فإنْ ربِّى..تصرَّفَ فى عقولٍ.. .:. و غيَّــرَ فى مقايـــسٍ تَرَاكـــا

إذا ما كان عقلُك حُكْم حقٍّ..

على ما قد تراهُ .. و مَنْ يراكا

فكيف لِنُقطةٍ فى العين ..تبدو

بُحورًا ..أو جِبالاً..فى رؤاكا!!

نعم.. فالعقلُ مَيَّزها جِبَالا ..

وَ صَدَّق ما رَأَتُهُ مُقلتاكا

إذًا..كلُّ الوجودِ.. و ما تراه..

و تسمعُهُ..و تلمسُه.. يَدَاكا

كأن الكون..ليس له وجودٌ..

سوى فى العقلِ..صوَّرَهُ جَناكا!!

فإنْ ربِّى..تصرَّفَ فى عقولٍ..

و غيَّــرَ فى مقايـــسٍ تَرَاكـــا

فقد عَقْلٌ يُكبِّرُكم !! و عَقْلٌ

قد يُصغِّرُكم!! و عَقْلٌ لا يَرَاكا!!

فربِّى قلَّلَ الكُفَّارَ نومًا ..

برؤيا المؤمنينَ .. لهم كذاكا

فلو شاهَدْتَ كفَّارًا كثيرًا..

فقد تهْتزُّ لو خَارَت قواكا

كَمَا لو غابت الشمسُ احتجابًا

فهل تدرى صباحَك مِنْ مِسَاكا!!

فلولا الشمسُ..لم تَعِرفْ زمانًا..

و لولا العقلُ..ما الكونُ احتواكا!!

فإنَّ الأمرَ نِسْبيٌّ وجودًا !!

و حقُّ الأمرِ..لا يدرى جناكا

مقتطفة من قصيدة ” العباس ” – ديوان ” العريق ” – شعر عبد اللـه / / صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.attention.fm