خَمْسُونَ عَامًا قَدْ مَضَتْ فِى غَفْلَةٍ
مِنِّى بِعِصْيَانِى وَ سَعْىٍ خائبِ
عَبَثٌ هِى الدُنْيَــا سَـرَابٌ خــــادعٌ
يَاخُسْرَ مَنْ بَاعَ النعِيمَ بِمَلْعَبِ
دُنْيَـــا زَوَالٍ لــو مَلَـكتَ عُـرُوشَها
وَ اللّه مَا كانتْ بِأدْنَى مَكسَبِ
يَـــا فانيًــــا عَــنْ كُلِّ فَـــانٍ أمْرُه
يَــا ذَاهِبًا ما نِلْتَ غَيْرَ الذاهِبِ
وَ اليَومَ ظَلَّلَنِى المشيبُ بِطَارِقٍ
للموتِ يُفْزِعُـنِى وَ قبرٍ مُرْعِبِ
مَا لِى إذَا الأكفَانُ لَفَّتْ أعْظُمِى
وَالقَبْرُ غَيَّبَـــــــنِى بِلَيْلٍ غَارِبِ
إلا الصلاةَ على الرسولِ وَ آلِهِ
وَالتابعينَ وَ كلِّ مَوْلىً صَاحبِ !!
مَاذا أقولُ إذا الصَحَــائِفُ نُشِّرَتْ
وَ النَاسُ فى خوفِ العذابِ الوَاصِبِ
وَ تَكَشَّفَتْ مِنَّا الذُنُوبُ فَضَائِحًا
يوم الحسابُ سوى: الشفاعَةَ يا نبى !!
صَلَّى عليكَ اللّه مَا غَيْثٌ هَمَى
أو لاح بَــرْقُ مِنْ غَمَـــــامٍ صَيِّـــبِ
مقتطفة من قصيدة ” مكشوفة الأسرار ” – ديوان ” الأسير ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى