يـقـول تـعـالـى فـى أول ســورة فــاطــر: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
و لو تـقيدنا بالتفاسير القديمة التى اعتبرت الجناح مثل جناح الطير .. و ما دام هو جناح مَلَك .. و المَلَك عظيم فلا بد أن يكون الجناح مزينًا بالذهب و الفضة و اللآلئ طبعًا !! وسيدنا جبريل يحمل قرية سيدنا لوط عليه السلام على طرف جناحه وليس على جناحه كله نظرًا لقوته و عظمته … إلخ هذه التفاسير .
و ماذا يكون ردُّك إذا سألك طفلك الصغير الذى يعلم الآن أنه لا هواء بين الكرة الأرضية و القمر و النجوم و أن الطيران لابد و أن يكون فى هواء و ليس فى فراغ .. فكيف تستعمل الملائـكـة أجنحتها فى التحليق بدون هواء !!!
فإذا عرفت أن لفظ الجناح تذكره العرب بمعنى القوة
و الشدة .. فيقولون مَهيض الجناح على المستذل الضعيف ..
و فى القرآن الكريم يقول تعالى : ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ )
فإذا فهمنا لفظ الجناح فى القرآن الكريم بمعنى القوة
و السطوة لكان المعنى أكثر استساغة و عقلانية و ليس هناك من داع لأنْ نَصِف الجناح بالذهب و الفضة و نزيد و نعيد فى كلامنا ثم لا نستطيع أن نرد على المتسائلين عن الطيران وكيفيته…
و صـدق اللَّه تعالى فإن لكل ملك قوة خاصة و مقومات خاصة تهيؤه لما خلقه اللَّـه تعالى له….
و هل تـتصور أن رضوان خازن الجنة مثل مالك خازن النار!! الجمال و الأنس كله فى رضوان .. و الغضب و القسوة كلها فى مالك.. و الاثنان يتمتعان بصفات من اللَّه تعالى من الرضا والغضب..
([1])سورة فاطر آية : (1).
([2])سورة الإسراء آية : (24).
مقتطفة من كتاب ” محمد مشكاة الأنوار صلى الله عليه و سلم ” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى
للدخول على الموقع للإستزاده :
للإستماع إلى إذاعة ” حب النبى ” الدخول على :-