بسـم العلــىِّ الـواهبِ الــرزَّاقِ
و اسمِ الكريمِ القــادرِ الخــلاَّقِ
عَبِّـئْ كؤوسك كلَّها .. يا ساقى
و أْتِ بكــلِّ دِنانها .. و الباقــى
أنا لستُ أشرب كأسَها..بل نورَها
عَبـًّا .. و املأ بالرضـا أشداقى
كَشَفَتْ حِجَابًا..ثم أَلْقَتْ بُرْقُعًــا
و إذا جميع الكون فى إشراقِ
قالت:سلامًــا..لا حجابٌ بيننـا..
سَلَّمْتَ مَهْرِىَ كاملَ الإغداقِ
و لِىَ الخِيارُ..و قد رفعتك عندنا
فوق الجميعِ .. و سائرِ العشاقِ
لولا حياؤك..ما ظَهَرْتُ بدارِكمْ..
قلت:المكانُ..و دارُنا..و رواقى
مِنْ بعضِ جودِكِ..لستُ يومًا مالِكًا..
فأنـا الأسيرُ لِـمـنـحـةِ الـرزاقِ
أنا.. ما أرى إلاَّكِ .. بل كلُّ الوَرَى
فى عينكمْ..بالرمش و الأحداقِ
و الكـلُّ مــرآةٌ .. يراكــمْ صـورةً
فيها.. و يرضىَ فى الهوى بمذاقِ
قالت:وأنت!!فقلتُ:لا و جلالِكم
أنا..منـكِ آذانٌ..و عينُ مآقـى!!
أنا..ما رَضِيتُ بإسمكمْ أو نعْتِكمْ..
و هما الرِضَا فى مَطْلبِ المشتاقِ
هم مُقْتَضَى الذاتِ العليَّةِ..قيل لى
فَفَـهِمْتُ .. دون بَقِـيَّةِ العشَّاقِ
مقتطفة من قصيدة ( الـفَـرِيـقْ “تقديم”) – ديوان ” الـفَـرِيـقْ ” – عبد اللـه // صلاح الدين القوصى