• فموجز القول بأن النفس البشرية تنطبع فيها الصور الكونية فإذا صُقِلت وهُذِّبَت وتخلصت من كدوراتها البشرية وأحسن توجيهها إلى الله تعالى ، وصَفَتْ ورَقّتَ وانتقشت فيها الصور الكونية بكيفية ما رأت من أنوار التجليات الإلهية ما شاء الله لها ، وخوطب العبد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ، فالحقائق كانت أمامك ولم تحجب عنك ، ولكنك لما أحسنت تربية نفسك انقشعت الحجب ورأيت ما كان محجوبا عنك ..
• فإن عجبت من قولي هذا … فانظر إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المؤمن مرآة المؤمن ” كما رواه الطبراني .. أليس من صفات الله تعالى وأسمائه ” المؤمن ” !! . ألا يصح أن تفهم المعنى على أن المسلم المؤمن بالله حقا هو مرآة تنطبع في قلبه وروحه حقائق المؤمن جل وعلا !! . يقول تعالى { فأينما تولوا فثم وجه الله …} .
• ولتقريب المعنى إلى عقلك أقول : رجل بخيل سيطر حب المال على قلبه ، رأى رجل كريما ينفق على المحتاج فماذا يكون حكمه عليه ؟؟؟ فهو لن يرى الكريم كريما يقصد وجه الله ولكن سيراه معتوها أو ذو غرض خفي في نفسه يدفعه للإنفاق .. فبخله حجب عنه حقيقة كرم الكريم وظن به ظن السوء .. فهذه الحجب الظلمانية التي تحجب عن الله تعالى هي حبس النفس في إدراكاتها المادية وشهواتها الأرضية .
للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 179
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا