” الموت لا يقطع سير العبد لربه “

 بما أن الروح لا تموت بموت الجسد ، ولا الروح تفنى بخروجها منه ، وقلنا أن السير إلى الله تعالى إنما هو بالروح والقلب ..

فيكون من البديهي أن السير إلى الله تعالى لا ينقطع بالموت .. لأن الموت للجسد وليس للروح ..

ألا ترى أن الشهداء هم أحياء عند ربهم يرزقون .. أي كل يوم لهم رزق ، ولهم هبة وعطية من مالك  الملك ، وهل تظن أن هذه الأرزاق والعطايا هي مادية كأرزاق الدنيا وعطاياها !! ..

 إنما هي أنوار وتجليات عليهم من الله تعالى …

فمن كان في منزلة الشهادة من المقربين أو الصديقين أو من جاهد نفسه في سبيل الله تعالى حتى جعل كل حياته في سبيله ، ففنيت صفاته السيئة وشهواته الأرضية ، وصار قلبه ممتلئا بحب الله ورسوله فعاش في نورانية أسمائه تعالى وصفاته وهو في الدنيا ..

فإن الموت لا يغير فيه قلبا ولا روحا ، إنما الموت للجسد لا غير ، فلا تعجب أن يأتيه رزقه بعد الموت .. وأن يستمر سيره إلى الله بعد موته ، وهذا ليس بعمله ولكن بما وقر في قلبه وروحه قبل الموت .. وكذلك بعد الموت …

من كتاب مقدمة ” أصول الوصول ” ص 50

لسيدي عبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا