• إن النفس الحيوانية قد أدخلت إلى الجسد منذ كونه جنينا في بطن أمه ..، وحيث أن الجسد هو منفذها الوحيد للحياة الدنيا .. وهو الوحيد المنفذ لرغباتها الأرضية ..، لذلك فهي حريصة على ضمان استمرار بقائه في الدنيا .. وذلك حبا لنفسها ولدوام بقائها ..، لذلك فإن الغرائز الحيوانية منسوبة لها هي .. والجسد منفذ لها .. وضمان بقاء حياتها الأرضية يستند أساسا إلى دافعين قويين فيها .. الأول هو الغضب .. والثاني هو الشهوة ..
• والمراد بالغضب هو كل إحساس بضرر مادي أو معنوي ..، والشهوة هو كل إحساس بمنفعة ..، فكل ما يضمن للجسد استمراريته ودوامه في الحياة .. تكون النفس حريصة عليه ..
• كذلك حيث أن النفس حريصة على منح الجسد مقومات حياته المادية والحفاظ عليه وعدم تعرضه للتلف ..، فهي التي فيها الإحساس بالجوع والعطش والأمن والخوف والحب والبغض والفرح والحزن ،، فالغضب وإن كان من الصفات المذمومة إلا أنه يكون في بعض الأحيان شرفا وعزة ..، فمن يغضب لانتهاك محارمه أو محارم الله تعالى .. فهو غضب محمود وضروري .
• وهكذا تجد أن لكل صفة من صفات النفس حد اعتدال محمود وحسن استخدام مطلوب ..، وكذلك إفراطا في استخدامها ، وهو تجاوز حد الاعتدال .، أو تفريطا فيها بعدم استخدامها ..، والإفراط والتفريط كلاهما مذموم ..
• فهذه الغرائز أو الصفات هي عِدَّةُ النفس لضمان استمرار حياتها والحفاظ على حياة الجسد الذي تعيش فيه وهو نافذتها في الدنيا وهو آلاتها التي تستخدمها .. ولكن عدم توازنها وسوء استخدامها هما المذمومان ..
للاستزادة : باب الجسد والنفس والروح كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 83
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا