” الظِلال “

جميع المخلوقات في الكون بلا استثناء يكون وجودها وجودا مؤقتا.. أما دائم الوجود فهو اللـه تعالى.. الثابت الذي لا يتغير و لا يتبدل..

و لذلك يطلق اللـه تعالى على جميع الكائنات اسم “الظِلال” فيقول جل شأنه “و لله يسجد من في السموات و الأرض طوعاً و كرهاً و ظِلالهم بالغدو و الأصال” سورة الرعد آية (15) .. فأنت مثلاً ترى الناس تسجد للـه طوعاً.. أما السجود بالإكراه فأنت لم تلمسه بعينيك.. فافهم هذه الدقيقة فتح اللـه عليك..
فسجود القهر باللـه ساري في كل الموجودات سواء المؤمن أو الكافر.. فإن شئت أن تتعمق في الفهم فانتظر قوله تعالى “كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام” سورة الرحمن آية (26-27) ..

فالبقاء الحق للـه الحق وحده.. و اسمه تعالى الباقي.. و اسمه الحي.. فمن بقى فبه و من حيى فبه.. و أنت ظِل من الظِلال.. و حقيقتك هي روحك و نفسك.. أما جسدك فهو مِن الظِلال..

فرسول اللـه صلى اللـه عليه و سلم حينما يرى تلك الصور في إسرائه و معراجه إنما يطلعه اللـه تعالى على ما شاء من علمه جل شأنه فيرى فيه ما نسميه نحن بالماضي و المستقبل في آن واحد.. و صدق اللـه تعالى “و لا يحيطون بشيئٍ من علمه إلا بما شاء” سورة البقرة آية (255) .

مقتطفة من كتاب “محمد نبي الرحمة” – لعبد اللـه / / صلاح الدين القوصي

www.alabd.com

www.attention.fm