انظر كيف يصف الله تعالى الجنة مثلا وما فيها من أنهار من لبن ، وعسل ، وخمر ، وفاكهة ، ورمان ، ولحم طير ، وغيره …. ثم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة ” فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ..، ولا خطر على قلب بشر ” وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم …
إذا فليس في الجنة إلا هذه المسميات .. أما معانيها وحقائقها فإنها لم تخطر على قلب بشر في هذه الدنيا ..، فلا الأنهار كالأنهار ..، ولا الخمر كالخمر ..، ولا الرمان كالرمان … ولكن يضرب الله الأمثال للناس .. ويقرب إليهم المعاني .. ويرمز إلى ما لا يعلمون بأسماء ما يعلمون ….
فعندما يقول سبحانه وتعالى ” نفخت فيه من روحي ” .. و ” كل يوم هو في شأن ” .. وكذلك عندما يقول صلى الله عليه وسلم أن الملك ينفخ الروح في الجنين بعد تمام أربعة أشهر من بداية الحمل كما في الحديث المعروف ، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام أن الميت إذا مات خرجت روحه .. أو صعدت روحه …
أقول عندما تسمع هذه الألفاظ والتعبيرات فإنه لابد لعقلك أن يتوقف عن المفاهيم المعتادة في عالم الملك عن النفخ ، واليوم ، والنزول ، والصعود ،، وإنما جاءت هذه الألفاظ لتقريب المعنى إلى عقلك وخيالك لا غير .
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 64
لعبد الله \ صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا