يقول تعالى ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) . فرسول اللَّـه تعالى يؤمن للمؤمنين وَهُوَ أذُنُ خيْرٍ لهـم .. ورحمـة للـذين آمنوا .. يـقـول اللَّـه تـعـالى عـنـه ( حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .. فالرسول ﷺ بالمؤمنين رؤوف رحيم .. حريص على ما ينفع المسلمين فى الدنيا والآخرة.. وهل هناك حرص ومنفعة أهم وأعظم أثرا من منفعة الإيمان والفوز بالجنة والنجاة من النار .. ويقول ﷺ لأصحابه”من مات وترك مالا فهو لورثته ومن ترك دينا فأنا كفيله.. “ وكان ﷺ إذا أحضرت جنازة يسأل أصحابها هل عليه دين .. فإن كان عليه دين سدد عنه دينه ﷺ .. وكان يضحى فى يوم النحر عن أمته..
ويؤكد اللَّه تعالى هذه الكفـالة والضمان للمسلمين فيقول جل شأنه ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) .. فرسول اللَّه ﷺ أحنُّ وأرحم بالمؤمنين من أنفسهم وذلك من فرط حبه ﷺ للمؤمنين.. ويؤكد اللَّه تعالى لك هذا المعنى بأنه حتى زوجات رسول اللَّه ﷺ قد انتقل إليهم جزء من هذا الحب الـذى فى قلب رسول اللَّه للمؤمنين فصرن فى حبهن ورحمتهن بالمؤمنين كأمهاتهم .. بل هن أمهاتهم رحمة ورقة وعطفا..
ويتجاوز هذا السر حدوده المعنوية فيحرم اللَّه تعالى على المؤمنين نكاح زوجات رسول اللَّه من بعده .. لأن الأمـومة قـد تأصلت فيهن وفى قلوبهن وهل يتزوج الرجل أمه !!!.
ثم يقول اللَّه تعالى لرسوله ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) .. فالرسول ﷺ يستغفر اللَّه للمؤمنين حبا فيهم ورحمة بهم .. حيا وميتاً .. فإنـه ﷺ يقول ”إنَّ مـن أفضل أيامكم يوم الجمعة .. فأكثروا من الصلاة علىَّ فإن صلاتكم معروضة علىَّ“. فيتساءل الصحابة : كيف تعرض عليك وقد أرمت.. (أى أن الأرض تأكل جسد الميت) فقال ﷺ ”إن اللَّـه عَـزَّ و جل حرم على الأرض أن تأكل أجـساد الأنـبــياء “رواه ابـن مـاجة وابو داود .. ويقول ﷺ ”ما من أحد يسلم على إلا ردّ اللَّه علىّ روحى حتى أرُدَّ عليه السلام ..“رواه أحمد وأبو داود، وكم من عبد يصلى على سيدنا رسول اللَّهr ليلا ونهارا.. سحرا ومساءً وصبحا وظهرا.. فى صلاة وفى غير صلاة ..
يـروى البخارى ومسلم عن أبى هريرة قوله ﷺ ”أنا أولى بـالمـؤمنـين مـن أنفسهم فمن توفـى مـن المؤمنين فتـرك ديـنا فـعلىَّ قـضـاؤه، ومن تـرك مالا فهو لورثته “ حديث صحيح، ويروى ابن سعد عن بكر بن عبد اللَّه قوله ﷺ ”حياتى خير لكم تُحدِّثون ويحدثُ لكم، فإذا أنا مت كانت وفاتى خيرا لكم تعرض على أعمالكم فان رأيت خيرا حمدت اللَّه وإن رأيت شرا استغفرت لكم “ حديث حسن
مقتطفة من كتاب ” محمد نبى الرحمة ﷺ ” – لكاتبه عبد اللـه / / صلاح الدين القوصى
للإستماع إلى إذاعة ” حب النبى ” عبر الأنترنت :