هو عالم تجليات صفات الله تعالى والتي تظهر آثارها ونتائجها في عوالم الملك والشهادة .
وكل صفة من صفاته تعالى لها حضرتها .. وجنودها .. وتجلياتها .. ونورها … وحضارها …
فيها ينعدم الزمان والمكان المعروفان لدينا ، وفيها تعرف أسرار سريان القدرة الإلاهية ومجرى الأقدار ، وفيها يمحو الله ما يشاء ويثبت جل شأنه …
وهذه العوالم .. وهذه الحضرات ، لا تدرك بالعقل ولا بالعلم المنقول ، وإنما تدرك بالقلب وتشاهد بالفؤاد ، ” فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ” ، ويقول جل شأنه ” ما كذب الفؤاد ما رأى ” .
فالقلب يرى ، والفؤاد يرى ، وهما لا يريان ما ترى العين ، بل أشياء أخرى ، وبكيفية مختلفة عن العين .
في هذه الحضرات ومن أنوارها يربي الله تعالى القلوب ، فينيرها لأهل السعادة ، ويطمس عليها والعياذ بالله لأهل الشقاء ، ويقلبها كيف يشاء ، فيزيد الإيمان وينقص ، ويقع اليقين ويرفع ، وتنزل السكينة وتسلب ، وتمنح المحبة وتؤخذ ، .. وينادى المنادى ” لمن الملك اليوم ، لله الواحد القهار ” . فالملك علي القلوب لله تعالى لا شريك له .
فهذه العوالم هي حضرات الصفات وتجلياتها ، وهي حضرات القلوب وتلقيها ، وهي وسطية بين عوالم النفس وعوالم الروح .
وبعض الأنفس البشرية إذا استنارت بنور الله تعالى يحدث لبعض قواها اتصال ببعض هذه العوالم ، وذلك لسطوع نور الروح على القلب ثم على النفس ، فيرى المؤمن بنور الله ، ويلهم الصواب ويدرك بعض من حكمة الله في أقداره ، وقد يتعامل مع أرواح الأموات فيأخذ منهم ويعطيهم …
من مقدمة ” أصول الوصول “
لعبد الله \ صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا