ويَسرِى به اللَّه تبارك وتعالى إلى بيت المقدس.. فيصطف الأنبياء لاستقباله فيصلى بهم إماما وهم خلفه.. آدم وإبراهيم ونوح و موسى و عيسى و سليمان و يونس وجميع الأنبياء.. هو إمامهم كلهم.. ويجتبيه اللَّه تعالى بالمعراج إليه فيرحب به أهل كل سماء ويحتفون بمقدمِهِ عليـهم.. ثم يتأخر سيدنا جبريل عليه السلام أمين وحى اللَّه.. ويقول تقدم يا محمد.. فما منا إلا له مقام معلوم. فيتأخر جبريل.. ويتقدم محمد!! فيغيب فى الأنوار الإلاهية ويناجى ربه : التحيات للَّه.. والصلوات والطيبات للَّه. فيرد عليه رب العزة والجلال رب الملك والملكوت : السلام عليك أيـهـا النبى ورحمة اللَّه وبركاته… فلا ينسى رسول اللَّـه ﷺ وهو فى هذه الحضرة العـلوية أحـبابه فيقول : السلام علـيـنـا وعـلى عباد اللَّه الصالحين.. ويريه اللَّه تعالى الكبرى من آياته. فيمجد ربه تعالى بخير كـلام يقال، ويقر بعبوديته للَّه تعالى وهو فى هذا التشريف اللانـهـائى فيقول : أشهد ألا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ونبيه ورسوله..
ويكون ما قد كان.. ثم يشرع اللَّه تعالى لحبيبه الصلاة لتكون فيها قرة عين له وللمؤمنين معه.. فهى مناجاة كل يوم وليلة لرب العزة والجلال… ويعود فيقابله سيدنا موسى عليه السلام فيرى الأنوار والأسرار تشعُّ من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو حديث عـهـد بالمناجاة العلية.. والحضرة السنية.. فيتملى منه مَلياً.. ويستوقفه متمليا من الأنوار القدسيَّة ويطيل معه الحديث عسـى أن ينال من نـوره.. ويقول له ارجع إلى ربك يا محمد. ارجع لـتزداد نورا وإشراقا وسل ربك التخفيف، ويعود الرسول ﷺ إلى ربه ليشرق على قلبه مزيد من الأنوار والأسرار ويرجع فيستقبله موسى وقد ازداد نوره فيسـتوقـفـه ويـتملى منه ويقول له ارجع إلى ربك فسله التخفيف.. إرجع يا محمد لـتـعود إلينا بما لا نـحظى به إلاَّ منك.. ومالا نراه إلا بك حتى يقول رسول اللَّه ﷺ.. استحيَـيْت من ربى..
مقتطفة من كتاب ” محمد ﷺ نبى الرحمة” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى
للإستماع إلى إذاعة ” حب النبى ” الدخول على :-