و تَبَسَّمَتْ “ليــلى” فَمِتُّ مِنْ الحيــا
يــاليْتَنِى قـدْ مِــتُّ قَبْــلَ تـَلاقى
قالت:سلامٌ..قلتُ: لـى!! قالت:نعـم
منْ يغفر الأخطــاءَ غيـرَ وِفاقى!!
وسجدتُ .. قـالت:كُلُّكـم عبــدٌ لنــــا
والكُــلُّ خَطَّــاءٌ .. وفَضْلِىَ واقـى
قلتُ: اغفرى لى..قالت:انهض..إنما
بـالفضلِ تدخل نُورَ قُدْسِ رِواقى
قلتُ: الثنـــاءُ لكــــم وحمــداً لائقـــاً
قالت : أحبُّ الحمدَ..فهو صَداقى
قد عزَّجـــاهُكِ..قلتُ:أخطبُ وُدَّكُـــمْ
قـالت : تَـهَيَأْ لى بغـــيرِ نفــــــاقِ
لا تطْلُبَنْ غيــــرى .. وكُنْ لى نـاظراً
فــــالكـونُ ما فيه سوى أخلاقى
إنِّى أحِبُّـــكِ .. قلتُ : لكِنْ عاجِـــزٌ
مـا أرتجى منكم سِوَى الإشراقِ
قــالت: تأدَّب عندنا..واسمع ..وكُــنْ
عبـــدى بـِحَقٍّ كى تــرى أرزاقى
واسمع .. وصُن ما بيننـــا إلا الـــذى
أمْـرى بـــــأنْ تُبـدِى بـلا إغـــلاقِ
هذا لأهلى ..إنمـــــا مَنْ غَيْــــرُهُـم
فــــاسكُت وكُـنْ صَمْتاً بلا إنطاقِ
قلتُ : الذنوبُ كبيــــرةٌ فى حقِّكـــم
قــــالت : وغـُفْرانى على الآفـاقِ
قلتُ:استحيتُ وحَقِّكُمْ مِنْ فضلِكــم
قـــالت:حياؤُكَ فيه مِـنْ إشفاقى
قلتُ : اجعلينى عندَ قُدْسِكِ طاهـراً
قـــالتْ:سَتَتْبَــعُ ما قَضَتْ أوْراقى
تعلو .. وتهبطُ .. كُـلُّكُــم خَطَــــأٌ بكم
وأنــــا أتــوبُ على الذِى بـِروَاقى
قد بَشَّرْتُمُونِى قلتُ : قبـــلاً بالمنى
قــــالت: متى شِئْـنا أتَتْ أرزاقى
مِنِّى إليـــــــك الفضل دون فِعالكم
أوَ قـد ظننتَ الفَضْلَ باستحقاقِ!!
إنى أنا الـوهابُ.. فافهم حكمتـــى
و متـــى أشـاءُ أتى إليك الساقى
لا منكمُ فـعـلٌ .. فـإنِّـــى فــاعـــلٌ
وأنـــــــا الذى أعلـو على الأعناقِ
فـــافـهم وكُن متـأدِّبـــاً فى قولِكم
يعلـــو بكـم فضلى و عَقْدُ وِثاقى
مقتطفة من قصيدة ” حـالى ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى