يضرب الله الأمثال للناس .. ويقرب إليهم المعاني .. ويرمز إلى ما لا يعلمون بأسماء ما يعلمون … ، فإنما جاءت هذه الألفاظ لتقريب المعنى إلى عقلك وخيالك لا غير …
فالذين وقفوا علي صفات الله تعالى بعقولهم وقالوا نحن ندرك الله تعالى بعقولنا ، فإنهم وقفوا في هذه المعاني على قدر عقولهم من سمع ، وبصر ، وقدرة ، وهيمنة من الله علي الخلق ، لأن منتهى علم عقولهم هو منتهى القوانين البشرية ، ففي الحقيقة ما عرفوا عن الله وصفاته شيئا ، وما عرفوا إلا نفوسهم وعقولهم …
أما الذين انطلقوا إلى عوالم الملكوت ودخلوا في جماعة ” ما كذب الفؤاد ما رأى ” …. فأولئك قوم دخلوا في الشهود بأرواحهم وقلوبهم … ، فذاقوا بعض معاني هذه الصفات الإلاهية على إطلاقها ، لا بقوانين الكون المادية ولا بعقولهم البشرية ، إنما آمنوا بالغيب … ، وخشوا الرحمن بالغيب ، لا على قدر عقولهم … ، ولكن على قدر مذاقهم وشهودهم في عوالم الغيب والملكوت …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 65
لعبد الله \ صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا