الحُبُّ لايكون لمجهول تماماً .. بل لابد من نظر أو سماع بداية .. فيتكونُ فى الخيال صورةٌ لما رأى أو سمع … وتَدْفَعُهُ هذه الصورة المتخيَّلة إلى استجلاء الحقيقة فيما سمع أو رأى .. وبذلك يحدث التعلُّقُ .. والشوق … فاذا اقترب منه المحبوب ، فوجده كما كان يتصور فى خياله ، ازداد له حباً … وكان الوصل له شفاءً وسعادة … فينشأ فيه بعد ذلك الاشتياق …
إذاً فالحب ميلٌ وطلبٌ لشئٍ ليس بالمعلوم كليةً ولا بالمجهول كليةً …
ويليه الشوق إلى المحبوب للارتواء منه والراحة والسعادة معه .. وهو منه بعيد ….
وَيَلِيهِ الوصل بالمحبوب لتمام سعادته .
وَيَلِيهِ الاشتياق للمحبوب .. ويكون فى حالة القرب ، وبعد الوصال …
والعشق هو شدة الحب … والـوَلَـهُ هو شِـدَّةُ العِشـْـقِ ..
ومن كان الوَصْلُ له دواءً وشِفَاءً .. فإنَّ هذا لِنَقْصٍ فيه أو فى
محبوبه … فان المحب الصادق لايشبع .. ولايزيده الوصل إلا اشتياقًا
وحُبـًّا … فهو لا محالةَ مقتولٌ بين البُعْدِ والهَجْرِ بِشَوْقِهِ .. وبين القُرْبِ
و الوَصْلِ باشتياقه …
– لذلك نحن نقول لمن يقول أنه شرب كأساً من الحب فاطفأت ظمأه وسعد بها وارتوى واكتفى … يا مسكين .. ما عرفت الحب
ولا المحبين …
فوالـلَّـه لوشرب المحب بحاراً تلتها بحارً من المحبوب .. ما ارتوى .. ولا اكتفى …
فإذا تكلمنا عن الحب الإلهى وتعلُّقِ الروح به سُبْحَانَهُ .. فماذا نقول .. !!!
مقتطفة من كتاب ” أنوار الأحسان (أصُول الوصُول ) – الباب الرابع ” – لكتابه الإمام عبد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com