” النفس الأقدس ، والروح الأعلى ، والقلب الأعظم “


أن النفوس درجات في المعارف والإدراك .. وأن الله تعالى اختار صفوة خلقه وجعلهم أنبياءه ورسله .. وطهرهم وزكاهم وعلمهم .. وأوحى إليهم بخاصية خاصة في أرواحهم تميزوا بها عن سائر البشر .. فنفوسهم وأرواحهم ليست كنفوسنا وأرواحنا .. بل الله تعالى حفظها وطهرها وزكاها وعلمها وجعلها خزائن أنواره .. ومعادن أسراره ..


فما بالك بسيد الأنبياء والمرسلين !! ألا تكون نفسه هي النفس الأقدس ، وروحه هي الروح الأعلى .. وقلبه هو القلب الأعظم وعقله هو العقل الأتم الأكمل !!


ولابد أن يكون صلى الله عليه وسلم هو أعرف خلق الله بالله .. وأشد خلق الله خشية لله .. وأعظم خلق الله حبا لله .. وأعلى خلق الله إيمانا بالله .. إذ هو صلى الله عليه وسلم متصف بأعلى ما أوتى الأنبياء من كمالات وأرقى ما خلع علي الأولين والآخرين من صفات ، إذ هو العبد الكامل المؤهل للتلقي الأكمل المناسب للرسالة الخاتمة .

فإن الله تعالى قد أحسن خلْقَهُ وخُلُقه .. وأدبه فأحسن أدبه .. فإن الله تعالى قد جعل قلبه وروحه كنز الأسرار الإلاهية .. ومركز التجليات النورانية .. ليلا ونهارا ، يوحى إليه وهو نائم ويوحى إليه وهو يقظان .. لا فرق بين نوم ويقظة ، دائم الترقي مع الله .. ودائم الاستزادة من أنواره .

من كتاب قواعد الإيمان ” تهذيب النفس ” – باب الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ص 225