روحى تحادثكم فأسمــعها

فلأنـت أقـرب لـــى وحـقك

من وريــــــــــــد في العضلْ

روحى تحادثكم فأسمـعها

تحاور في وفــاق أو جــــدلْ

صمـــت لـــه معـــنـاه لكـنْ

فــــــــي كلام لــــــــم يُقْـــل

متحـدثــاً والقــــلب يُصْــغِى

حيث مـــــال أو اعتــــــــــدلْ

لكــنَّ عــــقـــلى مَــــسَّـــه

مِنْ بُعْدكمْ بعــــضُ الَخبَــــلْ

قُـــرْبُُ وَبُـعْــدُُ كـالــخــيـــال

كأن في عقلى خَــــــــــلَلْ

مـا يهنــــأ القــلب المـــحب

وإنْ بــــفِــــــردوس نـــــزلْ

إلا بمــحبـــــوب تـعـــطـــف

والحبـــــيــــب لــه وصـــــلْ

والبعـــد نــــــار والحـجـــابُ

عــــذابــــه لا يحـــــتمـــــلْ

هذا الجحـيم ومـــا الجحيـم

سِـــوى قلــوب تشــــتـــــعلْ

ســـــجن بـــــه نــار وقيـــد

حـــول جيـــــد المعتــــقَــــلْ

وتحـيطهُ الأسوار بالجــدران

تعلـــــو شامخـــات كالجبـلْ

وبــــه ســـراديب الظــــلام

فيُغْــــرِقُ النفــــسَ الثِـقَــــلْ

وبقيت كالمبهوت محبوساً

قعيداً كـــالصريع من الشللْ

فـي كـــل آن لـــــى لقـــاء

فيــــــــــه من بشرى الأملْ

بـــشـــرى إلـينــا أو علينــا

من حبيــــــبٍ لـــى وخِـــــلْ

لكنــه كالماء بـين أصابعى

ما الحظ منه سوى البللْ

يـا رب مـسَّ الضُــرُّ روحــى

مــــن حجـــاب كالجبــــلْ

ليس النعـيـمُ سوى الوصال

بـــــلا حجــــاب أو بـــــدلْ

أما العـذاب فحجـب نُــور

اللَّـــه عــن عقـــلٍ عَقَـــلْ

 

مقتطفة من قصيدة ” الختم ” – ديوان ” الطليق ” – شعر سيدى عبد اللـه // صلاح الدين القوصى