الآن بفضل اللـه على Apple store
يمكنكم تحميل تطبيق أحب محمدا
شاركوه من تحبون
https://itunes.apple.com/us/app/%D8%A3%D8%AD%D8%A8-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7/id888628726?ls=1&mt=8
ولا تظن أن تجليات الله تعالى على الروح تنتقل كما هي إلى القلب والنفس البشرية … ولكنها في الحقيقة تُخفَّف وتُرَقَّق وتُؤَّل حتى تصير رموزا وإشارات يستقبلها القلب والنفس على قدر طاقاتهما واستيعابهما …
وعلى العموم فإن كل تغيير يطرأ على الروح لابد وأن يلحق أثر منه القلب والنفس …
وقد يحدث أن تغلب صفاتُ الروح النورانية صفاتِ النفس البشرية بالكلية .. فصبح العبد ربَّانيا محضاً ، وهو ما يعبر عنه بعض العارفين بموت النفس .. فيقولون أن فلانا قد ماتت نفسه .. ومقصودهم فناء صفات النفس الدنيوية في صفات الروح النورانية ، وبالتالي ترتقي النفس إلى درجات الروح .. وتكون قوانين الروح هي الغالبة على النفس بل وعلى الجسد كذلك في الحياة الدنيا ، فيرى ما لا يراه الآخرون ، ويسمع ما لا يسمعه الآخرون ، وبإختصار شديد يعيش ببعض قوانين عالم الملكوت وهو مازل في عالم الشهادة …
وأمثال هؤلاء لا يمثل الموت لهم انتقالا من دار إلى دار .. بل يكون الموت امتدادا لحياته الروحية في الدنيا حيث قد ذاقها وعايشها .
ومن خصائص الروح أنها تتقبل المعاني العقلية المجردة حيث تتنزل عليها في قوالب حِسِّية مُقَيَّدة في عالم الخيال في نوم أو يقظة … كأن ترى العِلْمَ المجرّد في صورة اللبن مثلا .. والايمان في صورة العسل .. وتنقل هذه الصور إلى القلب والنفس .. ويبقى على النفس أن تفهم الرمز والتأويل .
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 77
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا
هي سرُّ الله تعالى في الإنسان ……
وهي من الملأ الأعلى … أي من أعلى عوالم الملكوت … وهي غير ” الروح القدس ” ، وغير ” الروح الأمين “، وغير ” الروح من أمر ربي ” الذي سألَ عنه اليهودُ رسول الله صلى الله عليه وسلم …
وهي نورانية بحتة .. مؤمنة بفطرتها .. موحدة بطبيعتها .. مكانها البرزخ … وعرشها قلب العبد … وعينها الفؤاد … ونظرها إلى الله تعالى لا تغفل عنه … ولها نظر يروح ويجئ إلى النفس والجسد كما قلت سابقا …
هي محلُّ تجلِّيات الله تعالى في الإنسان … وهي تنير القلب بنور التجلِّيات الإلاهية ..والقلب ينير النفس بهذه الأنوار …. فتدفع النفسُ الصالحةُ الجسدَ للعمل الصالح المبرور …
وكذلك نور الأعمال الصالحة المبرورة يزيد في أنوار النفس البشرية ، فيزداد نور القلب من أنوار النفس ، فيسطع نور القلب على الروح فتزداد نورانية وسعة واستعدادا لقبول التجليات الإلاهية .
والعكس صحيح … فإن السيئات وأعمال الفجور – والعياذ بالله – تزيد النفس إظلاما فيظْلم القلب بإظلامها ، فيطمس جزءا من أنوار الروح الفطرية فيها ، فَتُحْجَبُ عن تقبل الأنوار الإلاهية ، وتنزل من مكانتها التي كانت عليها .. حتى تُحْجَب عن الله تعالى بالكلية نتيجة لأفعال العبد من السيئات …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 76
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا
وكما هو واضح فإن للبرزخ أعلاه .. وأسفله .. وأوسطه .. درجات .. وكل مجموعة من الأرواح لها مستواها ، ولكن كل روحٍ مشغولة بما يفيض الله عليها ، حتى وإن كانت الأرواح في مستوى واحدٍ ، فسبحان الواحد العظيم ….
وبعض الأرواح العليَّةِ في البرزخ لها حق النزول إلى الدنيا لسبب يعلمُه الله تعالى ، ويكون لها مظاهر يعلمها أهل الله وخاصته وإن كانت هذه المظاهر تُشَابِهُ الأحياء في كثير من الأمور …
وكذلك بعض الأحياء على الأرض يكون لهم حق الاطلاع على البرزخ وما فيه ، لسبب يعلمه الله تعالى .. ولكنهم لا يعيشون فيه ، ولكن يكون لهم مجرد سياحة واطلاع على أحوال أهله ، وكلٌ على قدرِ روحه واتساعها ….
هذا بعض ما قرأناه عن البرزخ .. وما رأيناه وما زرناه .. واستغفر الله تعالى مما قلت وأقول إن كان يخالف ما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. وهو إن شاء الله لا ولن يخالف ….
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 75
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا
وتجليات الله تعالى علي الأرواح في البرزخ تزيدها قوة واتساعا فيزداد أثرها على النفس والقلب إذا كان صاحبها يعيش على الأرض ، لذلك ينشرح صدره للعبادة ويزداد ورعا وتقوى وكذلك يزداد عبادة وأعمالا صالحة ، وهوعلى الأرض لا يدرى سببا لإقباله على الله تعالى وزيادة بِرِّه وتقواه …
والعكس كذلك إذا ما صَلُح حالُ عبدٍ على الأرض فازداد عبادة وتقوى وورعا ، وازدادت أعمال البر عنده في دنياه ، فإن هذه الأعمال تترجم إلى أنوارٍ تشرق على الروح في البرزخ فتزداد نورانية واتساعا فتكون أهلا لتجليات الله تعالى عليها .
فالحال الأول هبة من الله تعالى للعبد ، والحال الثاني مكتسب من أفعال العبد نفسه … وكلا الأمرين من الله تعالى سبْقاَ وقضاءَ .. ولكن انظر ” رجال يحبهم ويحبونه ” … فهناك قوم هو سبحانه يحبهم وهم أهل الاجتباء والاصطفاء .. وقوم يحبونه هم أهل التوبة والإنابة إليه ..
والعبد في الحالين لا يدري من أي صنف هو ….
وقد يَتَبَدَّلُ الحال …. فيصير المحبٌّ محبوباَ والمحبوبُ مُحِبّاَ .. والله تعالى لا يُسْألُ عما يفعل .. وهو صاحب الفضل والمنّة …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 73
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا
وإن كانت الأرواح لا يحدُّها مكان .. إلا أنها تسكن البرزخ حتى يوم القيامة ، وهو يمتد اتساعا وارتفاعا إلى ما بعد السماء السابعة … وكل روح لها مكانها ومكانتها على قدر نورانيتها وهدايتها …، ومن الأرواح ما هي محبوسة في مكانها في البرزخ ، ومنها ما هي حرة الحركة تروح وتجئ فيه ، ومنها ما تسمو وتعلو وتهبط وتننزل تبعا لأفعال الأنفس والأجساد ، إن كانت أنفسها وأجسادها لا تزال تعيش على الأرض …
وتتلاقى فيه الأرواح .. وتتزاور … وتسعد وتشقى … وتتصل بالملأ الأعلى .. وكذلك تتصل بأهل الأرض … في عوالم الرؤى والمنامات وكذلك تتصل بالأحياء في بعض عوالم الملكوت .
ولا ينقطع السير ألى الله تعالى في هذا العالم لأن السير إليه يكون بالقلوب والأرواح … وسبحان الكريم الوهاب …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 73
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا
هو أحد عوالم الملكوت .. وهو الوسط بين عالم المُلْكِ وعالم الملكوت .. ففيه بعض صفاتِ هذا العالم وبعض صفاتِ العالمِ الآخر .. فهو يشرف على الدنيا وعلى الآخرة معاً .. ولذلك سُمِّىَ ” برزخا ” أي الشئ أو الوسط بين وسطين ، يقول تعالى في سورة المؤمنون ” ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ” آية 100 .
وفيه مستقر الأرواح منذ نشأتها .. وحتى النفخ في الصور … ولا يوصف البرزخ بأوصاف أهل الدنيا … وكل من حاول وصفه من العارفين رضى الله عنهم قد وقع في المحظور فلا أجاد ولا أفاد …
وكل ما يمكن قوله أنه في عَالَمِ الملكوت ، وله وجه إلى الآخرة وله وجه إلى الدنيا ، وله وجه إلى الجنة ، وله وجه إلى النار ، وأرواح الكفار وأهل العذاب من المؤمنين يواجهون النار ، وأرواح أهل السعادة يواجهون الجنة ، ويمتد إلى كلا الفريقين بعض خصائص ما يواجهونه من الجنة أو النار … ولذلك فهم إما منعَّمون وأما معذَّبون …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 72
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا
ولكن النفس التي استطاعت في حياتها الدنيوية مع الجسد أن تتعامل مع عوالم الملكوت ، فتهذبت .. وَرَقَّتْ وشَفَّتْ ..، واستنارت بنور الروح عليها …، فهذه يكون يوم خروجها من جسدها هو يوم عيد لها …، حيث تنطلق من هذا الغطاء وتكون حرة الحركة في انطلاقها إلى من تحب وما تحب من أسرار الله وأنواره …
ذلك أن الله سبحانه وتعالى يكشف للروح عن بعض تجلِّياته التي تعشقها فتلتفت الروح إلى هذهِ الأنوار بالكلية حتى تنسى الجسد ، وتتبعها النفس في هذا الإلتفات إلى الأنوار التي تحبها فتترك الجسد نهائيا دون أن تُحِسْ .. فيحدث الموت بسهولة ويُسْر ….
لذلك يمكن أن نقول أن الموت هو انتقال من طور حياة للإنسان لها أسلوبها وقوانينها إلى طور حياة أخرى لها قوانينها وأسلوبها … أو هو انتقال من حياة العبد في عالم الملك والشهادة إلى حياة العبد في عالم الملكوت ، وتكون حياة العبد في هذا العالم الجديد مبنية علي ما قدمه في حياته الدنيوية من أعمال سير وسلوك إلى الله تعالى ( سبق توضيح المعنى بموضوع “” السير والسلوك “” ) …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 70
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا
الموتُ ينهي أعمال الجسد ، وتنقطع صلته بعوالم الملك والشهادة ، فيفقد الحركة والإحساس والإدراك …
ولكن تنطلق النفس بأحمالها مع الموت …، وينكشف لها ما لا كانت تبصره ولا تسمعه من عوالم الملكوت ، فقد كُشف غطاء المادة ، فانطلقت من ماديتها ودخلت في عوالم الملكوت ، فتعاملت مع قوانينه ، ” لقد كنت في غَفْلَة من هذا فكشفنا عنك غطاءك ، فبصرك اليوم حديد ” …
والنفس التي ارتبطت بالجسد منذ خلقه إلى فنائه ..، حيث هو منفذ النفْس إلى الحياة الدنيا … وينفذ لها رغباتها وأوامرها لذلك فهي تعشقه .. ولا تريد الخروج منه ….
لذلك فإن خروجها من الجسد يكون بالغ الصعوبة ، وفي منتهى الألم لها ، بل إنها تستمر على علاقة بالبدن بعد دفنه في القبر ، ولكن بكيفية تختلف عن علاقتها به في الدنيا ، لذلك فهي تحس بما يعتريه من آلام وعذاب يُسلَّط عليه من عالم الملكوت ، وليس من عالم الشهادة …
ومن هنا كان إحساس الميت بعذاب القبر .. وكان القبر إما حفرة من النار أو روضة من الجنة …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 69
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا