مـا زاغ الـبـصـر وما طـغـى

حذار أيضـًا أن تظن أن رسول اللَّـه ﷺ فى مناجاة الإسراء و المعراج قد سمع بأذنيه الشريفتين.. أو حتى رأى بعينيه أو تكلم بلسانه …

و تأمل قوله تعالى : ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ) الفؤاد رأى و سمع و تحدث أيضاً و لكن اللَّــه تعــالى يتحدث عن البصــر والسمع فـى أول ســورة الإســـراء ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .

و مـا زاغ الـبـصـر وما طـغـى … بل الــتـزم  بالأدب الأعـلـى و الحضور الكامل …

و نفهم من الآيات أن اللَّـه تعالى قد أعده لهذه المناجاة إعدادًا خاصًا فجعله سميعًا بصيرًا بكيفية زائدة عن البشر العادى.. فإنه صلى اللَّـه عليه وسلم كان قبل هذا الإعداد سميعًا بصيرًا كغيره من البشر .. فلابد أن يتم هذا الإعداد الزائد عن إعداد البشر العام بإعداد خاص لسماع و رؤية ما لا يستطيع البشر العادى أن يسمعه أو  يراه …

فرسول اللَّـه فى المعراج تحدث و سمع و رأى من ذاته فى ذاته حيث لا مكان و لا زمان … و انكشفت الحجب فى تلك اللحظة الآنية فرأى الماضى و الحاضر و المستقبل فى مشهد واحد…

يقول اللَّه تعالى: ( لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ) .. بمعنى أنه رأى كبرى آيات ربه.. كشف اللَّـه له الحجب التى لم تكشف حتى لسيدنا جبريل .. فأراه اللَّــه تعالى و أطلعه ﷺ على ما حوت روحه العظيمة من أنوار و أسرار .. فعرف قدر ذاته عند اللَّـه تعالى …

و أسأل اللَّـه العفو إن كنت مخطئًا .. 

مقتطفة من كتاب ” محمد مشكاة الأنوار صلى الله عليه و سلم ” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

للإستماع إلى إذاعة ” حب النبى ” الدخول على :-

attention.fm