنهى..
فَعَرفتُ أين السرُّ فى استغراقى ..
مقتطفة من تقديم ديوان ” الرشيق ” – شعر عبد اللـه / / صلاح الدين القوصى