من أحبَّ شيئاً .. أكثر من ذكره .. وعظَّمَهُ .. وعظَّمَ آثاره .. وأكثر الحديث عنه .. ولا يجد مناسبة للتعبير عن هذا الحُبِّ إلاَّ اقتنصها …
——————————
يقول عبد الله / صلاح الدين القوصي عن مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم في– قصيدة “مشكاة الأنوار المحمدية ” المولد ” – ديوان ” ألفية محمد “
لمَّـــا مَـسَّــتْ ذاتُ رســـول
اللهِ الأرضَ .. وَ وُلِدَ” محمَّدْ “
حُجِبَ الجِنُّ .. وَ هُدِمَ القَصْرُ
وَ أطْفأَ نارَ الكُفْرِ .. “محمَّدْ”
لا بالــرُّوحِ .. وَ لَكِنْ جَسَـداً
فيهِ السِّرُّ بِنَفَسِ ” محمَّدْ “!!
عَطَّـرَ كُـلَّ الكَـوْنِ النَّفَـــسُ
وَ شَرَّفَ كُلَّ الكَـوْنِ “محمَّدْ”
حَتَّى الحَجَرَ .. وَ حتَّى الشَّجَرَ
تَهَلَّلَ مِنْ إشْــرَاقِ “محمَّدْ”
وَ اجتَـمَـعَـتْ أرواحُ الخلْــق
إلَيْهِ .. فقادَ الخلْقَ .. “محمَّدْ”
——————————
ويوم مولد رسول الله صلى الله علي وسلم .. إهتزَّ له ديوان كسرى ، وتحطمت بعض شرفاته ، وانطفأت نيران المجوس ، وحُجِبَ عن الشياطين الصعود إلى السموات لاستراق السمع ، كما جاء في القرآن الكريم ، وتقول السيدة ” آمنة ” أنَّها رأت بمولده نورا ، أشرق بين المشرق والمغرب …
فهذا ” محمدٌ ” .. سيد ولد آدم … وإمام المرسلين … ونور هداية اللَّه تعالى .. وقد اكتملت الصورة المحمديَّةُ بين الروح النبوية العظمى ، وبين الذات الكاملة المطهَّرَة …
وفرحت بمولده صلى الله عليم وسلم كُلُّ الأكوان ..، فإنه رحمة اللَّهِ تعالى للعالمين .. وهو الذي كلَّمَتْهُ الجمادات والحيوانات ، كما تروى السيرة … قبل البعثة وبعدها …
وهو محل نظر اللَّهِ تعالى ، وعنايته ، منذ ولادته صلى الله عليه وسلم .. فشَقَّ الملِكُ له صدره وهو طفلٌ ، كما نعلم … ورعاه رَبُّهُ بالأَدَبِ ، وحَبَاهُ بالخُلُقِ العظيم منذ الطفولة …
——————————
” الفرح بمولده صلى الله عليه وسلم ” – من كتاب ” أنوار الإحسان ” – الباب الثالث ( حول نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى