النفس الحيوانية ( 3 من 5 )

” قوى النفس الحيوانية ( أ ) “

• قلنا إن النفس الحيوانية هي التي تترجم ما يراه ويحسه الجسد بالحواس الخمسة المعروفة ، وحيث قلنا إن النفس هي التي ترسل الإشارات وتأمر المخ وبالتالي تأمر القلب بضخ الدم وكذلك تأمر الجسد بالتحرك وخلافه ، فيفهم من هذا القول بأن القوى الموجودة في النفس نوعان :

• قوى محركة وقوى مدركة .، والقوى المدركة نوعان قوى مدركة من ظاهر وتدرك المحسوسات ، وقوى مدركة من باطن وتدرك المعاني ، ويربط بينهما ما يسمي بالحس المشترك .

• القوى المحركة : هي التي لها سلطان مباشر على القلب والأعضاء فإذا خاف الإنسان من شئ ما .. أمرت النفس القلب بضخ مزيد من الدم إلى الرجلين .. وأمرت الرجلين بسرعة الجري خوفا من الخطر .. فهذه قوى محركة .

• القوى المدركة : من الواضح أن الحركة تكون بناء على إدراك بالخطر .. وهذا الإدراك هو ما نسميه بالقوى المدركة ..، أي القوي التي تحس بالخطر وخلافه فتأمر القوى المحركة بإرسال الأوامر إلى المخ والقلب والأعضاء …

• القوى المدركة من ظاهر : هي التي تترجم رؤيتك الخطر أو سمعك النبأ السيئ ، وأدواتها الحواس الخمس .

• القوي المدركة من باطن : وهذا الإدراك الباطني هو إدراك بالمنطق والعلم وليس بالحواس المعروفة ..، مثال ذلك خوفك من السقوط من ارتفاع شاهق .. فإنك لم تسقط .. ولكنك تدرك وتعرف خطورة السقوط .

• ويربط بين القوى المدركة من باطن والقوى المدركة من ظاهر ما أسميناه بالحس المشترك ..، وهو الإحساس الذي يحول إحساسك بالماديات إلى إحساس باطني بالخوف أو السعادة أو الألم ، وهو يعمل خلال نومك أيضا .. وهو مشترك بين قوى النفس التي في الحيوان وقوى النفس التي في الإنسان .

للاستزادة : باب الجسد والنفس والروح كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 82
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا