عالم الرؤيا أو المثال ( 1 من 2 )

من المعروف أن النائم يفقد إدراكه بحواسه ، ولا يميز ما حوله وهو نائم ، فهو لا يرى ولا يسمع ولا يستخدم حواسه البشرية ولا يدرك ما حوله ولا ما يصدر منه هو نفسه .

ورغم انعدام هذه الحواس والملكات .. فإنه يرى رؤى فيها أحداث منطقية وغير منطقية ، ويرى أشياء لا صلة لها بالقوانين الأرضية البشرية ..، والأعجب أنه قد يرى أحداث في منامه ثم تحدث كما رآها تماما ، أو بتفسير رموز قد رآها ، وهو ما يسمى بالتعبير أو التأويل .

فالرؤيا حق معلوم .. ومتواتر بين الناس .. ورؤيا الأنبياء هي وحي من الله ، كرؤيا سيدنا إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل فقام لينفذ ما أمر به مناما ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم ظل ستة أشهر قبيل البعثة يرى الرؤيا فتأتي مثل فلق الصبح تحدث بلا تأويل أو تعبير ، وعزيز مصر – ولم يكن مؤمنا – رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف إلى آخر القصة المذكورة في القرآن .

إذا فالرؤيا الحق قد تكون لنبي .. وقد تكون لغير نبي .. وقد تكون لمؤمن .. وقد تكون لغير مؤمن .. ، والرؤيا الحق قد تحتاج إلى تعبير وتأويل .. وقد لا تحتاج وتأتي كفلق الصبح ..

فالرؤيا درجات ثلاث .. رؤيا حق .. ورؤيا من الشيطان .. ورؤيا أضغاث أحلام .. ثم إن الرؤيا الحق لها درجات كثيرة ،، بل حتى الخيال والوهم الذي تتوهم فيه صورا شتى من محض خيالك وتصوراتك ..، هذا الخيال لو لم يكن موجودا ومخلوقا فعلا بكيفية ما لما استطعت أن تتخيله .

فكل ما تراه أو تتصوره هو موجود فعلا ..، وإلا فكيف ترى العدم ؟! العدم لا يرى ..

من كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 57
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا