وَ نَـفْـسٌ فـيه رُوح   .. حَــازَ ســـرًّا

مَــــظــَاهِــرُهُ ببــاطِـــنِــهِ تُـحـــيـطُ

وأوَّلُــــــهُ بــــآخِــــــرِهِ مَــــــــنُــوطُ

وَوَحْــدَانــيــةٌ كــثُــرَتْ فَعَــمــَّــت

وكَــثْرَتُــهُ .. بَــدَا فـــيها البـســـيطُ

خفـاءٌ ظـاهــرٌ فـى الكــلِّ حــتى

إذا ظهرَ الخفَا … مُحِيتْ خُطوط

********************

فـأرحـامٌ .. وأصــــهـارٌ .. ونَـسْـــلٌ

وآدمُ حـين تنْسِـــبُهُ ..  لَـقِـــيطُ !!

وَ نَـفْـسٌ فـيه رُوح   .. حَــازَ ســـرًّا

وخلْقٌ..كلُّ ذِكْرهمُ .. غَطِـيطُ !!

وأقـــدارٌ عـــلى الأكــوانِ تـبــدو

كما اصـطاد الفريسـةَ إخطـــبوطُ

وألــــــواحٌ وأقـــــــلامٌ وحـــــــــظٌّ

وأقـــدارٌ لــهـا مَـــــلَــكٌ نــشــــيـطُ

كطِـيبِ الزهـر من عـود ومِـسْـكٍ

يمــازجــه الـتوابــلُ والسـعوطُ !!

ومـا اخـتاروا .. بل اخـتاروا فلما

بدا إسرافهمْ … وُضِعَتْ شـــروطُ

فمـن يـرضَ يَفُــزْ برضاه … لكـنْ

لِمـعـترض .. بَلاً.. وعصا ..وسوطُ

********************

ومـــيزانٌ .. بـه الحـسـناتُ تعـلــو

وَمِـنْ وزنِ الـذنــوبِ لــه أَطِــيطُ

وجــناتٌ بــهــا الأنـــهــارُ تجـــرى

وفيها الحـورُ .. والخمـرُ العَـبِـيـطُ

وعــرشٌ فـوق كـرســىٍ .. وســبعٌ

يــؤكِّــدُهــا صـــعـــودٌ أو هـــبوطُ

وَجَــبَروتٌ بـه الرحمـوتُ يَسْـرِى

وظـاهِـــرُ قَــــهْــرِهِ فِــيـها مُــحِــيطُ

وواسِـطـةٌ .. وموسـوطٌ .. وسـلـسـ

ـلة بها حَلَقٌ..وليس بها وسيطُ !!

********************

وأنــوارٌ بـهـا الظُّــلًـمــاتُ تَسْــرِى

وفى حَلَكِ الظلامِ .. بَدَتْ خُيُوطُ

عـمـــاءٌ كـــلـه نـــــــورٌ .. ولــكـــنْ

بعــينِ الـنــور ظــلـمــتُــهُ تـشـــيطُ

وكُلُّ مَـنْ ارْتَـقَـى يعـلو .. ويعــلو

فإنْ وَصَـلَ الـذُرَا بــدأ الســقـوطُ

ومـن يَــبْـقَـى بِــهِ يَـفْـــنَى لِـزامـــًا

وفى عَــيْنِ الفَــنَا يــأتى حَــنُـوطُ

********************

فَمَـنْ عَلِـمُـوا كَـمَنْ جَهِـلُــوا ولكـنْ

لـســانــهمُ به قَــذَرٌ .. ســـلــيـطٌ !!

فعـــلمــهــمُ تَركَّـبَ مـــنه جـــهـلٌ

و جـهــلُ النــاس مفـهـوم بســيطُ

ومــاقـــدروا كــمـــالاً أو جــمــالاً

ولا عـــن ذاتـــه ســــترًا يــمـــيـط

تـبـــاركَ ربـنـا  .. فــردًا عـظــيـمــًا

وكـلُّ سِـوىً .. مــزيجٌ أو خــليطُ

********************

سَـجَدتُ لـنورِ ذاتِـكَ فانتـشِـلْنى

لذاتِـكَ لَـيسَ يَحضُــرُنَـا وســــيطُ

سِوَى “المحبوبِ” منك ..حياة روحى

وَمَــنْ بالـســـرِّ مــؤتـَمَـــنٌ مـــنوطُ

و صـــلِّ عـلــيــه يـاربـــِّى صــــلاةً

بـها  يـتـشـــرف اللــوحُ المــحـيطُ

 

مقتطفة من قصيدة ” الفردانية “– ديوان ” العتيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى