الوصايا ( 2 – أ )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم 

 

  • إلى من شهد قلبه بتوحيد الله تعالى فتوكل عليه وفوض كل أموره إليه جل شأنه .
  • إلى من تذوق حلاوة الإيمان بالله تعالى ولو للحظة واحدة .
  • إلى من عرف قدر الدنيا وما ومن فيها فلم ينشغل قلبه بها إلا على قدرها وما يريد منها .
  • إلى من يحبو تقربا إلى الله تعالى قاصدا وجهه الكريم ولا شئ سواه .
  • إلى من يطمع في كرم الله تعالى وفضله ومننه غير معتمد على عمله ولا مغرور بعبادته .
  • إلى من دمعت عيناه خوفا من الله تعالى أو شوقا إليه وحبا فيه .

 

 

 

  • أما علمت أن الله تعالى أقرب إليك من حبل الوريد .
  • أما عرفت أنه أينما تولوا فثم وجه الله تعالى .
  • أما فهمت أنه ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ، ولا خمسة إلا هو سادسهم ، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا .
  • بالله عليك كيف لا أحب ربا رحمانا ودودا مثل ربي ، وهل لربي مثل أو مثيل فأحبه وأعبده مثل ربي ؟؟ جل جلال الله تعالى وتعالى عما أقول .
  • وهل تستطيع أن تعبده حق عبادته وهو القائل وما قدروا الله حق قدره ، وهل تستطيع أن تسجد له وتقدسه حق تسبيحه وتقديسه وهو القائل تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده .
  • تعالى معي إذا نشترك مع هذه العوالم الموحدة المسبحة لله تعالى عسى أن نحظى مع الله تعالى ببعض رضاه ومنه وفضله .
  • كل صانع يحب صنعته ، ويحافظ على ما صنعه ، ويقيها شر التلف والفساد ، والله جل شأنه – وله المثل الأعلى – يحب صنعته ، ويحب خلقه ، ويقيهم شر الفساد والتلف .. ولكن ليس بعقلك وتفكيرك فإنهما قاصران عاجزان ، ولكن بحكمته ورحمته ولطفه وحسن تدبيره ، فهو طبيبهم ووليهم وناصرهم ، ويبلوهم بالخير والشر ليمحصهم ، ومفهوم الشر هنا هو على قدر عقولهم ، اما عنده جل شأنه فكل الأمر خير ، إما من خير في الدنيا أو خير في الآخرة ، فهل تعلمت الرضا عن الله تعالى ؟؟ ، وهل رضيت عنه جل شأنه وعن فعله فيك ؟؟ هو طبيبك ، وهو العليم الخبير الحكيم ، فسلم الأمر إليه وارض عنه ، فإن الرضا عن الله تعالى كنز ثمين يفتح لك باب محبته ورضاه وهي الغاية العظمى لكل مخلوق ولكل من يريد وجه الله تعالى .
  • إذا تعلمت الرضا عن الله تعالى ، وتيقنت وآمنت أن فعله فيك هو الخير كل الخير لك ، فتعلم بعد ذلك محبة خلق الله تعالى على كافة صورهم وأجناسهم ، فإن الله تعالى يحب من يحب عباده وعبيده وخلقه ، ألا ترى أنه غفر لمن سقى الكلب جرعة ماء ، وتعلم كيف ترى فعل الله في خلقه وملكه ، فهو الفعال لما يريد ، وكل يعمل على شاكلته ، ولا تكره فيهم ومنهم إلا ما يقع منهم فيغضب الله تعالى ، أي تكره منهم أفعالهم ولا تكره ذواتهم ، فإنما هم عبيد فانصحهم برفق وحكمة وعاملهم برحمة ومودة قاصدا الله فيهم ، فإنما يرحم الله تعالى من عباده الرحماء .
  • من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 123
  • لعبد الله / صلاح الدين القوصي
  • #أحب_محمدا

الوصايا ( 1 – ب )

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

 

صدق الله العظيم

 

 

  • إلى كل من قصد وجه مولاه الكريم فتعثرت به السبل وتحير في سلوكه .
  • إلى من شغلته الدنيا بهمومها وبلائها ، فصرفته عن الاخرة وخالقه .
  • إلى من فتنته الدنيا بزينتها الفانية وشهواتها فنسى اخرته وربه .

 

 

  • أما علمت أنه لن ينجو أحد بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته !!
  • أما علمت أنه لن يفلح إلا من أتى الله بقلب سليم !!

 

 

  • إملأ قلبك بالأسماء والصفات أولا ثم اذكر الله بلسانك ثم حرك لسانك بالتوحيد … واشهد له بالوحدانية بعد أن يمتلئ قلبك بنور التوحيد .
  • أشهد من حولك … وما حولك من كائنات وحيوان وجماد بأنك موحد لله خالصا من قلبك ، واجعل كلمتك في لسانك شهادة لك عند الموت وعند البعث .
  • تعلم كيف تحب الله تعالى لما أفاضه عليك من فضل ومنة ونعم لا تعد ولا تحصى ، واعلم أن الخير كل الخير هو ما قدره عليك بحكمته ولطيف تدبيره ، وكن دائما له ساجدا في كل شأن من شئونك ، وعليه فتوكل وتحقق بالعبودية له سبحانه وتأدب معه فإنه لا يسأل عما يفعل ، فسلم أمورك كلها إليه فهو نعم المولى ونعم النصير .
  • يا عبد الله … أسلم تسلم ، وآمن يطمئن قلبك ووحده تذق حلاوته عبادته ، واعبده حقا يهون عليك أمر الدنيا والآخرة ، وأحببه يقترب منك ويتولاك ، ووجه وجهك ووجهتك إليه تجده تجاهك .
  • واعلم أن رسول الله محمد صلى الله تعالى عليه وسلم هو رحمة الله المهداة للخلائق ، وهو صلى الله عليه وسلم أعرف الخلق بالله ، وأعبد الخلق لله ، وأحب خلق الله إلى الله تعالى ، وكلما ازداد حبك له صلى الله عليه وسلم كلما اقتربت من روحه النورانية العظيمة وأمدتك بالإيمان واليقين ، وسرت على نهجه وطريقة المستقيم ، فأكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تفز بكل خير في الدنيا والآخرة .
  • وردك مجموع لك من كتاب الله تعالى ، وهو خير الكلام ، ودعواتك من دعاء مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صاحب الكلم الجامع والعلم النافع والقلب الخاشع ، وذكرك التوحيد والتعظيم والحب لله تعالى باللسان والقلب معا ، فإن لم يتحرك قلبك مع لسانك فتلك شقشقة ألسنة لا تغني عند الله شيئا ، لأنها أشبه ما تكون بقول الزور والعياذ بالله فإن الصدق في القول يستلزم قول اللسان لما شهدت به بقلبك فلا تضيع وقتك باللغو باللسان دون القلب فإن الله تعالى ينظر إلى القلب وما فيه وما هو مشغول به ، وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  111

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الوصايا ( 1 – أ )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

  • إلى كل مؤمن ومؤمنة وكل مسلم ومسلمة .
  • إلى كل من قصد وجه مولاه الكريم فتعثرت به السبل وتحير في سلوكه .
  • إلى من اهتم باخرته ونعيمها وعذابها فانشغل بها عن مولاه وسيده .
  • إلى كل من تاجر مع الله تجارة لا تبور ، فكدرت عليه دنياه صفو عبادته وحبه له .
  • إلى من شغلته الدنيا بهمومها وبلائها ، فصرفته عن الاخرة وخالقه .
  • إلى من فتنته الدنيا بزينتها الفانية وشهواتها فنسى اخرته وربه .

 

 

 

  • أما علمت أنه لن ينجو أحد بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته !!
  • أما علمت أنه لن يفلح إلا من أتى الله بقلب سليم !!

 

 

  • ألا فهلم يا عبد الله إلى ساعة لك بليل أو نهار بينك وبين الله تعالى تجدد فيها إيمانك به وتقوي بها يقينك فيه .
  • نكس رأسك ذلا وانكسارا إليه عسى أن يتصدق عليك برحمته وفضله فإنما الصدقات للفقراء والمساكين .
  • إعرف قدرك مع الله تعالى ، وشاهد عقلك مع حكمته ، وتفكيرك مع تدبيره ، وجهلك مع علمه ، وضعفك مع قوته ، وظلام ذاتك مع نوره ونور هدايته … إعرف نفسك بنقائصها وعيوبها وجهلها في جنب الله تعالى مهما أوتيت من العلم .. فما قدروا الله حق قدره .
  • وحده بذاته العلية ، وصفاته القدسية وأسمائه العلية ، وأشهد له بالوحدانية شهود يقين بالقلب ، وايمان بالروح ، وعلم بالعقل .
  • أدعوه دعوة المضطر العاجز الذي ظلمته نفسه وشهواته فإنه يجيب دعوة المضطرين ودعاء المظلومين .
  • تدبر أسماءه تعالى ومعانيها ، وتذوق صفاته جل شأنه وأثرها عليك وفيك ، وشاهد أفعاله وقدرته وتجلياته عليك وعلى من حولك … وهو جل شأنه الفعال لما يريد .
  • تعلم كيف توحد الله تعالى … وأجر على قلبك صفات الكمال في جلاله جل جلاله ، وصفات الكمال في جماله جل ثناؤه ، وافهم صفات العظمة والكبرياء والقهر والجبروت ، وذق صفات الرحمة واللطف والمودة والبر ، وانعم بصفات الكرم والجود والمن والعطاء ، وارتع في صفات التوبة والمغفرة والإحسان والعفو .
  • وكن له عبدا حقا .. لرب عظيم ودود منعم حقا وصدقا وعدلا ثم وجه وجهك إليه ، وفوض أمورك إليه ، وأحسن التوكل عليه ، وكن بين الخوف منه لتقصيرك ، والرجاء فيه لرحمته ، والحب له لإنعامه .

 

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  111

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

( مقتطفات من الجانب التربوي )

  • حيث أن شيخنا وقدوتنا هو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، وحيث أن طريقنا ليس به أسرار نخفيها .. فكلُّ من أحبَّنا والتزم بوردنا ومنهجنا فهو منّا ، له ما لنا ، وعليه ما علينا ، والعهد الذي بيننا وبينه هو عهد اللَّه الأول القديم بتوحيد اللَّه تعالى وتعظيمه وتقديسه …
  • أساس المنهج التربوي عندنا هو ربط قلب المريد بالله تعالى وبقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام أهل التوحيد جميعا ومعلمهم وضامنهم .
  • وذكر القلب هو الأساس لأي محب يقصد وجه الله فينا ، وجريان أسماء الله وصفاته على قلب العبد ليلا ونهارا خاصة عند النوم ، مع التفكر في نِعَم الله تعالى والرضى عنه ، هو الأساس الذي لا غنى عنه ، أما الإرتباط بذكر الله باللسان عددا ، فهو من باب استخدام الجوارح في العبادة ليكون الذكر ظاهرا باطنا ، ولكن الأساس هو ذكر القلب ، ولا طريق لنا غيره .
  • من ليس له شيخ ، فشيخه وضامنه مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس كما يقول غيرنا أن شيخه إبليس والعياذ بالله .
  • من أكرمه الله تعالى خلال سيره بكشف أو كرامة أو نورانية ، فوقف معها وانشغل بها أو انشغل بعالَمٍ من العوالم التي تُكشفُ له من الجن أو الملائكة أو السموات أو غيرها ، فقد ضلَّ وخسر ، فنحن لا نريد إلا وجه الله الكريم ، وليست لنا حاجة إلى أكوانه جميعا إلا به هو، وله جل شأنه ….

 

                                                                    

“من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 91
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الروح ( 5 من 5 )

وعلى هذا نعيد ترتيب كلامنا لنقول :

 

إن روح رسول الله ” محمد ” صلى الله عليه وسلم هي الروح الأعظم التي تتنزل عليها تجليات الله تعالى وأنواره وأسراره ، ثم تسقِي هيَ منه جميع الأرواح الأخرى بلا إستثناء سواء كانت أرواح الأنبياء أو الأولياء أو المؤمنين ، وكل روحٍ تأخذ قسمها الذي قسمه الله تعالى لها من هذا المحراب المقدس … ومنتهى كل الأرواح إليها ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وعلينا معهم أجمعين وعلى عباد الله الصالحين أجمعين ..

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 81
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

 

نورٌ تَجَلَّى فى الوجودِ ..

و قال: إنى المعتَصِمْ ..

—————-

كُلُّ النبيين الكرامُ .. أنا

الذى فى روحهمْ!!

قد آمنوا بى .. قبل

“آدم” .. بل ومن أَصْلاَبِهِمْ!!

—————-

ما مؤمنٌ إلا أنا فيه

بِفِطْرَتِه يرانى كالنَغَمْ!!

حتى الجَحُودُ .. و مَنْ تَكَبَّرَ

أو تَصَدَّرَ فى القتالِ لِينتَقمْ ..

همْ كلهمْ .. بى يعرفون

الحقَّ .. إلا مَنْْ ظَلَمْ ..

همْ كلهمْ .. بى يعرفون

اللهَ .. فى كلِّ الأممْ ..

بل .. فى العوالمِ كلِّها ..

نورِى .. كأشهر مِنْ عَلَمْ

ما الخَلْقُ يعرفنى سِوَى

كالطيفِ فى عَقْلٍ وَهِمْ!!

ما الكونُ يعرفنى .. سوى

الرحمن .. جَلَّ عن العِظَمْ

مِنْ أمرِ ربِّى .. كلُّ شيئ

فِىَّ ربى قد دَعَمْ ..

و الجاهلون بِسِرِّنا .. عادوا

بأحزانٍ و خُسْرانِ النَدَمْ ..

—————-

إنى عرفتُك .. يا رسولَ

اللهِ .. حقًّا فى القِدَمْ ..

مِنْ يومِ قيل ” ألستُ “

قَبَّلْتُ النعالَ مع القَدَمْ ..

وَ عَرَفْتُ أنك قَيِّمُ

الأكوانِ .. و السِرُّ الأهَمْ ..

وَجَّهْتُ مرآتى إليك ..

وَ صِرْتُ أشربُ فى نَهَمْ ..

وَ فَتَحْتُ نافذتى عليك ..

و فى حَياءٍ ألتَهِمْ ..

و اللهِ .. ما بَخِلَتْ يداك ..

فَزِدْتَ عن قِمَمِ الكَرَمْ ..

يُمنَاك .. و اليُسرَى يمينُكَ

يا مَيامينَ النِعَمْ ..

 

 

مقتطفة من قصيدة ” من الروح ” من ديوان ” الفَرِيق “

أشعار عبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الروح ( 4 من 5 )

ومن البديهي أن تكون أرواح الأنبياء ضمن هذه الأرواح .. بل هي أوائلها وأنورها … فإذا كانت روح ” محمد ” صلى الله عليه وسلم هي التي لها الرياسة والزعامة والقدسية العظمى والأبوّة المطلقة لهذه الأرواح بما فيها أرواح الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه .. فالآن تفهم ببساطة كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمام المرسلين .. لأنه من نور روحه صلى الله عليه وسلم سَرَت الأنوار إلى أرواح الأنبياء والمرسلين وهم بعدُ في عالم الأرواح .. فروح كل نبي معلّقة بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتشرب منها ما يناسبها ، وتأخذ منها ما سبق لها في علم الله أن تأخذ …

فهو الأصل الشامل الجامع ، والأنبياء فروع وصور منه صلى الله عليه وسلم تنوعت وتشكلت على حسب كل نبي وقومه وزمنه .

 

ألا تفهم من ذلك أن إيمانك هومن إيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه أبوك الروحي الذي يمدك من أنوار روحه عليه الصلاة والسلام …

 

نعم ” ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ” صدق الله تعالى .. هذا نسب الجسد والمصاهرة في الدنيا .. وهذا حق .. ولكننا نتكلم في عوالم الروح والملكوت فافهم رحمك الله .

 

لذلك فإن كل استمداد لروح مؤمن من تجليات الله تعالى وأنواره إنما يكون ذلك من استمدادها حقيقة من روح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهي محراب الأرواح وأب كل روح .. فلا يأتيك من الله تعالى نور ولا تجليات إلا من خلال روح محمد صلى الله عليه وسلم ..

 

والأرواح كلها قد خلقها الله في كينونة واحدة ، فكلها خلِقَت بأمر واحد من الله تعالى شأنه ، ثم اشهدها على نفسها يوم ألست بربكم ..

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 78
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الروح ( 2 من 5 )

ولا تظن أن تجليات الله تعالى على الروح تنتقل كما هي إلى القلب والنفس البشرية … ولكنها في الحقيقة تُخفَّف وتُرَقَّق وتُؤَّل حتى تصير رموزا وإشارات يستقبلها القلب والنفس على قدر طاقاتهما واستيعابهما …

 

وعلى العموم فإن كل تغيير يطرأ على الروح لابد وأن يلحق أثر منه القلب والنفس …

وقد يحدث  أن تغلب صفاتُ الروح النورانية صفاتِ النفس البشرية بالكلية .. فصبح العبد ربَّانيا محضاً ، وهو ما يعبر عنه بعض العارفين بموت النفس .. فيقولون أن فلانا قد ماتت نفسه .. ومقصودهم فناء صفات النفس الدنيوية في صفات الروح النورانية ، وبالتالي ترتقي النفس إلى درجات الروح .. وتكون قوانين الروح هي الغالبة على النفس بل وعلى الجسد كذلك في الحياة الدنيا ، فيرى ما لا يراه الآخرون ، ويسمع ما لا يسمعه الآخرون ، وبإختصار شديد يعيش ببعض قوانين عالم الملكوت وهو مازل في عالم الشهادة …

 

وأمثال هؤلاء لا يمثل الموت لهم انتقالا من دار إلى دار .. بل يكون الموت امتدادا لحياته الروحية في الدنيا حيث قد ذاقها وعايشها .

 

ومن خصائص الروح أنها تتقبل المعاني العقلية المجردة حيث تتنزل عليها في قوالب حِسِّية مُقَيَّدة في عالم الخيال في نوم أو يقظة … كأن ترى العِلْمَ المجرّد في صورة اللبن مثلا .. والايمان في صورة العسل .. وتنقل هذه الصور إلى القلب والنفس .. ويبقى على النفس أن تفهم الرمز والتأويل .

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 77
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الروح ( 1 من 5 )

هي سرُّ الله تعالى في الإنسان ……

 

وهي من الملأ الأعلى … أي من أعلى عوالم الملكوت … وهي غير ” الروح القدس ” ، وغير ” الروح الأمين “، وغير ” الروح من أمر ربي ” الذي سألَ عنه اليهودُ رسول الله صلى الله عليه وسلم …

 

وهي نورانية بحتة .. مؤمنة بفطرتها .. موحدة بطبيعتها .. مكانها البرزخ … وعرشها قلب العبد … وعينها الفؤاد … ونظرها إلى الله تعالى لا تغفل عنه … ولها نظر يروح ويجئ إلى النفس والجسد كما قلت سابقا …

 

هي محلُّ تجلِّيات الله تعالى في الإنسان … وهي تنير القلب بنور التجلِّيات الإلاهية ..والقلب ينير النفس بهذه الأنوار …. فتدفع النفسُ الصالحةُ الجسدَ للعمل الصالح المبرور …

 

وكذلك نور الأعمال الصالحة المبرورة يزيد في أنوار النفس البشرية ، فيزداد نور القلب من أنوار النفس ، فيسطع نور القلب على الروح فتزداد نورانية وسعة واستعدادا لقبول التجليات الإلاهية .

 

والعكس صحيح … فإن السيئات وأعمال الفجور – والعياذ بالله – تزيد النفس إظلاما فيظْلم القلب بإظلامها ، فيطمس جزءا من أنوار الروح الفطرية فيها ، فَتُحْجَبُ عن تقبل الأنوار الإلاهية ، وتنزل من مكانتها التي كانت عليها .. حتى تُحْجَب عن الله تعالى بالكلية نتيجة لأفعال العبد من السيئات …

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 76
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

البرزخ ( 4 من 4 )

وكما هو واضح فإن للبرزخ أعلاه .. وأسفله .. وأوسطه .. درجات .. وكل مجموعة من الأرواح لها مستواها ، ولكن كل روحٍ مشغولة بما يفيض الله عليها ، حتى وإن كانت الأرواح في مستوى واحدٍ ، فسبحان الواحد العظيم ….

 

وبعض الأرواح العليَّةِ في البرزخ لها حق النزول إلى الدنيا لسبب يعلمُه الله تعالى ، ويكون لها مظاهر يعلمها أهل الله وخاصته وإن كانت هذه المظاهر تُشَابِهُ الأحياء في كثير من الأمور …

 

وكذلك بعض الأحياء على الأرض يكون لهم حق الاطلاع على البرزخ وما فيه ، لسبب يعلمه الله تعالى .. ولكنهم لا يعيشون فيه ، ولكن يكون لهم مجرد سياحة واطلاع على أحوال أهله ، وكلٌ على قدرِ روحه واتساعها ….

 

هذا بعض ما قرأناه عن البرزخ .. وما رأيناه وما زرناه .. واستغفر الله تعالى مما قلت وأقول إن كان يخالف ما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. وهو إن شاء الله لا ولن يخالف ….

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 75
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

البرزخ ( 3 من 4 )

وتجليات الله تعالى علي الأرواح في البرزخ تزيدها قوة واتساعا فيزداد أثرها على النفس والقلب إذا كان صاحبها يعيش على الأرض ، لذلك ينشرح صدره للعبادة ويزداد ورعا وتقوى وكذلك يزداد عبادة وأعمالا صالحة ، وهوعلى الأرض لا يدرى سببا لإقباله على الله تعالى وزيادة بِرِّه وتقواه …

 

والعكس كذلك إذا ما صَلُح حالُ عبدٍ على الأرض فازداد عبادة وتقوى وورعا ، وازدادت أعمال البر عنده في دنياه ، فإن هذه الأعمال تترجم إلى أنوارٍ تشرق على الروح في البرزخ فتزداد نورانية واتساعا فتكون أهلا لتجليات الله تعالى عليها .

 

فالحال الأول هبة من الله تعالى للعبد ، والحال الثاني مكتسب من أفعال العبد نفسه … وكلا الأمرين من الله تعالى سبْقاَ وقضاءَ .. ولكن انظر ” رجال يحبهم ويحبونه ” … فهناك قوم هو سبحانه يحبهم وهم أهل الاجتباء والاصطفاء .. وقوم يحبونه هم أهل التوبة والإنابة إليه ..

 

والعبد في الحالين لا يدري من أي صنف هو ….

 

وقد يَتَبَدَّلُ الحال …. فيصير المحبٌّ محبوباَ والمحبوبُ مُحِبّاَ .. والله تعالى لا يُسْألُ عما يفعل .. وهو صاحب الفضل والمنّة …

 

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 73
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا