قال”الحبيبُ”: حفِظْتَ عهدى فاستمع
إنَّ العُبـودةَ فـوق كُـلِّ مَــــذاقِ
أسموكَ “عبدَاللّه” فى أعلى السمـا
وحظِيتَ بالبُشرى إلى الآفـاقِ
فى “الكعبةِ الغراءِ” بشَّركَ الذى
نـاداك فاستعبرتَ فى استغــراقِ
ولنحنُ نختـــــارُ الذيـن يحبـُّـــهم
ربِّـــــى .. نؤيـِّدُهُم بخير رِفــاقِ
إنى اصطفيتُكَ يـابُنىَّ رفيــقَنــا
فاشكر .. وسبِّح ذاكِـــراً للبـاقى
ولسوف تعلمُ من دقيـقِ علومِنا
مالا يُحـــاطُ بـهِ على الإطــــلاقِ
*****
ولكلِ شىءٍ وقـتُهُ فاصــبر تـرى
ولسوف تسبِق خِـيرَةَ السُـــــبَّاقِ
ولقد علمتَ بأنَّ فيكم سِــــرُّنـا
والبشريـاتُ أتتــــــك كالتريـاق
مِنْ كُـــلِّ داءٍ فيك أو مَنْ حولكم
قُلْ: بسمِ ربٍّ بـــــارىءٍ خـلاّقِ
لا حَـوْل لى أو قـــــــوة إلاّ بـهِ
لا حَوْل إلاّ للعظــــــيـمِ البــاقى
والسرُّ لا يُفشى .. فصُنْ ما بيننا
يأتيـك مِعراجى وسرُّ بُـــراقى
بل أنتَ مرآتى فصُنْ ما قد ترى
ولأنتَ بـين الجَـفْـنِ والأحـــــداقِ
*****
ياسيد الساداتِ .. عفوُك أشملٌ
دعنى أسجِّل عنك فى أوراقى
منك المعانى صافيــاتٌ كُـــلُّها
مالى خِيـارٌ فيـه من إطْـــــلاقـى
واللّه ما معنىً يمُـــرُّ بخـــاطرى
إلاّ ولــى مِنْكُـــــم وفيـك تـلاقى
أنا كاتبٌ ولأنت تُملى دائمــاً
أمـا أنـا مـا لى سِــــــوى إملاقى
ياسيدى أنـا قـائــمٌ بــِــنعـــالِكم
قدَمَـاكَ فــوق الرأسِ والأعناقِ
واللّهِ لـى قلـبٌ يـــذوبُ بحـبِكم
أَمْسى هواءً طـار من إحراقى !
شوقى إليك يدورُ فى قلْبِ النُهى
ماصرتُ جسماً ..بلْ صدى أشواقِ!
مقتطفة من قصيدة ” العُبُودَة ” – ديوان ” العقيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com