واقعة الإسراء و المعراج

  • إذا تعرضنا لواقعة الإسراء و المعراج فلابد أن نتريث فى فهم أحداثها …

اللَّـه سبحـانه و تعالى فى السماء و فى الأرض … و ليس فى  جهة يصعد إليها … و الكرة الأرضية معلقة فى الهواء و سطح الأرض كلها هو السفلية لمن و ما عليها ، و الفوقية تكون لما يعلو فوق الرأس… فالفوقية المادية هنا لا معنى لها …

فإذا قيل صعد و ارتفع ، فليس معناه الصعود و الارتفاع عن الأرض بقدر ما هو الصعود و الارتفاع عن حـياة الجسد و البشر… ترفّع و ارتفع و ارتقى عن قوانين المادة .

نحن نقول ترفـّع فلانا و ارتفـع .. أى ترك الأدنى فى المعنى و الذوق أو الدرجة و الرتبة و ارتقى إلى ما هو أعلى .

وكذلك قولنا صعدت روح الميت، فلابد يقصد خروج روح الميت منه… فهى أصلا لم تكن فيه مادة و لا حيزاً  لـتـتركـه وتصعد بعيدًا عنه …

ولكنها ارتقت و ارتفعت عن النظر المادى إلى الجسد المادى الترابى ، و رجعت للانشغال بخالقها خالصة له و لا شأن لها بأمور الدنيا .

و أين تصعد الروح !! و اللَّـه يقول فى الحديث القدسى الذى  أخرجه الإمام أحمد فى الزهد عن وهب بن منبه: “إِنَّ اللَّـه فَتَحَ السَّماَواتِ لِحزْقِيلَ حَتَّى نَظَرَ إِلى الْعَرْشِ، فَقَالَ حِزْقِيلُ : سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمكَ يَا رَبِّ! فَقَالَ اللَّه: إِنَّ السَّمَاواتِ وَالأَرْضَ ضَعُفْنَ عَنْ أَنْ يَسَعْنَنِى وَ وَسِعَنى قَلْبُ المُؤْمِنِ الْوَادِعِ الْلَّيِّنِ” ..

فإذا كانت الروح بهذه السعة ، و أوسع من السماء والأرض… فأين تظن أن تذهب إلى مكان ما !! لابد إذاً أن يكون لهذا الصعود معنىً آخرًا …

  • و قس على هـذا قـول اللَّه تعــالى : ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55 )

اللَّـه تعالى ليس له جهة ولا مكان … فالرفع هنا نفهمه بالترفع و الرقى عن القوانين المادية الكونية … أما الكيف فهذا أمر لا يعلمه إلاه تعالى .

و إذا سألت عن معنى ” مُـتَوَفِّيكَ ” … فإن لها أكثر من معنى محتمل …

و لا ننسى ما اكـتشـفه العلم بأن الأرض كرة معلقة فى الفضاء… فليست هناك فوقية ، بل أن الفوقية يقابلها سفلية على الجانب الآخر من الكرة الأرضية … فالصعود إذًا على هذا الأساس ، لا يكون إلا صعودا نسبيًا بالنسبة لنقطة على الأرض .

مقتطفة من كتاب ” محمد مشكاة الأنوار صلى الله عليه و سلم ” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

للإستماع إلى إذاعة ” حب النبى ” الدخول إلى :

attention.fm