قالتْ”ليـــلَى”:كيفَ تَـــرانــى؟
قـُلْتُ : أراكِ بكُـلِّ كَـيــَـانى
قالتْ:فــاغضُـضْ عيــنَكَ عنِّـى
قلتُ: وأيْنَ يروحُ جَنـَانى!!
قالـــتْ:وَحـِّدْ..وَ احْــذَرْ شِرْكـاً
قلتُ : الشِرْكُ كلامُ لِــسَـانى
قـــالتْ:كيفَ!! فقـُلتُ:سِـــوَاكِ
خَلَتْ أكْوَانى مِنْ أعْـيـَانى
لستُ أرَى لسِــوَاكِ حُضُـــوراً
إنَّ الـغـَــيْـرَ سَـــــرابٌ فَـــــانٍ
قـــالتْ:سَبِّـــحْ..قُـلْتُ:لمـاذا !!
قالتْ : فالـتَّـسبـيـحُ لـِـسَـانى
قُـمْ لِــــى كَـبِّـرْ..قُـلْتُ:فـكيْـفَ
وَ غيْـرُكِ عِنْدى خَـلـْقٌ فَانِى
قـــالتْ:فاذكُـرْ..قـلتُ:الــذَّاكرُ
أنـْتِ و ليسَ الذِّكرُ بـشَــأنى
قـــالتْ:فيــكَ..فـقُـلتُ: لَـعَـلِّى
قالتْ:ذلِكَ مـنْ إحســـَـانى
إنْ سبــَّـحْـتُ فـــذِكـرُكَ فـِـــىَّ
و أَنتَ مُحَـرِّكُ قَـلْبِ لسـانى
أسألُ نفسى أينَ وُجُـــودى!!
فى الأكوانِ..وأينَ كيانى!!
كُــــلِّى أنتَ الـظَّــاهِــرُ فِـــــىَّ
و كُلُّ البـاطِنِ أصْـلٌ ثــَانى
يَسْقى البــاطــنُ أرْضَ الظَّـاهِرِ
ثُــمَّ يَــزيــدُ وَ قَـدْ يـغـْشـَــانى
حتَّـــى أَسْــاَلُ أيْـــنَ الــكَـــوْنُ
إذا مَا دارَ فـأَيـْنَ مَـكانى !!
خَــلْـــقٌ فَـــــــانٍ لَــسْـتُ أراهُ
و لـكنْ ألْمَسُ فيـهِ كَــيَـانـى
أبْحَثُ دَوْمــــاً أيْــنَ وُجُـــودى
فإذا بى حَـلَـقَاتُ دُخَـانِ !!
أَدْخُـــلُ فى الأكـــوانِ وأخْـرُجُ
حيًّا مـَـاتَ المَوْتَ الـثــّـَـانى
أنـا مَــوْجــودٌ .. لكـنْ أيْــنَ!!
ومَنْ ذَا يعرِفُ حَقَّ مكانى!!
أدورُ بفـلـكٍ عِنْـــدى أعْــلَـى
فوقَ الـكُلِّ بــدونِ تـــَوانى
فَــلَكى نَعْـــلُ رســولِ الـلَّــهِ
-عليهِ صَلاتى- قَدْ أهْدانى
صلَّى الـلَّـــهُ عليْــكَ و سَلَّـمَ
يا نوراً فـى لــُبِّ جَــنــَــانى
مقتطفة من قصيدة ” الفلك ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى