قـالـوا : شَـهـدْنــــــا لا إلـــــه إلا
أنـتَ فـاكـتـبـْـــنــــا مـع الـشُـــهَّـادِ
لا تَـحْـرِمَـنَّا مـنْ رضـاكَ بَصِـيـــرةً
أبَــدًا لِـتَحْـفَـظَـنَــــا مَـعَ الـسُـجَّـــادِ
واجعل لنا مِنْ فَيْضِ جُودِك نَفْحَةً
لِـتَـكُـونَ قُـوَّتـنــــا وخـيــرَ عَـتَــــــادِ
واحجُبْ بصائرنــــا عن الأغْيَارِ لا
نــرجـو ســـــواكَ بِصَـحْـوةٍ وَ رُقَــادِ
واكشِفْ لنا حُجُبَ الظَلامِ ونورَها
وَ أنِـــرْ بصـائـــــرْنَـا لخـــيرِ جـهـــادِ
وَ اغْفِرْ لمخطئنـا بِــواسعِ رحمةٍ
واخـتِـــمْ لِـمُحْـسِـنِنَــا بخـيـــرِ مُـرادِ
فأجابَهم : وَأنا القريبُ فمنْ دَعَا
لَبَّـيْــتُ بــالفضْـــلِ العمـيمِ عِـبَادى
وأنا المُهَيْمِنُ فى الخـلائقِ كلِّها
وَ أنــــا الحفيـــظُ لِما خَلَقْتُ الهادى
مــــا ذَرَّةٌ فى الكـون إلا بِـدْؤُهـا
و المـنتـهى مِـنـى لِـيَـــومِ مَـــعَـــادِ
فَتَقَدَّسَتْ ذاتى وَجَلَّ عَنِ الثَنــا
قُــدْسى وَ عَرْشِى وَالقضا ومُرادى
وأنا الولىُّ فـلا تـخافـوا ضَـيْـعَـةً
فَـلَـقَـدْ وَلَـيْـتُكُــــمُ بِـنُــــورِ رَشَــادِى
وَ مَنْ ابتغاكُمْ بالأذى مـــا نالكمْ
إنِّى لــــه دَومـــا لَـبِـــــالمِـــــرْصَـادِ
مقتطفة من قصيدة ” الحـــادى ” – ديوان ” الأسير ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى